التجارة الموازية تعود بقوة إلى شوارع البليدة

  • PDF


بسبب عدم فتح أسواق جوارية
التجارة الموازية تعود بقوة إلى شوارع البليدة

عادت ظاهرة احتلال الأرصفة والشوارع من طرف التجار الموسميين بولاية البليدة إلى عهدها السابق خلال شهر رمضان الفضيل بعدما تمكنت وإلى حد بعيد السلطات المحلية كسب رهانها من خلال تنظيم عدة حملات للقضاء عليها.

وتجد هؤلاء الناشطون في التجارة الموازية يعرضون مختلف المواد الاستهلاكية التي تتزامن والشهر الكريم على غرار الديول و مختلف أنواع الخبز و كذا المشروبات والحلويات التقليدية والبيض و غيرها من المواد الاستهلاكية التي قد تعرض صحة المستهلك إلى الخطر لعرضها تحت أشعة الشمس ودون احترام مقاييس الحفظ والنظافة ويعد سوق باب الجزائر أفضل مثال عن هذه الوضعية التي تعرف اكتساحا من طرف هؤلاء الناشطين الذين وبالرغم من عمليات المطاردة التي تنظمها في كل مرة مصالح الأمن في حقهم إلا أنهم يصرون على عرض مبيعاتهم ولعل ما يحفزهم (التجار) على ممارسة هذا النشاط غير القانوني في الميدان هو إقبال المواطنين على اقتناء هذه السلع من لدنهم بدل المحلات في كثير من الأحيان دون اكتراث منهم لانعكاساتها على صحتهم من جهة كما أن خصوصية شهر رمضان الذي يتميز بكثرة اقتناء المواطنين للمستلزمات الغذائية يحفز العارضين على امتهان هذا النشاط الذين يجدون فيه فرصتهم المناسبة للربح السريع.
وتلاحظ أن هؤلاء الناشطين من مختلف الأعمار بما فيهم الأطفال وكذا من الجنسين يعرضون سلعهم على الأرصفة أو من على مركباتهم التي تجدها مركونة بصورة عشوائية هنا وهناك متسببين في ازدحام حركة المرور التي تتبعها في كثير من الأحيان مشاجرات و مشادات بين الطرفين و لعل ما جعل هذه الظاهرة تتفاقم علاوة على تزامنها و الشهر الفضيل و ما يرافقه من مقتنيات هو عزوف التجار عن الالتحاق بالأسواق الجوارية المنجزة لاحتوائهم.
ويتحجج هؤلاء التجار بأسباب تتعلق بين بعد هذه الفضاءات عن النسيج الحضري أو عدم وجود حركة في تلك المنطقة أو في بعض الأحيان لنقص بعض المرافق التابعة لها.
وتشمل هذه الوضعية عديد بلديات الولاية على غرار موزاية وبوعرفة وبوعينان وبوقرة وغيرها حيث يلاحظ أن هذه الهياكل التجارية لا تزال شاغرة وغير مستغلة من طرف أصحابها الحائزين على عقود ملكيتها في الوقت الذي تشتكي فيه هذه الجماعات المحلية من مشكل تفشي التجارة الموازية في الساحات العمومية والأسواق التجارية كما يلاحظ أن هذه الهياكل ومع مرور الوقت والسنين طالها الإهمال كما تحول عدد منها إلى وكر للمنحرفين.     
وأشار تقرير ولائي عن جلسة الاستماع التي خصصها والي الولاية لقطاع التجارة مؤخرا أنه من أصل 22 سوق تجزئة التي أنجزت خمسة فقط عملية وبها 112 محل ناشط. وكان الوالي عبد القادر بوعزقي قد أمر مسؤولي القطاع خلالها بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لاستغلال المحلات الشاغرة وإن استدعى الأمر تحويل القرارات إلى مستفيدين آخرين يقول.     
و لعل ما يفسر تفشي ظاهرة التجارة الموازية هذه الأيام هو عدم فتح إلى غاية اليوم سوى مساحتين جواريتين من أصل 6 التي برمجتها مديرية التجارة لاحتواء التجارة الموازية خلال شهر رمضان.
ويتعلق الأمر بكل من ساحة الحرية بوسط مدينة البليدة وآخر ببني مراد أين يتم بيع منتوجات وسلع بأسعار مدروسة يشغل فيها فلاحون مباشرة مع المستهلك.
وكان الوالي خلال جلسة العمل التي خصصها لمسؤولي قطاع التجارة الأسبوع الفارط قد أمر بضرورة فتح باقي المساحات المبرمجة في أقرب الآجال للحد من تنامي هذه الظاهرة.

ق. م