احذروا فاكهة النساء !

  • PDF


رسالة عاجلة إلى الأحزاب في الجزائر:
 احذروا فاكهة النساء !
 الشيخ: قسول جلول
الغبية ليست  حرام  في مداومات الأحزاب وعند الأحرار !وإلا ماذا يقولون .؟ فليس لهم مايقولون !!..فلا يتكلمون عن برامجهم ومخططاتهم وطموحاتهم .وإنما يتكلمون عن غيرهم  بالسوء ممن هم مشاركين معهم   أو ممن  سبقوهم في المسؤولية ويقولون عنهم لو كانوا
يسمعون  أويعقلون لما وقعوا في الخسران المبين يصدق  عليهم  قول الله  تبارك وتعالى ((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا _ حَتَّى_ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ >>لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَ_ؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النار...))الآية 38 من سورة الأعراف
إنها تلك الفاكهة التي أحبها الناس بشراهة في زماننا هذا وتفننوا في أكلها في كل وقت وحين.جماعات وأحزاب .. في كل مكان وكل مجال إنها الفاكهة التي أصبحت تسلي الناس في أوقات فراغهم فضلا عن ساعات عملهم...
إنها الفاكهة التي يأكلها الغني والفقير... إنها الفاكهة التي حرمها الله في كتابه الكريم ووصف آكلها بأبشع صفة... ونهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكلها...
إنهاالغيبة (... نعتها الحسن البصري - رحمه الله - بـ (فاكهة النساء)  وما أحسبها تقتصر على النساء فقط فقد أصبحت فاكهة للكل رجالا كانوا أم نساء. نعم تتضح أكثر عند النساء لكنها موجودة عند الرجال وفي مداومات الأحزاب .
فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى... وكم بهذه الألسنة أُحدثت بدع وأُدميت أفئدة وقُرحت أكباد؟
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت وأوصال تحطمت وقلوب تفرقت؟ كم بهذه الألسنة نزفت دماء وقُتل أبرياء؟ وعُذب مظلومون   كم بها طُلّقت أمهات وقذفت محصنات؟ كم بها من أموال أُكلت وأعراض اُنتهكت ونفوس زهقت؟
فالإنسان يسترسل في الحديث عن عيوب الناس ونقائصهِم وفضائحهم ومساوئِهم وفي هذا الحديث كما قال العلماء متعَة اجتماعية لذلك قالوا: الغيبة مائدة طعام الكلاب وإدام الفُساق ومن أعمال أهل الفجور.
فهل آن الأوان كي نحرم على أنفسنا هذه الآفة ؟
ألا يكفي أن الله قال فيها: ((. وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )) الآية 12 سورة الحجرات
فضبط اللسان يحتاج لإرادة قوية والمسلمون في الأعم الأغلب بعيدون عن الكبائر من قَتل أو شرب خمر أو زنى لكنهم يقعون في موبقات كلامية كثيرة تحجبهم عن الله عز وجل فالمعصِية تحجب عن الله تعالى صغيرة كانت أو كبيرة ولا تنسوا أن الإصرار على المعصية الصغيرة يجعلها كبيرة والعبادة ليس في أداء الصلوات فَحسب وصيام رمضان ولكن العبادة الحقة في ضبط اللِّسان وضبطُه يحتاج إلى إرادة قَوية.
فالإنسان يسترسل في الحديث عن عيوب الناس ونقائصهِم وفضائحهم ومساوئِهم وفي هذا الحديث كما قال العلماء متعَة اجتماعية لذلك قالوا: الغيبة مائدة طعام الكلاب وإدام الفُساق ومن أعمال أهل الفجور.
قال رسول الله: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار!) صحيح مسلم
لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ وفي رواية أي المسلمين خير؟
ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: (خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده)
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا).رواه الترمذي.
الغيبة عرفها العلماء بأنها اسم من اغتاب اغتياباً إذا ذكر أخاه بما يكره من العيوب وهي فيه فإن لم تكن فيه فهو البهتان كما في الحديث: ((قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته)) رواه مسلم.
والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع وعدَّها كثير من العلماء من الكبائر وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً فقال: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) الحجرات: 12.
ولا يخفى أن هذا المثال يكفي مجرد تصوره في الدلالة على حجم الكارثة التي يقع فيها المغتاب ولذا كان عقابه في الآخرة من جنس ذنبه في الدنيا فقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ـ ليلة عرج به ـ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم قال: فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم والأحاديث في ذم الغيبة والتنفير منها كثيرة.
وأسبابها الباعثة عليها كثيرة منها: الحسد واحتقار المغتاب والسخرية منه ومجاراة رفقاء السوء وأن يذكره بنقص ليظهر كمال نفسه ورفعتها وربما ساقها مظهراً الشفقة والرحمة وربما حمله عليها إظهار الغضب لله فيما يَدَّعي.. إلى غير ذلك من الأسباب.


وأما علاجها فله طريقان: طريق مجمل وطريق مفصل كما ذكر الغزالي:
الأول: أن يتذكر قبح هذه المعصية وما مثل الله به لأهلها بأن مثلهم مثل آكلي لحوم البشر وأنه يُعرِّض حسناته إلى أن تسلب منه بالوقوع في أعراض الآخرين فإنه تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلاً عما استباحه من عرضه فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفاً من ذلك.
الثاني: أما طريق علاجها على التفصيل: فينظر إلى حال نفسه ويتأمل السبب الباعث له على الغيبة فيقطعه فإن علاج كل علة بقطع سببها.
فإن وقع العبد في هذا الذنب فليرجع إلى الله سبحانه وليتب إليه وليبدأ فليتحلل ممن اغتابه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له عند أخيه مظلمة من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه متفق عليه من حديث أبي هريرة فإن خشي ان تحلله أن تثور ثائرته ولم يتحصل مقصود الشارع من التحلل وهو الصلح والألفة فليدع له وليذكره بما فيه من الخير في مجالسه التي اغتابه فيها.
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ اِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ
فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) [مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
والبهتان: أن تقول على أخيك شيئا ليس فيه أما الغيبة فأن تقول عنه شيئاً هو فيه هذا تعريف الغيبة من قِبَلِ النبي عليه الصلاة والسلام طبْعاً ذِكْرُكَ أخاك بما يكْره سواءٌ أكانت هذه الغيبة في بدنِهِ أو دينه أو دُنياه أو نفسه أو خُلقه أو ماله أو ولده أو زَوْجته ووالده أو ثَوْبه أو مِشيته أو حركته أو عَبوسه وطلاقته أو غير ذلك مما يتعلق به كل هذه الموضوعات متعلقَة بالغيبة.
وسواء ذكرته بِلِسانك أو رمزت إليه أو أشرت إليه بِعَيْنِك أو يَدِك أو رأسِك أو نحو ذلك تلْميحا كان أو تصْريحا فَكل هذا من الغيبة.
ففي الدِّين كأن تقول: فاسق وسارق وكاذب وظالم ومُتهاوِن بالصلوات ليس باراً بوالِدَيْه هذه في الدِّين وفي الدنيا كأن تقول: هذا قليل الأدب وكثير الأكل والنوم وينام في غير وَقْته وفي والده كأن تقول: والدُه  كذاب أو تحْتقِرُ والده بالصَّنْعة وفي الخُلق كأن تقول: مُتَكَبِّر وجبار... إلخ
والغيبة من أوسع المعاصي التي يقترفها الناس وهم لا يشعرون في مجالسِهِم وسفَرهم ولقاءاتهم وولائمهِم وأعراسهِم وفي أحزانهِم فمادام هذا اللِّسان ينهش أعراض الناس فَهو واقِع بغيبة كبيرة والغيبة كما تعلمون من الكبائِر.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) مسلم
قال الحسن: ذِكْرُ الغير ثلاثة: الغيبة والبهتان والإفْك وكل في كتاب الله عز وجل فالغيبة أن تقول ما فيه والبهتان أن تقول ما ليس فيه والإفْك أن تقول ما بلَغَكَ عنه.
فإن نقَلت ما بلغَكَ عنه فهذا إفك وحديث الإفك معروف لدينا حينما قالوا عن السيدة عائِشَة ما قالوا وإن نقلْت ما في الإنسان فهذه غيبة وإن نقلت ما ليس فيه فهذا بهتان.
فكن أيها المسلم خائفا من الله ! فَكلما اشتد خوفك من الله كلما كنت وقافا في الأمر والنَهي وكان لك مكان عند الله كبير قال تعالى: _إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَهَر _ [سورة القمر: 54
إن الإنسان إذا ضبط لسانه واشتغل بذكر الله عز وجل والدعوة إلى الله وذكر ما في كتاب الله وسنة رسول الله من فضائل وما عند الصحابة من الكرامات كان ذكر الله شفاء له ولمن حوله
وقد يضطر الإنسانَ أحْياناً إلى أن يصلح عيوبَ المجتمع كيف يفعل؟_ للتنبيه عن هذه الآفة (الغتبة )
يفعل كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام؟ كان يصعد المنبر ويقول: ما بال أقْوام يفْعَلون كذا وكذا فالذي فعل واحد فلما قال: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا هي إشارة لطيفة دون تعيين ودون تسمية ولم يفضح لكنه ذكر عيبا منتشراً في المجتمع.
إمام  مسجد القدس حيدرة/ الجزائر العاصمة