من أشراط السَّاعة الكبرى: الخُسوفات الثلاثة

  • PDF


* معنى الخسف:


يقال: خسف المكان يخسف خسوفًا إذا ذهب في الأرض وغاب فيها (انظر: ترتيب القاموس المحيط) ومنه قوله تعالى (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ) [القصص: 81].
والخسوفات الثلاثة التي هي من أشراط السَّاعة جاء ذكرها في الأحاديث ضمن العلامات الكبرى.
* الأدلَّة من السنَّة المطهَّرَة على ظهور الخسوفات:
1- عن حذيفة بن أسيد رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن السَّاعة لن تقوم حتى تروا عشر آيات...(فذكر منها): وثلاثة خسوف: خسفُ بالمشرق وخسفُ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب (صحيح مسلم).
2- وعن أم سلمة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب قلت: يا رسول الله ! أيُخسَفُ بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أكثر أهلها الخبث (رواه الطبراني في (الأوسط) كما قال الهيثمي في: مجمع الزوائد وقال: في الصحيح بعضه وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات).


* هل وقعت هذه الخسوفات ؟


وهذه الخسوفات الثلاثة لم تقع بعدُ كغيرها من الأشراط الكبرى التي لم يظهر شيءٌ منها وإن كان بعض العلماء يرى أنها قد وقعت كما ذهب إلى ذلك الشريف البرزنجي (انظر: الإشاعة) ولكن الصحيح أنه لم يحدث شيء منها إلى الآن وإنما وقع بعض الخسوفات في أماكن متفرقة وفي أزمان متباعدة وذلك من أشراط السَّاعة الصغرى.
أما هذه الخسوفات الثلاثة فتكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب .
قال ابن حجر: وقد وجد الخسف في مواضع ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وُجد كأن يكون أعظم منه مكانًا أو قدرًا (فتح الباري).
ويؤيد هذا ما جاء في الحديث أنها إنما تقع إذا كَثُر الخبث في الناس وفشت فيهم المعاصي. والله أعلم.