أزمة العطش تشعل فتيل الاحتجاجات بباتنة

  • PDF


مواطنون تحت رحمة الصهاريج في عز الصيف  
أزمة العطش تشعل فتيل الاحتجاجات بباتنة
.... والمسؤولون يتفرجون


لم يختلف فصل الصيف بولاية باتنة هذه السنة عن سابقه من السنوات الماضية بعد أن شكّل غياب الماء الشروب في بعض المناطق وندرته في مناطق أخرى نقطة مشتركة طالما أشعلت فتيل الاحتجاجات كلما حلّ هذا الفصل في ظل عجز المسؤولين عن إيجاد حل للأزمة وتنصل آخرين من مسؤولياتهم فيما تقاذف آخرون المسؤولية مع مؤسسة الجزائرية للمياه.
ب.اسلام 
لا حديث هذه الأيام في العديد من البلديات من ولاية باتنة سوى عن أزمة العطش التي نغصت يوميات الآلاف من العائلات وأثقلت أربابها بمصاريف إضافية هم في غنى عنها بعد أن وضعتهم الأزمة تحت رحمة أصحاب الصهاريج الذين استغلوا الفرصة لرفع الأسعار بحجج واهية ففي بلدية ثنية العابد استمرت الحركة الاحتجاجية التي دخل فيها سكان قرية أكثر من أسبوع حيث أغلق المحتجون مقر البلدية تعبيرا عن غضبهم من تأثر منبعهم الطبيعي الذي يزود القرية بالماء الشروب وكذا بساتينهم الفلاحية من المناقب التي حفرت على نفس المسار والتي كان آخرها في قرية ثلاث كما وصل بهم الأمر إلى احتجاز رئيس البلدية في قضية ممتدة إلى سنة 2012 حيث تم حفر أول منقب على مستوى قرية تاوزيانت والذي أغلق آنذاك بعد احتجاج سكان قرية حيدوس لتستمر الأزمة بعد حفر منقب تيزوقاغين سنة 2016 والذي أغلق هو الآخر بعد تأثر المنبع الطبيعي بقرار من والي الولاية  السابق محمد سلاماني لتستمر القضية رغم سعي السلطات على احتواءها وفتح أبواب الحوار بين ممثلي قرية حيدوس وقرية ثلاث إلا أن سكان هذه الأخيرة أكدوا أن هذا البئر يزودهم بالماء الشروب خصوصا بعد معاناتهم لسنوات عديدة من الجفاف لتبقي إشكالية إرضاء الطرفين من الأولويات المطروحة ومن أكبر الملفات التي حملّها الوالي الجديد في لقائه  الأول مع مدير الري لولاية باتنة  ورئيس  بلدية ثنية العابد من أجل معالجة الأزمة قبل أن يقوم بتدشين بئر جديدة للقضاء على الأزمة بالمنطقة.
أما ببلدية تيغانمين بدائرة أريس جنوب الولاية فلا تزال أزمة العطش تنغص حياة السكان بعد أن قامت مصالح الجزائرية للمياه بتقليص مدة التوزيع وكذا كمية ضخ المياه تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتزايد معها نسبة استهلاك هذه المادة الحيوية ليجد العديد من سكان المنطقة أنفسهم مجبرين على الاستنجاد بالصهاريج للتزود بالماء الشروب وهي نفس المشكلة يتخبط فيها سكان أغلب البلديات الجنوبية خاصة القاطنين منهم بالمناطق النائية على غرار وادي الطاقة كما لم تسلم البلديات الغربية من هذه المشكلة حيث شهدت هي الأخرى موجة من الاحتجاجات على غرار تاكسلانت تالخمت الرحبات وأولاد سي سليمان بعد أن دخلت في أزمة عطش عجز المسؤولون المحليون عن إيجاد حل لها.
يحدث هذا رغم كل الوعود التي أُعطيت من قبل السلطات الولائية بضمان تموين كاف بهذه المادة الحيوية خلال فصل الصيف عبر تخصيص مبالغ مالية كبيرة لحفر آبار وتجهيز أخرى جديدة غير أن كل ما قيل لم يغير في الأمر شيئا بعد أن تجددت الأزمة منذ بداية هذا الفصل التي زاد العطش من حرارته.