هكذا تحوّلت القصبة إلى منطقة عبور

  • PDF


وسط اقتحامات متواصلة لـ"لدويرات" المغلقة
هكذا تحوّلت القصبة إلى منطقة عبور

استفاد حي القصبة العتيق ومنذ الاستقلال من ترحيل حوالي 11 ألف عائلة، بمعدل 55 ألف نسمة، وهو الرقم الذي يتجاوز حسب مصالح البلدية عدد السكان في الوقت الحالي، وبالتالي فإن القصبة من المفروض حسبهم أن تكون خالية إلا أن الواقع يبين غير ذلك فأكثر من 52 ألف نسمة يعيشون الآن في (دويرات) الحي، فكيف حدث هذا؟
س· ب
عراقيل عديدة تواجه عملية الترميم على مستوى القصبة، فهذه المنطقة المصنفة في التراث العالمي، تتعرض إلى خطر كبير إذا لم تتخذ السلطات المعنية إجراءات جادة من أجل حماية هذا المعلم التاريخي الذي يختزن ذاكرة الجزائر عبر كل مراحلها··

عمليات الترحيل مست كل السكان
من جانبها تقف بلدية القصبة عاجزة أمام الاجتياح السكاني لـ(دويرات) الحي، فالأمر خارج عن نطاقها، فعقب كل عملية ترحيل تشمع البيوت إلا أن السكان يأتون سواء من داخل الحي أو خارجه من أجل استغلال هذه البيوت المهترئة من أجل الاستفادة من السكن ومن أجل الهروب من ضيق مساكنها، فكانت هذه البيوت الشاغرة حلها الوحيد، ورغم عمليات الطرد التي قامت بها السلطات المعنية خلال الصيف الماضي إلا أن الأمر لا يزال على حافة الانفجار، فعمليات الترحيل لا تتوقف وعدد السكان أيضا لا يزال هو ذاته، فأين الحل؟
الحل حسب البلدية بيد وزارة الثقافة المشرفة على هذا المعلم، والتي تسير حاليا عملية الترميم الكبرى من أجل تحويله إلى متحف، فالتدخل عبر إجراءات صارمة من أجل الإشراف على عدم استغلال البيوت بعد إخلائها والشروع فوريا في عملية الترميم؟ بات أمرا مفروضا في الوقت الحالي، فالمشكل يتكرر في كل مرة ولا ينتهي، فترحيل 11 ألف عائلة من الحي كان كفيلا بإخلاء المنطقة وإغلاق كل البيوت المتواجدة بالقصبة، إلا أن الواقع يبين أن الحي يكاد ينفجر بالسكان الواقعين ضحية بين أزمة السكن وانعدام الحلول أمامهم ليقطنوا بهذه البيوت المنهارة، لتتحوّل القصبة إلى منطقة عبور للاستفادة من (السكنى)·

من يسكن بالقصبة؟
وعبر جولة قصيرة في أحياء القصبة تقابلنا البيوت المنهارة المستغلة من طرف عشرات العائلات، وكذا عدم خلو أي زقاق تقريبا من العائلات المنكوبة التي تطالب في كل مرة بالحق في السكن الذي لا يأتي، فمن القصبة العليا إلى الوسطى وصولا إلى السفلى قابلتنا عشرات العائلات التي تعرضت للطرد بعدما انهارت بيوتها بفعل العوامل الطبيعية، فكان العراء مأواها الأخير·
فيما أكد لنا بعض المواطنين أن بعض السماسرة حوّلوا هذه البيوت الشاغرة إلى تجارة رابحة من خلال إعادة فتحها وكرائها للعائلات بأموال طائلة، فالقصبة مأوى لمن لا مأوى له !
وللإشارة فإن أكثر من نصف بيوت القصبة هي تابعة للخواص، وبالتالي فإن عملية الترميم التي تشرف عليها وزارة الثقافة تواجه العديد من العراقيل التي تساهم في كل مرة في تأخير استكمالها، وبين هذا وذاك تبقى القصبة الحي الذي حيّر الاستعمار الفرنسي بالأمس وحيّر وزارة الثقافة ومصالح البلدية اليوم، فهل ستصبح ذات يوم خالية من السكان أم سيستمر الزحف عليها إلى سنوات أخرى؟