طرقات مهترئة ومسالك وعرة تخاطر بحياة السكان مشاريع تهيئة الطرقات

  • PDF


طرقات مهترئة ومسالك وعرة تخاطر بحياة السكان مشاريع تهيئة الطرقات... الغائب الأكبر ببلديات باتنة


لا تزال العزلة تطبع يوميات الآلاف من سكان مشاتي وقرى بلديات ولاية باتنة منذ سنوات طويلة بعد أن بقوا محرومين من أحد أبسط ضروريات الحياة وحقهم الشرعي في طريق يسهل لهم تنقلاتهم اليومية نحو مقرات سكناهم وسط مشاكل لا تعد ولا تحصى.
ب. إسلام 


الزائر لبعض المشاتي يدرك من الوهلة حجم المعاناة الـتي يتكبدها قاطنوها بسبب اهتراء الطرقات في بعض المناطق وغيابها تماما في مناطق أخرى ما صعب عليهم تنقلاتهم اليومية بشكل كبير بعد أن تبددت آمالهم في  أن تتجسد تلك الوعود الوردية التي يطلقها المسؤولون مع كل حملة انتخابية بتعبيد هذه المسالك البلدية وتحسين أوضاعهم المعيشية التي أفرزتها العشرية السوداء وما تزال آثارها بادية لحد اليوم حيث تتواجد شبكة الطرقات البلدية بولاية باتنة في حالة مزرية بعد أن تم تعبيد أغلبها في ثمانينات القرن الماضي دون أن يتم تهيئتها من جديد رغم بلوغها درجة متقدمة من الاهتراء حيث أصبحت تشكل هاجسا بالنسبة لأصحاب المركبات وسببا في أزمة النقل التي تتخبط فيها العديد من القرى والمشاتي عبر 61 بلدية بعد أن هجر أغلب الناقلين الخواص لهذه المهنة بسبب نوعية الطرقات المتردية ما أدخل سكان هذه المناطق في شبه عزلة. 
حيث ذكرت آخر التقارير الصادرة من مديرية الأشغال العمومية أن حوالي ألف كيلومتر من شبكة الطرقات بالولاية غير معبدة وذلك بنسبة 22 بالمائة في حين تتواجد 40 بالمائة منها في وضعية سيئة ومتردية صعبت بشكل كبير حركة تنقلات المواطنين وأدخلتهم في دوامة من المشاكل كما أن تلك المعبدة أصبحت الحفر والمطبات تطبع أغلب محاورها في ظل غياب عمليات صيانة دورية تكون في أغلب الأحيان على عاتق البلديات غير أن تملص هذه الأخيرة من مسؤولياتها أزم الوضع أكثر وجعل من تعبيد الطرقات وتهيئتها الشغل الشاغل لسكان هذه المناطق النائية تدفعهم في كل مرة إلى الدخول في حركات احتجاجية تنتهي بإطلاق جملة من الوعود التي ينتهي مفعولها مع مرور الأيام فيما تبقى المعاناة قائمة إلى أجل غير معلوم.
وكان أغـلب رؤساء البلديات بولاية باتنة قد رفعوا العديد من المطالب إلى السلطات الولائية من أجل المساهمة في إعادة تأهيل شبكة الطرقات البلدية التي تتواجد في حالة يرثى لها في ظل عجز أغلبهم عن تعبيدها من ميزانية البلدية التي تنعدم تماما عند بلديات أخرى حسب ما كشف عنه بعض الأميار عند ردهم على انشغالات مواطنيهم الذين يطالبون في كل مرة بتحسين وضيعة الطرقات المهترئة التي تشكل أغلبها نقاطا سوداء تتسبب في حوادث مميتة حيث سبق وأن طالبت لجنة التنمية والتجهيز بالمجلس الشعبي الولائي بالإسراع في برمجة مشاريع من شأنها ضمان الوصول إلى شبكة طرقات تؤدي الغاية التي أنجزت من أجلها خاصة على مستوى البلديات ذات المساحة الواسعة والتضاريس الوعرة حيث لا يزال سكان قراها يعانون من صعوبة الوصول إلى المرافق العمومية نتيجة اهتراء الطرقات والمسالك حيث وصل بهم الأمر إلى هجران قراهم إلى مناطق أخرى في ظل غياب التفاتة من الجهات الوصية للتكفل بمعاناتهم.