العزلة تنغّص حياة سكان حي الحمراء بزرالدة

  • PDF


في ظل الغياب التام للبرامج الضرورية
العزلة تنغّص حياة سكان حي الحمراء بزرالدة
لم يعرفوننا إلا في موعد الانتخابات.. والمسؤولون يتسابقون لزياراتنا لأخذ قائمة أسماء المواطنين لتعزيز ودعم أسمائهم ضمن كوكبة قائمة المرشحين للحظي باعتلاء الكرسي هذه العبارة استهل بها سكان الحمراء حديثهم معنا بعد قيامنا بجولة ميدانية للوقوف على ظروفهم المعيشية.
مليكة حراث


لم يبق في وسع مئات العائلات القاطنة بحي الحمراء بزرالدة غرب العاصمة تحمل المزيد من تداعيات الغياب التام للمشاريع التنموية في مقدمتها وضعية المسالك والطرق الغير مهيأة مما دفعهم إلى رفع شكاوى عديدة إلى المسؤولين فما يشد انتباه الزائر ولأول مرة للحي والغريب في الأمر أن مصالح البلدية وبشهادة الكثير مما تحدثوا إلينا أنها لم تقم بتهيئة المسالك والطرقات للأحواش المتواجدة بالبلدية منذ الاستقلال ناهيك عن ظاهرة حوادث المرور التي تشهد تزايد وأرجعها السكان الى غياب الممهلات بالإضافة إلى حالة الطرقات التي  تزداد سوءا عند تهاطل الأمطار متحولة بذلك إلى مجاري مائية وأوحال تصعب وبشدة حركة السير سواء للراجلين الذين ضاقوا ذرعا لما آلت إليه مجمل الطرقات. 
التهميش عنوانهم
وتعيش أغلب الأحياء أو المزارع التي تتواجد على مستوى المنطقة تعيش وضعا كارثيا وما زاد الطين بلة هو انعدام الإنارة العمومية في مختلف الأحياء كحي الحمراء وبوزيان وغيرها من الأحياء التي اشتكى قاطنوها من الوضعية التي أرهقت كاهل السكان صغيرا وكبيرا فقد عزلت سكان منطقة بصفة شاملة وحسب (ك.عبد القادر) والذي ركز قوله على اللامبالاة التي يفرضها المسؤولون  على السكان يأتي ذلك في الوقت الذي أكد العديد من قاطني المزرعة وشباب المنطقة بضرورة تدخل الوالي المنتدب للضغط على السلطات المحلية لتهيئة الطرق والمسالك الداخلية للاحواش الذي بات قاطنوها يتخبطون في الأوحال والمتضرر الأكبر هم الأطفال المتمدرسون الذين يجبرون على انتعال الأحذية البلاستيكة من اجل العبور بعد سقوط زخات من المطر خصوصا خلال الآونة الأخيرة اين عرف تساقط الأمطار بغزارة كبيرة.  


أطفال وكبار عرضة لخطر الموت  
يشتكي سكان مزرعة الحمراء والبالغ عددهم أزيد من  300 عائلة من الظروف القاسية والمزرية التي يتخبطون فيها جراء غياب أدنى شروط العيش الكريم بالحي خصوصا فيما يخص مشكل انعدام الممر العلوي والممهلات الأمر الذي أرق يومياتهم حيث أعرب هؤلاء عن تذمرهم الشديد من  سياسة التجاهل والعزلة المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية التي تنتهج سياسة الصمت المطبق اتجاه انشغالاتهم سيما المتمثل في غياب الممهلات الوضع  الذي انجر عنه حصد العديد منهم سيما الأطفال المتمدرسين وكبار السن الذين راحوا ضحية إرهاب الطريق السريع الرابط بين زرالدة واسطاوالي لدرجة ان هذا الطريق أصبح يعرف بطريق الشبح نظرا لتصاعد الوفيات دون أن تتدخل الجهات المعنية لوضع حد أو التخفيف من خطر إرهاب الطريق الذي بات يهدد راحتهم وأمنهم. وفي الصدد نفسه يطالب هؤلاء التدخل العاجل من السلطات المحلية لإنقاذ أرواح الأبرياء من الموت تحت عجلات المركبات التي سحقت المئات منذ إقامتهم بالمزرعة المذكورة.


يعيشون في عزلة تامة
وتطرق سكان ذات الحي من جهة أخرى إلى مشكل غياب المشاريع التنموية على مستوى حيهم الذي بحسبهم دائما  في وضعية كارثية جراء نقص أدنى شروط المعيشة الكريمة حولت حياتهم إلى جحيم بدءا باهتراء الطرقات التي تعرف حالة متدهورة داخل البنايات إضافة إلى غياب المرافق الضرورية خاصة تلك الموجهة منها للشباب كقاعات الإنترنت والملاعب الجوارية والمراكز الثقافية والتي من شأنها فك العزلة عنهم وقضاء وقت الفراغ الذي أصبح هاجسهم اليومي ناهيك عن غياب المؤسسات التربوية مركز صحي فالمرفق الوحيد الذي يتوفر بالمنطقة هو المسجد أما بالنسة للمرافق الأخرى لم يتسن لهؤلاء الحق حتى في ابسط الضروريات على غرار المحلات التجارية والغذائية وما شابه ذلك الأمر الذي يجبرهم التنقل إلى مقر البلدية من اجل اقتناء كل شيء ناهيك عن العلاج.
وفي خضم كل هذه النقائص جدد سكان مزرعة الحمرا   مطالبهم للسلطات المعنية من أجل انتشالهم من خطر الموت الذي يحدق بهم جراء انعدام الممر العلوي والممهلات.
كما طالب هؤلاء المواطنون من السلطات قيامها بإطلاق مشاريع تنموية من شأنها أن تعيد الاعتبار للحي على غرار توفير المرافق الضرورية وتزفيت الطرقات داخل الحوش خاصة الذي يغرق في الأوحال في فصل الشتاء اما في فصل الصيف فيتحول إلى أتربة وتطاير الغبار مما يحول حياتهم إلى جحيم بأتم معنى الكلمة.