الطريق إلى قلوب الناس

  • PDF


روى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: [بينما نحن في المسجدِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذ جاء أعرابيٌّ. فقام يبولُ في المسجدِ. فقال أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: مَهْ مَهْ. فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لا تُزْرِمُوه. دَعُوهُ. فتركوه حتى بال. ثم إن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم دعاه فقال له: إن هذه المساجدَ لا تَصْلُحُ لشيء من هذا البولِ ولا القَذَرِ. إنما هي لِذِكرِ اللهِ عز وجل والصلاةِ وقِراءةِ القرآنِ أو كما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم . قال فأمر رجلًا من القومِ فجاء بدَلْو من ماء فشَنَّهُ عليه] .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه: [أنَّ فتًى من قريش أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ ائذَنْ لي في الزِّنا. فأقبَل القومُ عليه وزجَروه فقالوا: مَهْ مَهْ. فقال: ادنُهْ. فدنا منه قريبًا فقال: أتُحِبُّه لأمِّك؟ قال: لا واللهِ جعَلني اللهُ فداك. قال: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأمَّهاتِهم. قال: أفتُحِبُّه لابنتِك؟ قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ جعَلني اللهُ فداك. قال: ولا النَّاسُ يُحِبُّونَه لبناتِهم...
وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقرره (أتحبه لأختك لعمتك لخالتك؟) وهو يقول: لا والله يارسول الله جعلني الله فداك لا أرضاه لكذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ولا الناس يرضونه.. ثم مسح النبي على صدره ودعا له فقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه.
هذه اليد الحانية وتلك الكلمات الطيبة التي كانت تخرج من النبي صلى الله عليه وسلم أصابت أبا محذورة يقول في معنى حديثه: كنا صغارا والنبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة أنا وبعض أترابي وكنا نرفع أصواتنا بالأذان نشوش على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا فقال: إن فيهم غلاما حسن الصوت فدعا بنا ثم أمرنا أن نؤذن وكنت آخرهم فصرفهم ثم لقنني الأذان ثم مسح صدري بيده وقال: اذهب فأذن لأهل مكة.