200 عائلة مهددة بموت تحت الأنقاض ببلدية حجوط

  • PDF

والي تيبازة مطالبٌ بالتدخل العاجل
200 عائلة مهددة بموت تحت الأنقاض ببلدية حجوط
طالب السكان القاطنون بالبيوت القصديرية بـحوش سوفطة ببلدية حجوط بتيبازة والبالغ عددهم أزيد من 220 عائلة السلطات المحلية والولائية من أجل التدخل العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية وضعية حياتهم المعيشية ومعاناتهم اليومية.
مليكة حراث

استنكرت العائلات المذكورة في حديثها مع (أخبار اليوم) الصمت واللامبالاة المنتهجين اتجاه وضعيتهم وعدم اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تسمح لهم بترميم أو توسيع هذه السكنات التي تآكلت وتهدد حياتهم بالخطر بسبب سقوط أجزاء منها في كل مرة حتى الحراراة القصوى أثرت عليها وأحدثت بها تشققات واضحة للعيان الأمر الذي أثار سخط تلك العائلات التي ضاقت ذرعا من الوضع المعيشي المتردي والذي يعود إلى سنوات طويلة.

كوارث ومآسي
أكثر من 200 عائلة تقطن حوش سوفطة أو المعروفة بمزرعة (معمر قايد) الواقع ببلدية حجوط تناشد رفع الغبن عنها وانتشالها من المعاناة التي عمرت طويلا وجعلت الحي منسيا وبعيدا عن كل الإهتمامات والمشاريع السكنية ضف إلى ذلك أن كل قاطنيها من العائلات فقيرة ودخلها محدود   فرغم مُضي قرابة نصف قرن على إقامتهم في هذه البنايات إلا أنهم لم يستفيدوا من أي حصة سكنية أو مساعدات من طرف الدولة غير أن وضعية هذه السكنات التي تآكلت بفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية أضحت تشكل خطرا على حياتهم خاصة عقب زلزال 2003 وهي مهددة بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوسهم نتيجة التصدعات والتشققات التي حدثت خاصة أنها لم تعرف أي ترميم بسبب غياب عقود الملكية التي حالت بينهم وبين ترميم أو تشييد بناءات تليق بهم كمواطنين وبالتالي خوفهم من تكبد خسائر مادية جعلهم في حيرة من أمرهم.
وبعيدا عن حالة قِدم البنايات أو تلك المشيّدة بالطين والزنك فإن ما هو جدير بالذكر أن الحوش يفتقر لأدنى وأبسط شروط العيش الكريم بداية بانعدام قنوات الصرف الصحي أو غاز المدينة وقد رفض السكان في وقت سابق حسب ما أكدوه قرار البلدية والمتمثل في ترحيل عائلات الحي نحو بيوت جاهزة وذلك مرده عدم ضمان ترحيلهم فيما بعد وهو الأمر الذي تعاني منه أغلب العائلات المقيمة بالشاليهات والتي طالت مدة بقائها بها دون أن تخص بأي عملية ترحيل لاسيما على مستوى بلدية حجوط التي يعاني فيها سكان المواقع القصديرية والهشة ما هي سوى وعود من طرف السلطات لامتصاص غضب هؤلاء وإطفاء موجة الاحتجاجات المتكررة والتي في غالب الأحيان وصلت إلى غلق باب البلدية.

من هنا بدأت المأساة
ولعل هذا ما جعل السلطات تتجاهل معاناة هؤلاء السكان في وقت شددوا على ضرورة إيجاد حل بديل بتسوية عقود الملكية في حال عدم استفادتهم من سكنات ويعتبر هذا الإنشغال مطلبا مشتركا لكل قاطني الأحواش المتواجدين على مستوى البلدية والولاية ككل.
وعليه ناشدت قرابة 200 عائلة مقيمة بالحي القصديري المذكور أعلاه السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي بالتدخل لتحسين الوضعية التي تعيشها منذ أزيد من 20 سنة حيث طالبوا بمنحهم بطاقة الإقامة التي تثبت انتماءهم للبلدية لتسهيل ملفاتهم الإدارية.
وأكد السكان أنهم لجأوا للإقامة بهذا المكان بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة خلال عشرية كاملة حيث قاموا بتشييد أكواخ تفتقر لأبسط الشروط الصحية كما تم ربطها بالشبكة الكهربائية بطرق عشوائية فضلا عن الصعوبة الكبيرة التي يواجهونها في التزود بالماء الصالح للشرب وقارورات الغاز التي تعرف نقصا خاصة في فصل الشتاء وقد عبر السكان عن قلقهم الشديد ومعاناتهم التي تزداد من يوم لآخر بسبب الأوضاع الكارثية وترديها من يوم لآخر مطالبين بالترحيل الفوري وملتمسين من الوالي المنتدب التدخل العاجل لتسوية وضعيتهم ومباشرة عمليات الترحيل لاسيما أن عمليات الإحصاء الأخيرة شملتهم على غرار كل مواقع السكنات الهشة. كما طرح هؤلاء السكان انشغالهم بخصوص معاناة أبنائهم تزامنا مع الدخول الاجتماعي في ظل غياب النقل المدرسي وبُعد المؤسسات التربوية ما يدخلهم في دوامة طول السنة خوفا عليهم من الاعتداءات والاختطاف بسبب بُعد المسافة التي يقطعها هؤلاء مشيا على الأقدام لبلوغ مقاعد الدراسة وعليه شدد هؤلاء على ضرورة التدخل الفوري للمسؤولين لإزالة هذه المخاوف ورفع الغبن عنهم.