8 عائلات مهددة بالموت ردما في باب الجديد بالقصبة

  • PDF

ناشدت العائلات القاطنة بالعمارة القديمة رقم 06 المتواجدة بباب جديد ببلدية القصبة العليا بالعاصمة والمقابلة لمصالح الشرطة رقم 2 والبالغ عددها نحو 8 عائلات السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة التدخل العاجل لإدراجها ضمن عملية الترحيل إلى سكنات لائقة، لتعويض السكنات التي يقطنون بها منذ سنوات طويلة والتي تعود إلى عهد الأتراك، حيث أصبحت وضعيتها هشة وغير صالحة للاستغلال·

أعرب هؤلاء عن مدى تخوفهم من أن تنهار عمارتهم على رؤوسهم في أي لحظة، لا سيما في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار التي تتسرب عبر الأسقف، مما حرمتهم النوم والراحة حسب شهاداتهم، حيث عاشوا على أعصابهم في الأيام الأخيرة جراء الأمطار المتساقطة، مؤكدين أن مصالح المراقبة التقنية للبنايات عاينت العمارة منذ سنوات ماضية وأصدرت تقريرا بضرورة هدمها، وإخلاء المكان باعتبارها مصنفة في الخانة الحمراء، وضمن البيوت الآيلة للسقوط في أي لحظة وما زاد الطين بلة هو أن بالعمارة يوجد مرحاض جماعي ومشترك للعائلات، في غياب دورات المياه، وأمام هذا الوضع أودعت العديد من الملفات للاستفادة من السكنات الاجتماعية والإيجارية الموجهة خصيصا للقضاء على السكن الهش، لكنهم لم يستفيدوا لحد الآن من أي التفاتة تذكر، وما زاد أوضاع العمارة تدهورا هو الزلزال الأخير الذي ضرب العاصمة حيث تساقطت أجزاء من شرفات وجدران العمارة، وبالرغم من إشعار السلطات بالواقعة إلا أنها اكتفت بتسجيل  تقرير خاص بالحادثة ليس إلا·
وفي السياق ذاته أوضح  محدثنا أنه بالرغم من تدخل الحماية المدنية خلال وقوع أي حادثة مماثلة في حالة سقوط أجزاء معتبرة من جدران العمارة وإحداث ضجة ورعب بين أوساط العائلات وخروجها إلى الشارع إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا رغم اتصالات القاطنين بمصالح البلدية التي تكتفي بالوعود لتهدئة الأمور وفقط على حد تعبيرهم دون تدخل جاد ينهي متاعبهم والخطر المتربص بحياتهم· 
وقد عبرت عائلة بن غالية خلال اتصالها بـ (أخبار اليوم) عن تخوفها واستيائها الشديد جراء المخاطر المحيطة بالعمارة القديمة التي باتت هاجسا وكابوسا مظلما لقاطنيها الذين يتجرعون مرارة العيش بداخلها نتيجة المخاوف التي تلازمهم على مدار السنة لاسيما في السنوات الأخيرة جراء التقلبات الجوية وتساقط الأمطار بكميات معتبرة، إذ تسببت بشكل كبير في اهتراء وتآكل الجدران، هذا فضلا عن التدهور المتقدم الذي تشهده السلالم والتي انجر عنها تساقط العديد من القاطنين لاسيما الأطفال وكبار السن كالحادثة التي وقعت لعجوز عمرها 80 سنة تعرضت لكسر في الساق أثناء سقوطها من تلك السلالم التي أصبحت غير قابلة للاستعمال على الإطلاق، مما جعل السكان يمشون بحذر كبير فوقها أثناء الصعود أو النزول، أما عن الرطوبة العالية فحدث ولا حرج فقد أصيب معظم السكان بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية وصعوبة التنفس نظرا لطبيعة هذه السكنات التي أصبحت تتناثر بمجرد مرور مركبة صغيرة بالشارع، وأضاف محدثنا أن المخاطر المحيطة بهم لا تقتصر عليهم فقط، بل حتى المارين بالحي يكونون معرضين للموت في حالة سقوط هذه العمارة التي أكل عليها الدهر وشرب ـ حسبهم ـ وأنه بات من الضروري احتواء السلطات المحلية والولائية المشكل قبل سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى وقوعهم في أزمة السكن والمتسبب فيها العشرية السوداء وزحف سكان البيوت القصديرية للعاصمة، حسبهم الأمر الذي حعلهم يتجرعون المرارة والبؤس والرعب داخل سكنات باتت لا تقاوم الظروف الطبيعية المتعاقبة نظرا لقدمها·
وعليه تؤكد العائلات أنها لم تجد أي مساعدة أو التفاتة من طرف السلطات المحلية رغم كل الظروف الطبيعية التي مرت سواء من زلازل أو فيضانات وغيرها رغم إطلاق مئات نداءات الاستغاثة حال وقوع أي حادثة خوفا من أن يردموا تحتها، إلا أنه حسبهم (صرختهم في واد) وإلى غاية كتابة هذه الأسطر حملنا هؤلاء رفع استنجادهم عبر صفحاتنا للسلطات العليا في البلاد من أجل إنقاذهم قبل فوات الأوان·
مليكة حراث