سكان المواقع القصديرية بالأبيار بالعاصمة ينتفضون

  • PDF

بعد تلقيهم خبر عدم دمجهم ضمن الرحلة الـ 22
سكان المواقع القصديرية بالأبيار بالعاصمة ينتفضون
على خلفية الأخبار المتداولة بعدم برمجتهم ضمن العملية الـ 22 من إعادة الإسكان في مرحلتها الرابعة وفقا للبرنامج المسطر من قبل السلطات الولاية لولاية العاصمة انتفض قاطنو المواقع القصديرية المتواجدة على مستوى بلدية الأبيار تنديدا على إقصائهم في كل مناسبة من عملية الترحيل.
مليكة حراث

بعد تقصي العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية بالابيار على غرار حي 15 مويار وعين الزبوجة و25 سالياج إسقاط قائمتهم من المستفيدين من عملية إعادة الإسكان المرتقبة خلال هذا الشهر الأمر الذي جعلهم يهددون بالخروج إلى الشارع والتهديد بتصعيد احتجاجات كبيرة أمام اكبر مراكز حساسة في الدولة على غرار وزارة الدفاع والثكنة العسكرية وقطع الطريق الرئيسي الرابط بين البريد المركزي والأبيار. 
وفي جولة ميدانية لـ (أخبار اليوم) إلى عين المكان وفي حديثها مع هؤلاء المواطنين عبروا عن مدى استيائهم الشديد لعدم استفادتهم من عملية الترحيل التي شهدتها العاصمة مؤخرا والتي مست معظم المواقع القصديرية والهشة والشاليهات إلا أن القاطنين بهذه البنايات لازالوا قابعين في سكنات لا تصلح لأدمين -حسب تعبيرهم- رغم ان بيوتهم التي شيدت بهذا المكان يعود تاريخها لأكثر من 60 سنة وتعد من بين أقدم البيوت القصديرية بالعاصمة.
حلمهم تبخر في مهده ليعود سيناريو الإقصاء
وحسب تصريحات بعض المواطنين أن السلطات المحلية كانت قد وعدتهم بالترحيل في العملية الـ 21 إلا أن حلمهم تبخر في مهده ليعود سيناريو الإقصاء يلازمهم لحد الآن ولم تظهر أية بوادر توحي بالجديد في وضعهم أو إعطاء خبر يقين او موعد بترحيلهم لامتصاص نار الفتنة والقلق خصوصا هذه الأيام التي تعرف فيه تحضير لعملية إعادة إسكان مرتقبة وقال هؤلاء أن هذا الأمر الذي أجبرهم على التهديد بالاحتجاج بسبب سياسة الصمت والتجاهل التي ينتهجها مسؤوليهم اتجاههم وهذا حتى تسمع أصواتنا واستغاثتنا التي طالما دفنت في أدراج بلديتهم وشكاويهم التي ضربت عرض الحائط رغم ما يشهده الحي المذكور بقلب العاصمة من أوضاعا كارثية جراء غياب النظافة في ظل تسرب وانتشار المياه القذرة بجميع أرجاء الحي والتي تنذر بحدوث كارثة بيئية حتمية الشيء الذي جعل السكان يتخوفون من انتشار الأمراض خاصة مع دخول فصل الصيف أين تزداد الأمور تعقيدا وترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المعدية ناهيك عن انزلاق التربة على مدار السنة.
ويبلغ عدد العائلات القاطنة بحي عين الزبوجة على سبل المثال أكثر من 100 عائلة منذ ما يقارب 50 سنة في ظروف جد مزرية تغيب فيها جميع الشروط اللازمة للحياة الكريمة ناهيك عن غياب التهيئة الحضرية بشكل كلي بدءا بانعدام قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب التي تعرف انقطاعات كبيرة حيث غالبا ما تزور حنفياتهم مما يضطر العائلات في كل مرة للجوء لشراء صهاريج مائية بمبالغ باهظة خاصة مع حلول فصل الصيف أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية في الحياة اليومية وقضاء الحاجيات المنزلية. 
الترحيل أو عقود ملكية
وفي سياق آخر تحدثت بعض العائلات عن مشكل عدم امتلاكهم لعقود الملكية للسكنات التي يقطنون بها منذ 50 سنة مع العلم أن هذه البيوت عبارة عن أكواخ مبنية بطريقة فوضوية لجأت لها العائلات هروبا من شبح التشرد والمبيت في الشارع وقد وجّه سكان الحي السالف الذكر العديد من شكاوي والطلبات للجهات المعنية من أجل تزويدهم بعقود ملكية أو ترحيلهم لسكنات جاهزة تضمن لهم العيش الكريم بعدما أصبحت مساكنهم لا توفر لهم الراحة والأمان.
وحسب السكان أنه رغم كل النقائص والمشاكل هناك أكبر مشكل ينغص عليهم حياتهم وهو اقتسام المكان مع الجرذان والقوارض خاصة الثعابين والتي كان لها دور إضافي كبير في معاناتهم حيث تعرضت إحدى الرضيعات والتي تبلغ من العمر ستة أشهر إلى لدغة عقرب ولولا تفطن والدتها ونقلها على جناح السرعة إلى المستشفى في الوقت المناسب لكانت في عداد الأموات. وأضاف محدثنا أنهم يعيشون حياة بدائية وحيوانية محضة رغم أنهم يقطنون بقلب العاصمة وأبناؤها أب عن جد ونسخة من الوثائق لدى ـأخبار اليوم ـ تثبت هويتهم وفي الأخير يطالب هؤلاء ترحيلهم كباقي المواطنين القاطنين بالبيوت القصديرية والتي استفادوا من تعليمة رئيس الجمهورية والصادرة بالقضاء على البيوت الفوضوية والسكنات الهشة أو منحهم عقود ملكية لإعادة بناء وتوسيع سكنات حسب معايير البناء يحميهم من برد الشتاء القارس وحر الصيف والعيش حياة كريمة كباقي الجزائريين.