13 عائلة مشردة في الشارع رفقة أغراضها منذ أكثر من شهر في القصبة !

  • PDF

تناشد 13 عائلة كانت مقيمة بـ حي 7 شارع الإخوة سليماني بعمارة (أ ، ب ) بالقصبة بالعاصمة السلطات الولائية والعليا في البلاد إيجاد حل لتشردها بعد أن نفّذ ضدها قرار الطرد التعسفي بالقوة العمومية من طرف السلطات المحلية بحضور رئيس أمن دائرة باب الواد وذلك دون سابق إنذار، حيث لازالت العائلات مرمية في الشارع رفقة أغراضها منذ أكثر من شهر·
تنقلت "أخبار اليوم" إلى شارع محمد بوزرينة بالعاصمة لتجد تلك العائلات  تفترش الأرض وتلتحف السماء بإحدى زوايا القصبة وبلغة الحسرة والأسى تحدثوا إلينا عن الحالة الكارثية التي يتواجدون عليها، حيث أضحوا متشردين دون أي سابق إنذار، وأكدت العائلات أنها ومنذ أن دخلوا العمارة لم يقم أحد بإزعاجهم، أو الحديث عن عدم ملكيتهم للمنزل خصوصا أن مكوثهم فيه يعود إلى أزيد من 60 سنة، ويملكون عقود الملكية ودون أن يشعروا نفذ مسؤولو بلدية القصبة أوامرهم وطالبوهم بإخلاء المنزل وهذا بعد ترحيل العائلات المقيمة بأسطح العمارة·
وقد طالبت العائلات بفتح تحقيق في مصيرهم المجهول بعد طردهم من منازلهم بالقوة دون مقابل سيما بعد قطع شبكات المياه والغاز والكهرباء دون حق أو أي قرار رسمي، والشيء الذي زاد الطين بلة هو وعود السلطات ترحيلهم في اليوم الموالي، إلا أن تلك الوعود كانت مجرد وعود كاذبة لا أساس لها من الصحة كيف لا وهم مشردين بشوارع العاصمة منذ 08 أوت الى غاية اليوم، حيث تواجه هذه الأخيرة مشاكل عديدة رفقة أبنائها،  وما زاد تذمر واستياء هؤلاء هو قرار الطرد جاء تزامنا مع الدخول المدرسي والاجتماعي مما خلق نوع من القلق الأعصاب المشدودة، وفي نفس السياق تقول السيدة فضيلة ابنة المجاهد أن والدها البالغ من العمر 82 سنة ضحى بالغالي والنفيس أمس من اجل حرية الوطن واليوم سلب منه حقه الشرعي في السكن وطرد شرّ طردة وأصبح مشردا في شوارع العاصمة·         
وفي ذات السياق أكد ممثل السكان أن من بين العائلات المقصية لحد الآن عائلة ثورية وهي لا تطالب أي شيء من الدولة فقط تريد مسكن يأويها ويحفظ كرامتها، ويتساءل هؤلاء لماذا هذا التصرف والإجحاف في حقهم    ليجدوا أنفسهم في الشارع رفقة أغراضهم ولكون تلك العائلات لا تملك أي مأوى يحميها من قساوة الشارع، اتخذت هذه الأخيرة مقرا أمام محلات برزرينة المعروف بـ زنيقة العرايس " ملجأ لها في انتظار التفاتة السلطات المعنية إليها من أجل رحمتها عشية عيد الأضحى، خصوصا أن العائلات تتكون من نساء متقدمات في السن  وأطفال، سيما العائلة الثورية والدها عاجز وكبار السن من النساء لم يتحملوا قذارة الوضعية، مما جعلهم يطرقون أبواب الجيران الذين مازالت الرحمة في قلوبهم من أجل قضاء حاجياتهم.
وفي إجابة لهم عن سؤالنا حول سبب قيام السلطات المحلية بهذا التصرف في مناسبة دينية عيد الأضحى المبارك أكدوا أنها لم تقم بتوضيح الأمر لهم رغم توسلاتهم لها بإمداد مهلة قرار الطرد وبقائهم في منازلهم بالرغم من أنها ضمن البنايات المهددة بالسقوط ولكن دون جدوى، بل بالعكس قوبلت توسلاتهم بالضرب والاضطهاد حسبهم واصفين تصرفات السلطات التي مورست عليهم بالظلم لدرجة أن إحدى النساء بسبب الاعتداء على زوجها أجهضت وفقدت جنينها وهي في شهرها الرابع، حسب زوج الضحية، وأضاف ممثل العائلات أن هذه التصرفات إهانة وحقرة ضد مواطنين أبرياء يملكون كل الدلائل بأحقيتهم في السكن بدون منازع،  والشيء الذي حزّ في أنفسهم أن طلباتهم قوبلت بالرفض التام والغير قابل للمناقشة، وهذا ما جعل تلك العائلات مشردة لمدة شهر وسط تلك الفوضى والقذارة التي يتواجد عليها، كما أنهم يحرمون من النوم وكيف ينامون فوق تلك القذارة وفي ذلك المكان الذي لا يصلح حتى للحيوانات، بسبب خوفهم من تعرضهم للاعتداءات لكون المكان غير آمن·

مليكة حراث