إقبال كبير على أسواق السلع المستعملة في العاصمة

  • PDF

بسبب موجة الغلاء
إقبال كبير على أسواق السلع المستعملة في العاصمة

مليكة حراث
تشهد مؤخرا أسواق السلع المستعملة والقديمة إقبالا منقطع النظير بالعاصمة حيث أضحت ملاذا للكثير من المواطنين الذين أنهكت ميزانيتهم ارتفاع أسعار كل السلع كالألبسة أو الأغذية بعد سياسة التقشف التي مست البلاد خلال هذه السنة فكانت قبلتهم الأولى هذه الأسواق التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه عبر الشوارع الرئيسية خاصة الشعبية منها.
وفي جولة ميدانية عابرة لـ (أخبار اليوم) بقلب العاصمة لاسيما بالأحياء الشعبية وبقلب المدينة القديمة تقابلك سوق السلع القديمة في ساحة الشهداء وما يلفت انتباهك المواطنين اللاهثين وراء بقايا السلع وليس أبناء العاصمة فقط بل يأتون من مختلف المناطق حتى الداخلية منها والمشكل أن هذا السوق الذي غزى ما بقي من ساحة الشهداء فلقد كان من قبل مقتصرا على منطقة الدلالة المتواجدة ما بين زنيقة العرايس وجامع اليهود بالقصبة الوسطى إلا أن الظاهرة انتشرت وامتدت لتصل بالقرب من جامع كتشاوة ولكنها كانت مقتصرة على فترة المساء إلا أنها الآن أصبحت منذ طلوع النهار فيبسط الباعة سلعهم المختلفة المستعملة على طول الممر الذي بقي من الساحة بعد أن احتلت الأشغال الجارية في المكان جزءا كبيرا من الساحة وبهذا يصبح من المستحيل على أي كان المرور بهذا المكان الذي يشهد إقبالا كبيرا على مدار الأيام خصوصا أيام عطلة الأسبوع من كلا الفئات فكل شيء موجود في هذا السوق فعليك فقط أن تزاحم الناس وتحرس جيوبك من اللصوص الذين يتحينون الفرص ويستغلون حالات التزاحم خاصة إذا كانت في ممرات ساحة الشهداء الضيقة وللإشارة فإن هؤلاء اللصوص يترقبون تحديدا الغرباء عن العاصمة ليكونوا ضحاياهم.
ووجهة المواطنين ليست ساحة الشهداء المكان الوحيد المقصود فقط بل باب الوادي الحي العريق أيضا يعرف نفس المشاهد ونفس الإقبال ونفس المواطنين بنفس الوجوه ففي وسط ساحة الساعات الثلاث بقلب باب الوادي يعتكف الباعة على عرض كل ما لا يخطر ببالك وبأسعار زهيدة وهنا تزاحم النساء الرجال في البيع فلقد وجدنا بعض النساء خاصة الكبيرات في السن وهن يعرضن بعض الأشياء التي لا تختلف كثيرا عما يعرض باقي الرجال ونفس المظهر فهنا في باب الوادي كان هذا السوق من قبل إلا أنه امتد ليشمل كل الزقاق المجاور وراء المسجد مباشرة وعلى طول الساحة..
ورغم أن هذه الأسواق الممتدة جذورها في العاصمة بحيث سميت بالدلالة منذ العهد الاستعماري في عدة مناطق من القصبة الوسطى إلى العقيبة ببلكور إلى الحراش والتي تساهم في تشويه العاصمة خاصة بوجودها بشكل عشوائي في أحيائها الوسطى بحيث تشكل منظرا غريبا لمن يدخل العاصمة لأول مرة إلا أنها من جهة أخرى تستجيب لميزانية العائلات الفقيرة وما تحتويه جيوبها بل إن حتى العائلات الميسورة أصبحت تقبل على هذه الأسواق بغض النظر على الأخطار التي تحدق بهم من حيث احتمال أن بعض السلع في الأصل مسروقة أو أن البعض منها غير صالح للاستعمال ومهترئ ولا يمكن لهم استبداله عند هؤلاء الباعة الذين يغيرون في كل مرة موضعهم إلا أن هذه الأسواق أصبحت الآن القبلة الأولى للعائلات بالعاصمة بسبب موجة الغلاء التي غزت كل السلع خصوصا في الآونة الأخيرة.