مساجد تخرق تعليمة وزارة الشؤون الدينية

  • PDF

بعد قرار توحيد خطبة الجمعة حول المواطنة  
مساجد تخرق تعليمة وزارة الشؤون الدينية 

تعتبر المواطنة من أهم الصفات التي يجب أن يلتزم بها الفرد في وطنه وبما أن الجزائر مقبلة على مرحلة حاسمة تحسبا للانتخابات التشريعية المقبلة أصدرت وزارة الشؤون الدينية تعليمة تقضي بتوحيد خطبة الجمعة لتكريس المواطنة كقيمة أخلاقية وحث المواطنين على الانتخاب يوم 4 ماي المقبل إلا أن الكثير من الأئمة لم يلتزموا بالتعليمة.

عتيقة مغوفل 
راسلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كل مديرياتها عبر كامل التراب الوطني وذلك من أجل توحيد خطبة صلاة الجمعة الفارطة  لتكريس قيَم المواطنة عند الجزائريين وذلك تحضيرا لتشريعيات 4 ماي المقبل إلا أن هذه الاخيرة لاقت عزوفا كبيرا من المواطنين وحتى أئمة بعض مساجد العاصمة الذين لم يلتزموا بها.


سيرة الصحابة موضوع خطبة مسجد التقوى بكيتاني 
على ما يبدو أن العديد من أئمة العاصمة ضربوا تعليمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عرض الحائط الجمعة الماضي وذلك بعدم التزامهم بخطبة موحدة مثلما أمرت الوزارة الوصية بل اختار الكثير منهم مواضيع أخرى لخطبهم ومن بين المساجد التي لم تلتزم مسجد التقوى بحي كيتاني بالجزائر العاصمة وهو واحد من أقدم المساجد بالجزائر العاصمة والذي يعرف إقبالا كبيرا للمصلين في أوقات الصلاة عامة وفي صلاة الجمعة خاصة حيث اختار إمام المسجد خطبة حول سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم وعن كيبفية تحليهم بمكارم الأخلاق في تعاملاتهم اليومية فيما بينهم والجدير بالذكر أن الإمام لم يطل في خطبته كثيرا بل كانت خطبة قصيرة وبسيطة ليقيم الصلاة بعدها ولم يتطرق الإمام لما جاء في موضوع الخطبة الموحدة التي أمرت بها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.


الغش موضوع خطبة إمام مسجد بولوغين
إمام مسجد التقوى لم يكن الإمام الوحيد الذي لم يلتزم بتعليمة الوزارة وغير موضوع خطبته بل غيره من الأئمة كثيرون من بينهم إمام مسجد بلال بن رباح الواقع بحي السيدة الإفريقية بأعالي بلدية بولوغين حيث اختار هذا الأخير موضوع الغش هذه الظاهرة التي أصبحت تنخر المجتمع الجزائري كله حيث يغش التاجر زبونه في سلعة يبيعها وفي ميزان يكاله له والتليمذ يغش أستاذه يوم الامتحان بغية الحصول على أحسن العلامات والفوز يوم الامتحان وغيرها من مظاهر الغش التي أصبحت موجودة وبكثرة في المجتمع الجزائري والتي أصبحت مظاهرها  تتسبب في مشاكل خطيرة بين الناس لذك حذر الإمام منها وشدد على أهمية الالتزام بالصدق والأمانة في التعامل مع الغير وذلك من أجل نيل رضى الله والعبد والمثير للانتباه في خطبة الإمام أنه لم يتطرق ولو في فقرة قصيرة لموضوع الخطبة الموحدة التي أمرت بها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.


مواطنون يجهلون قرار توحيد الخطبة 
من جهة أخرى فإن موضوع الخطبة الموحدة لم يهمل فقط من طرف بعض الائمة بل أنه لم يلق رواجا عند المواطنين الذين لم يسمعوا عنه في وسائل الإعلام الوطنية المختلفة ومن بين هؤلاء الناس السيد نور الدين في العقد الرابع من العمر سألنا  هذا الأخير أن كان إمام المسجد الذي صلى فيه صلاة الجمعة التزم بالخطبة الموحدة التي أمرت بها وزارة الشؤون الدينية فأجابنا أن الإمام اختار موضوعا آخر بعيدا كل البعد عن موضوع الخطبة الموحدة وليس هذا فحسب بل أخبرنا السيد نور الدين أنه يجهل موضوع الخطبة وأنه لم يسمع بها في وسائل الإعلام الوطنية وحين أخبرناه بالموضوع أبدى لنا عدم اهتمامه به.
وعلى غرار السيد نور الدين فإن الكثير من المواطنين أبدوا لنا عدم اهتمامهم بموضوع الخطبة الموحدة التي أمرت بها وزارة الشؤون الدينية واعتبروه أقل أهمية مقارنة بمواضيع أخرى حساسة كان يجدر على وزارة الشؤون الدينية الالتزام بها كالغلاء واحتكار السلع في الأسواق الجزائرية وضرورة نهي التجار على عدم القيام بمثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تضعف القدرة الشرائية للمواطن البسيط فيزداد الفقير فقرا في مجتمعنا وهناك من رأى لو أن وزارة الشؤون الدينية أمرت بخطبة موحدة حول موضوع التدني الأخلاقي الرهيب الذي وصل إليه المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة وشيوع الكثير من الظواهر الدخيلة عنه.