جمعية كافل اليتيم الخيرية تستغيث!

  • PDF

مطالبة بإخلاء مقرها بعين طاية
جمعية كافل اليتيم الخيرية تستغيث!

يبدو أن العمل الخيري في الجزائر ورغم ما يعرفه من تقدم وانتظام في الآونة الأخيرة بفضل الجهود المتضافرة للشباب المتطوع وميلاد جمعيات يشهد لها من خلال نشاطها بتفانيها في خدمة الفئات المعوزة، إلا أن المتاعب والعراقيل لا تفتأ تقف حاجزا للوصول به إلى أعلى القمة، وهذا رغم الدور الفعال والإيجابي جدا الذي من شأنه أن تعلبه الجمعيات والمجموعات الخيرية في سبيل النهوض بالفئات المحرومة للمجتمع، ولعل أهم هذه العراقيل التي تعطل عمل الجمعيات الخيرية، غياب المقر الذي تنشط فيه الجمعية وتتمكن فيه من تجسيد نشاطاتها وتنظيم اجتماعاتها الأسبوعية، وهو ذات ما تعاني منه جمعية كافل اليتيم فرع عين طاية·
سي محند حواء
هي جمعية حديثة النشأة، تأسّست قبل سنتين من اليوم، وتغطي عددا من بلديات شرق العاصمة، من بينها برج البحري، برج الكيفان، عين طاية، باب الزوار، المرسى، وبلدية باش جراح، ولقد أخذت الجمعية على عاتقها كفالة أزيد من 75 أرملة و120 يتيم، من خلال رواتب شهرية تنحصر بين 3000 دج إلى 15000 دج على حسب الحالة الاجتماعية للأرملة، ومساعدات غذائية أسبوعية تقدر قيمتها بـ2000 دج، فضلا عن توفير العلاج والمساعدات المناسباتية كقفة رمضان، الختان، ملابس العيد وأضحية العيد الأضحى، كما تُعنى الجمعية سنويا بتنظيم حملات خيرية لتوفير احتياجات فصل الشتاء لعائلات الأيتام والأرامل·· أغطية، أفرشة، ألبسة شتوية، مدافئ وغيرها من لوازم فصل الشتاء، وهي الحملة التي أصبحت تقليدا تواظب عليه الجمعية كل عام في إطار تطوير ظروف اليتيم في كل المناسبات والمواسم، بالإضافة إلى النشاطات الترفيهية والتثقيفية التي تُوليها الجمعية اهتماما خاصا من أجل تطوير قدرات الطفل اليتيم التعليمية·
برنامج  خيري ضخم
في إطار البرنامج الرئيسي الذي سطرته الجمعية على المدى الطويل، والذي بدأت بتجسيده بمعية الأرامل الناشطات على مستوى الجمعية، فإن هذه الأخيرة قد باشرت مشروع (الأرملة المنتجة)، الذي يحمل على العموم فكرة تمكين الأرملة من كسب قوتها وقوت أطفالها بعرق جبينها ودون الحاجة إلى المحسنين أو حتى الجمعيات الخيرية، ويقوم المشروع على تشغيل نساء أرامل في عدة مجالات، كالخياطة الرفيعة ومختلف الصناعات اليدوية التي تتفنن فيها أنامل النساء الأرامل، وعرض منتجاتهن في معارض للتعريف بها وتسويقها، وتحقيق أرباح مادية من شأنها دفع المشروع وتحقيق الهدف المرجو منه، علما أن المواد الأولية التي يقوم عليها المشروع بداية بالآلات، قد تم اقتناؤها من ميزانية الجمعية وتبرعات المحسنين، أما رواتب الأرامل العاملات فتدفع لهن شهريا من مردود المبيعات، وبهذا تكسب قوتها وقوت عائلتها بجهدها الخاص·
منذ تأسيسها عام 2013، اتخذت الجمعية مقرا لها بمحاذاة مسجد أسامة بن زيد الواقع بحي ديار الغرب الجديد ببلدية عين طاية، وهو المقر الذي أعارته لجنة المسجد للجمعية في انتظار الظفر بمقر خاص بها، وتباشر الجمعية مشروعها في شكل ورشة مصغرة داخل المقر الذي يزداد اكتظاظا يوما عن يوم رغم صغر حجمه بسبب الآلات والمواد الأولية التي تشغل حيزا كبيرا منه، ورغم النتائج الأولية المبشرة بالنجاح، إلا أن المشروع مهدد بالتوقف بسبب مطالبة القائمين على المسجد بإخلاء المقر، لاستكمال أشغال البناء والترميم التي ستشمل المقر الذي سيتم ردمه لذات الأسباب، وهو الانشغال الذي طرحه علينا رئيس الجمعية السيد محمد قبلي على هامش المعرض الثاني للأرملة المنتجة، حيث أبدى تأسفه من تجاهل السلطات لمطلب الجمعية المشروع في حيازة مقر خاص تمارس فيه نشاطاتها وتجسد فيه مشاريعها الخاصة باعتبارها جمعية معتمدة قانونيا، علما أن المهلة التي منحتها لجنة المسجد للجمعية قد نفدت وهو ما أدخل الأخيرة في مشاكل كبيرة مع اللجنة التي تكرر طلبها بإخلاء المقر يوميا، ليبقى مستقبل أزيد من 75 أرملة بين مدٍ وجزرٍ ينتظر التفاتة من السلطات والقائمين على المجال·
إن الجمعية ورغم النجاح الكبير الذي سجلته في سبيل خدمة اليتيم وتطوير ظروفه الاجتماعية والنهوض بالأرملة ورفع مردودها على جميع الأصعدة، إلا أنها مهددة بالاندثار بسبب مشكل المقر الذي يطرح نفسه بجدية، علما أن الأشغال قد مسّت الجانب الأيمن للمقر ولم يبق إلا الجدران الأربع التي قد تهوي على رؤوس أصحابها في أي وقت، دون أن يشفع لها في ذلك عملها أو جديتها في خدمة اليتيم·