دعوة القرآن الكريم إلى الاستغفار

الخميس, 08 فبراير 2018


 كنوز ربانية
دعوة القرآن الكريم إلى الاستغفار 
وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم في الحث على الاستغفار وفي ذلك دلالة واضحة على أهمية طلب العبد المغفرة من ربه ليستر عيوبه ويعفو عن سيئاته ويجنبه عقوبته فمن تلك الآيات الواردة في هذا الصدد :
1/ آيات ورد فيها التوجيه للنبي صلى الله عليه وسلم بطلب المغفرة من ربه جلَّ وعلا لنفسه أو للمؤمنين من ذلك قوله تعالى : فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [غافر :55] .           
قال الإمام الطبري رحمه الله : ( واستغفر لذنبك : أي : سَلْهُ غفران ذنبك وعفوه لك عنه) (جامع البيان في تأويل آي القرآن الطبري) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : (قوله واستغفر لذنبك هذا تهييج للأمة على الاستغفار) 
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : (واستغفر لذنبك المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك فأمره بالصبر الذي فيه يحصل المحبوب وبالاستغفار الذي فيه دفع المحذور وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصًا) 
وقوله تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد:19] .
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في معنى الآية : ( واستغفر لذنبك أي: اطلب من الله المغفرة لذنبك بأن تفعل أسباب المغفرة من التوبة والدعاء بالمغفرة والحسنات الماحية وترك الذنوب والعفو عن الجرائم . واستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنهم _ بسبب إيمانهم ذ كان لهم حق على كل مسلم ومسلمة) 
وقال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري رحمه الله في معنى الآية : (أي : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي له العبادة وتصلح له إلا الله الذي هو خالق كل شيء ومالكه واستغفر أي : اطلب من ربك المغفرة لك وللمؤمنين والمؤمنات وهذا الكلام وإن وجه للرسول صلى الله عليه وسلم فالمراد منه على الحقيقة أو بالأصالة غيره صلى الله عليه وسلم فكأنما قال تعالى : يا عباد الله أيها الناس والرسول على رأسكم اعلموا أنه لا إله إلا الله واستغفروا لذنوبكم مؤمنين ومؤمنات) 
وقوله تعالى : فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:3] .
2/ آيات أثنى الله فيها على خيار عباده وذكر من أوصافهم  بأنهم يستغفرون في الأسحار أي في آخر الليل وذلك بعد عبادتهم لربهم ويرون أنهم مقصرون فيسألون الله المغفرة هذا في مثل قوله تعالى : الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران: 17] .
وقوله تعالى : وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات: 18] .


3/ آيات وردت فيها دعوات صريحة من الله جلَّ وعلا للذين ظلموا أنفسهم من عباده واقترفوا السيئات تعلّمهم وتخبرهم بأن باب المغفرة مفتوح وأن عفوه جلَّ وعلا كبير يغفر لهم إذا استغفروا ثم يرحمهم ويرضى عنهم .
قال تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 135] .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية : (أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار)