85 بالمائة من سكان فرانكو برايس حميدو مصابون بالربو

  • PDF


يناشدون السلطات توقيف نشاط مصنع الإسمنت
85 بالمائة من سكان فرانكو برايس حميدو مصابون بالربو
رغم الشكاوي المتعددة التي رفعها آلاف السكان بخصوص مصنع الإسمنت المتواجد بحي (فرنكو) ببلدية رايس حميدو في الجزائر العاصمة الذي سبب لهم إزعاج كبير سيما بعد الأمراض المزمنة والتي على إثرها تعرض 85 بالمائة من قاطنيه بالحساسية المفرطة وصعوبة التنفس وغيرها من الإصابات وجعل البخاخة تلازم كل مواطن يسكن المنطقة المذكورة وتتفاقم معاناة هؤلاء مع حلول فصل الصيف إلا أن شكاوي هؤلاء لم تر أي جديد الأمر الذي زاد من  تذمر سكان المنطقة.
مليكة حراث


تزخر منطقة فرانكو الواقعة بإقليم بلدية رايس حميدو بولاية العاصمة بمناظر خلابة تجعلها قبلة العديد من المواطنين سواء كانوا من واجهة بحرية أو تميزها  مسحات خضراء أو جبال تجعل الناظر إليها لا يغيرها بأي مكان آخر لكن مع الأسف تعاني من سطو الإنسان الذي يسلب بهاءها وجمالها وزرقة بحرها وعذوبة هوائها كما انها تعد من بين أهم المناطق الساحلية بالعاصمة التي تستقطب مئات   السياح في كل موسم اصطياف إلا أنها تعاني من سلبيات تواجد مصنع للإسمنت الذي أضحى  خطرا متربصا بحياة سكان المنطقة فهو شبح يهدِّد صحة المواطنين ويجعل أغلبهم يصابون بأمراض مزمنة على غرار الربو صعوبة التنفس ومختلف الأمراض الأخرى فإن لم يكونوا قد أصيبوا بعد فهم على وشك الإصابة والأعراض متباينة أضحت بمثابة خطر على صحة السكان خصوصا منهم الأطفال.
المصنع و الربو هاجس العائلات
في جولة ميدانية لصحفية من (أخبار اليوم) إلى البلدية للاطلاع عن كثب على حال المتضررين هناك ومن خلال هذه الزيارة إلى عين المكان استطعنا الحصول على تاريخ هذا المصنع الشبح الذي يعود إلى سنة 1911 وهو الواقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 11 وبالتحديد في مدخل بلدية الرايس حميدو وهو المصنع الذي أسماه السكان بالمرض العضال  والمقبرة بالنسبة لهم حيث وفي إحصائيات لرئيس البلدية التي قدمها لنا أثناء زيارتنا للبلدية جاوزت 80 بالمائة من السكان المصابين بمرض الربو والحساسية وأمراض أخرى خاصة منهم فئة الأطفال الذين يعدون الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض نظرا لحساسية أجسامهم الصغيرة ومن بين الأحياء التي قامت أخبار اليوم بالتوجه إليها والتي كانت الأقرب مسافة إلى ذلك المصنع شارع (حميد قبلاج) عمار ملاح مبروك بلحسن و حي ميرامار والشيء الذي جعل الحقائق تتجلى على أرض الواقع بالنسبة إلينا لدى التوجه إلى المكان هو أن السكان قد أجروا اتصالا هاتفيا مباشرا مع (أخبار اليوم) مما جعل الزيارة التي قادتنا إلى مساكان المواطنين تكون بمثابة اكتشاف للحقيقة وليست للمجاملة أو الترحاب وهو ما حدث فعلا حيث شاهدنا وبمجرد الوصول إلى عين المكان بساطا من الإسمنت الذي عوّض الزرابي والأفرشة المخملية في كل بيت دخلناه هناك ناهيك عن الغبار الكثيف الذي يغطي النوافذ التي تنفثه فور الشروع في فتحها والأمرّ أن فتح النوافذ يكون مرات قليلة فقط في اليوم حتى لا يختنق الأطفال والنسوة الماكثات بالبيوت مما يزيد من تدهور الأوضاع الصحية حيث من المعروف أن التهوية أمر لا يختلف اثنان في أهميته لكن في هذه الحالة يكون الاختناق داخل جدران البيت أهون وأكثر وقاية من فتح الشرفات للتهوية.
لم تكن المساكن هي الوحيدة المتضررة من نفايات المصنع وروائحه وغباره بل إن الضرر تعدى إلى المدارس المجاورة له منها مدرسة أم العيد آل خليفة فهي الأكثر تضررا وعرضة للغبار والنفايات الإسمنتية بدليل أن معظم التلاميذ المتمدرسين هناك مصابون بالحساسية أو الربو وهذا حسب شهادات الأولياء الذين ناب عنهم رياض  بالقول على الأقل يوجد شخص أو شخصان ببلدية رايس حميدو مصابٌ بأمراض مزمنة نتيجة لغبار المصنع ونحن نطالب السلطات الوصية ووزير الصحة النظر إلى وضعنا ووضع أطفالنا الصحي والوقوف على هذا المشكل الذي بات يؤرقنا ويؤرق البلدية بأكملها والتي يفوق عدد سكانها 33 ألف نسمة.


المصنع مصدر رزق..
ومن جهة أخرى صرحت لنا بعض المصادر من البلدية إن المصنع رغم ما يخلفه من تلوث المحيط إلا أنه مصدر رزق لمئات العائلات وأنه بالإمكان إيجاد حلول أخرى وهي احتواء السلبيات بتوظيف الطرق التقنية لتحديث المصفاة وتجنب كل ما يسببه من أمراض الربو والحساسية المفرطة التي أصيب بها السكان وأضافت ذات المصادر أن كل المداخيل التي يوفرها مصنع الإسمنت تذهب مباشرة للوحدة الأم المتواجدة ببلدية مفتاح ولا تستفيد البلدية  ولو بجزء بسيط من تلك المداخيل باعتبارها المتضرر الأول مما يتسبب به من أضرار على السكان وعلى البيئة بشكل عام.