غليان وسط سكان الأقبية في العاصمة لإقصائهم من برنامج الترحيل

  • PDF

تجدد مئات العائلات القاطنة بأقبية عمارات حي سوريكال بباب الزوار، مطالبها بالترحيل العاجل وإعادة الإسكان في سكنات لائقة بعيدا عن جحيم الأقبية التي يعيشون فيها منذ أزيد من ثلاثين سنة·

مليكة حراث

تسود خلال هذه الأيام حالة من الترقب والخوف وسط سكان الأقبية بعدة أحياء في العاصمة على غرار حي السوريكال بباب الزوار، حيث يتساءل هؤلاء عن مصير الفئة القاطنة  بالأقبية ضمن برنامج الترحيل الخاص بولاية الجزائر، والذي تمت مباشرته منذ مدة والمشكل أن هذا البرنامج الذي انتظرته مئات العائلات التي تسكن بأقبية العمارات، استثنيت منه العائلات القاطنة بالأقبية لأسباب تبقى مجهولة لدى مئات العائلات، التي تراهن على حياة جديدة مع كل عملية تغيير هيكل انتخابي جديد، إلا أن لا شيء من هذا القبيل تحقق لغاية كتابة هذه الأسطر رغم الاحتجاجات التي قامت بها العائلات في العديد من المناسبات تنادي بإخراجهم من بؤر القذارة التي يتخبطون فيها·
وحسب ممثل العائلات الساكنة بأقبية عمارات باب الزوار، فإن السنة تقارب على النهاية في حين أنهم لم يروا شيئا على أرض الواقع، بل لم يتم إعلامهم بأي جديد والذي من شأنه التخفيف من حالة الغضب العارمة التي تجتاح المنطقة بالنظر للأوضاع المزرية التي تعيش فيها هذه العائلات والتي من بينها عائلات أساتذة يسكنون في هذه الأقبية منذ عشرين سنة قاموا على تربية أجيال بكاملها ووجدوا أنفسهم في أقبية عمارات باب الزوار تحيط بهم الرطوبة من كل ناحية، والأمر يزداد سوءا مع كل شتاء، من خلال تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأقبية، والرطوبة القاتلة التي تنهش من أجساد مئات العائلات·
فهذه العائلات المقدرة بـ 511 عائلة والتي تسكن بالأقبية بباب الزوار منذ ثلاثين سنة، مجبرة على التحمل أكثر وانتظار وعود السلطات المحلية، وهي تطالب فقط بحقها في الحياة خاصة أن حوالي 18 حالة وفاة راحت ضحية هذه الأقبية بسبب الأمراض المزمنة الناتجة عن الرطوبة، فهي تنتظر الجديد من طرف المنتخبين الجدد في باب الزوار، من خلال إدراجهم في قوائم العائلات المحتاجة إلى سكن ضمن برنامج ولاية الجزائر·
وللإشارة فإن سكان الأقبية بباب الزوار ليست حالة فريدة من نوعها في العاصمة، فمئات العائلات تنتظر التفات السلطات المحلية، ففي بلدية بلوزداد نجد مئات العائلات التي تعيش الجحيم بصفة يومية، بسبب أقبية تغرق في القاذورات بسبب انسداد قنوات الصرف، فالتدخلات التي تقوم بها المصالح المختصة كالبلدية وديوان التسيير العقاري لم تقدم أية جديد لأنها آنية ومؤقتة، فسرعان ما تجدد نفس الحالة كلما حل فصل الشتاء فأقبية العمارات مثلا في حي سرفنتاس ببلكور يعرف هذه الحالة منذ سنوات، والأمر نفسه يواجه سكان الأقبية بحي 480 مسكن بدرقانة أين تغرق الأقبية في هذا الحي في القاذورات وتحولت إلى  منبع للحشرات الضارة وانتشار الأمراض والأوبئة، فرغم كل نداءات السكان، إلا أن المشكل يبقى ماثلا ويزداد حدة عند كل شتاء، فبلدية برج الكيفان وديوان التسيير العقاري مطالبان بالتدخل لحل المشكل بشكل جذري وليس باللجوء إلى حلول مؤقتة تعيد المشكل إلى بدايته كل مرة·