سكان نهج خالد ببولوغين يهددون بانتفاضة عارمة !

  • PDF

استفادوا من سكنات على الورق فقط
سكان نهج خالد ببولوغين يهددون بانتفاضة عارمة !
* غموض يلف القضية ووالي العاصمة مطالب بفتح تحقيق

مليكة حراث 
هدد سكان الجهة البحرية بنهج 26 الأمير خالد ببلوغين في العاصمة بانتفاضة عارمة أمام مقر ولاية الجزائر بعدما وردت إليهم معلومات تخص استفادة عائلات من خارج الولاية من الحصة السكنية التي كانت قد وجهت إليهم مؤكدين أنهم سيقومون بغلق الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين حي محمد عوامر وعين البنيان في حالة لم تتدخل الولاية للتحقيق في قضيتهم.
أوردت مصادر موثوقة لـ (أخبار اليوم) أن العائلات المستفادة من السكنات لجأت إلى استعمال وثائق مزورة  (كشهادة الإقامة) للحصول على سكن بدل أصحابها مضيفة أن المعلومات التي وصلت هؤلاء المقصين إزاء عمليات الترحيل أشعل نار الفتنة والغضب وسطهم كونهم يعانون الأمرّين ولأزيد من 50 سنة داخل سكنات متواجدة على ضفاف البحر وهي هشة مهددة بالسقوط فوق رؤوس قاطنيها علما أنه ما زاد تدهور السكنات الظروف الطبيعية والتقلبات الجوية التي تجعل منسوب مياه البحر يقتحم بيوتهم كل مرة فضلا عن تعرضهم لانهيارات جزئية خلال الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة.  
انصفنا يا زوخ..
وفي هذا الصدد ناشدت العائلات والبالغ عددها 13 عائلة مقيمة بـ26 نهج الأمير خالد والي العاصمة زوخ بالتدخل الفوري للتحقيق في قضية القائمة الوهمية التي دونت عليها أسماؤهم على أساس الاستفادة من السكن في حين هذه العائلات استفادت على الورق فقط حيث لازالت لم تراوح مكانها لحد الساعة وسبق لـ أخبار اليوم وأن حضرت عملية الترحيل بعد أن سخرت مصالح بلدية بولوغين شاحنات نقل أثاث المستفيدين لتتوقف مسيرة المرّحلين في ملعب بولوغين تحديدا من طرف السلطات الأمنية بحجة عدم حصول تلك العائلات على (رخصة المرور) لتعاود تلك العائلات أدراجها تجر خيبة كبيرة على أن تقوم مصالح البلدية بتسوية وضعية الوثائق وتقوم بالإجراءات اللازمة إلا أن ذلك لم يجسد على أرض الواقع ومرت أيام وأشهر ولا جديد يذكر.
وبحسب ما أدلى به أحد أفراد عائلة ب. ع في تصريح لـ أخبار اليوم أنه ما زاد الطين بلة هو إيداع رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق زعتر السجن مما خلق تساؤلا كبيرا حول مصير العائلات سالفة الذكر سيما وأنهم يعدون ضمن قائمة المستفيدين وهميا أما في الحقيقة فلازالت العائلات تصارع وضعا محرجا سيما في الأيام الأخيرة التي عرفت تساقط الأمطار بشكل طوفاني والتقلبات الجوية ساهمت في تردي أوضاعهم وتحولت السكنات الى مسابح بسبب ارتفاع منسوب مياه أمواج البحر.

السكان محرومون من شهادات الإقامة بحجة أنهم رحلوا !

وأمام هذه الوضعية الكارثية التي يعيشها هؤلاء والحفرة والإجحاف الذي مورس في حقهم من طرف المسؤولين ـ حسبهم ـ هددت العائلات المقصية من الترحيل بالانتحار في حال عدم التدخل العاجل والتحقيق في قائمة المرحلين (بدل منهم) متهمين السلطات بكاملها بضلوعها في  التلاعب بملفاتهم وليس رئيس البلدية فقط خصوصا اللجان الاجتماعية التي عاينت المكان وأخذت قائمة الأسماء المتضررة من الزلزال الأخير ووقفت على الخطر الذي يتربص بهم في أي لحظة فالانهيارات الجزئية للشقق من جهة وارتفاع منسوب أمواج البحر التي تضرب السكنات أمر لم يعد يحتمل حيث تتحول هذه الأخيرة إلى مسابح من المياه مما يعرض كل أثاثهم ومستلزماتهم إلى البلل والتلف لاسيما في حالة الأمطار والرياح العاتية التي زادت أوضاعهم تعقيدا.
وقال المتضررون في تصريحهم أنه رغم إطلاق نداءات الاستغاثة لاسيما بعد ترحيل الأحياء المجاورة خلال عمليات الترحيل المتتالية على غرار حي الطاحونتين ودومولان إلا أن السلطات أدارت ظهرها للعائلات المقيمة أسفل سانتوجان المقيمين بـ بلاطو المتواجدة سكناتهم بمحاذاة البحر وما زاد سخط وثورة هؤلاء عندما أقدم البعض على استخراج بطاقة الإقامة رفض مسؤولو  البلدية منحها لهم بحجة أنهم مستفيدون من السكن ببلدية أخرى ليتفاجأ أحدهم ويصرخ بأعلى صوته قائلا: (أنا في حلم أم علم ! لازالت لم أبرح الكوخ الذي أقطنه) وثارت ثائرة هذا المواطن قائلا: (أقصيتموني بعدما أقدمت شاحنات البلدية على نقل الأثاث وفي منتصف الطريق وتحديدا بملعب بولوغين رفضت قوات الأمن مرورنا بحجة أننا لا نملك بطاقة المرور -حسبهم- وعدنا أدراجنا من جديد نندب حظنا لدرجة أن والدتي البالغة من العمر 82 سنة أصيبت بارتفاع السكري بسبب هذا الإقصاء).
وقد أكد السيد بلمومة  في اتصاله بـ ( أخبار اليوم) أنهم ضاقوا ذرعا من تصرفات مسؤولي بلدية بولوغين تجاههم في كل مرة وآخرها التي سبق ذكرها وليست العائلة الوحيدة التي تصارع هذه التصرفات بل أغلب العائلات المتبقية تنتظر الفرج وأضاف محدثنا أنه بالرغم من تداول  اللجان المكلفة بمعاينة السكنات المتضررة وإخطارنا بأننا معنيين بالترحيل إلا أنه لغاية كتابة هذه الأسطر لم تر الوعود النور بل زادت مخاوفنا وقلقنا بعد إخبارنا أننا مدرجين في قائمة المرحلين وأمام هذا الغموض الذي يخيم على ترحيلنا من عدمه جدد تلك العائلات استغاثتها بوالي العاصمة عبد القادر زوخ التدخل السريع لفتح تحقيق في قضية تحبين قوائم المعنيين بالسكنات وضبطها بصفة نهائية قبل التلاعب بمصير العائلات المتواجدة في حالة كارثية للغاية بشارع 26 نهج الأمير خالد ببلدية بولوغين التي سبق أن قامت بقطع الطريق والاحتجاج تنديدا على تهميشها خصوصا بعدما تم ترحيل سكان (دومولان) الذين تم إجلاؤهم إلى بئر التوتة في حين بقي سكان الحي المذكور ينتظرون الفرج دون منحهم حتى الضوء الأخضر لترحيلهم من عدمه لاسيما أن قاطنيه من بين السكان الأكثر تضررا من الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة مخلفا أضرارا مادية جسيمة لسكان ذات الحي الأمر الذي أثار سخط وغضب هؤلاء وأجبرهم على التهديد بالخروج للشارع وإعادة سيناريو غلق الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين حي محمد عوامر وعين البنيان عن طريق وضع المتاريس والعجلات المطاطية والحجارة إن لم تتدخل السلطات في أقرب الآجال وتمنحهم إشارة أو إشعارا يهدئ من مخاوفهم بالإقصاء كما سبق.
وقد شهدت المنطقة حالة هستيرية من البكاء والصراخ والغليان وسط العائلات المتضررة التي لم تحظ بتفقد المسؤولين وضعية سكناتهم التي انهارت أجزاء منها على رؤوسهم  على غرار إحدى العائلات المقيمة بحي محمد عوامر وهي عائلة مروان يطو التي انهار جزء من سقف منزلها وتصدع الجدران ورغم الإعلان عن الأضرار التي لحقت بمنزلها لدى مصالح البلدية إلا أنها تلق أي التفاتة أو معاينة تذكر الأمر الذي أدى إلى خروج العائلة إلى الشارع رفقة آلاف العائلات الأخرى ولولا  تدخل رجال مكافحة الشغب في تفريق المتظاهرين آنذاك الذين استعملوا كل الأدوات والحجارة لإثارة الشغب والفوضى  لوصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه وبحنكة كبيرة استطاع الأمن يحتوي الوضع وامتصاص غضب المواطنين الذين ثاروا على أوضاعهم المتردية.
وفي هذا الصدد أعرب المواطنون عن استيائهم وسخطهم إزاء تجاهل السلطات المحلية والولائية على تقزيم حجم الكارثة التي ألمت بهم والتي ألحقت بهم أضرارا جسيمة بمنازلهم وبملحقاته على غرار الأثاث وغيره ونفس المصير من الانهيارات الجزئية للجدران والسقف تعرضت له عائلة بلمومة التي تعيش على فوهة بركان بسبب الوضع الكارثي الذي يشهده منزلهم من تدهور أضحى يهدد حياتهم وما زاد من ثورة غليان العائلات المتضررة التي لا زالت لم تترنح مكانها رغم المخاطر وعود السلطات التي باتت نارا وأصبحت رمادا -على حد تعبيرهم- حيث تم إطلاق وعود بترحيلهم خلال فترة من الزمن ليجدوا أنفسهم ضحية الانتظار وبعدها التجاهل والإقصاء لاسيما أن سكناتهم كانت مصنفة ضمن الخانة الحمراء فأي طارئ يهدد حياتهم بالموت الزلزال من جهة والتقلبات الجوية وأمواج البحر من جهة كون سكناتهم مشيدة بمحاذاة  البحر.