مستشفى تتحوّل إلى مأوى دائم لـ45 عائلة

  • PDF

منذ 20 سنة بتاجنة في ولاية الشلف مأساة متواصلة
مستشفى تتحوّل إلى مأوى دائم لـ45 عائلة
 
في الوقت الذي تطالب فيه آلاف العائلات الجزائرية بسكنات جديدة تحفظ كرامتها وأمنها نجد بالمقابل أزيد من 45 عائلة تقطن ببناية مهددة بالانهيار ببلدية تاجنة بولاية الشلف على رؤوس قاطنيها مما أجبر السلطات المحلية على تهديدهم بالطرد بالقوة لإخراجهم من هذه البناية الآيلة للسقوط فوق رؤوسهم في أي وقت.

مليكة حراث

تتواصل حلقات مسلسل الرعب على مستوى البناية التي كانت فيما سبق (مستشفى) نظرا للحالة المتدهورة التي آلت إليها بسبب الظروف الطبيعية المتعاقبة وسبق وأن طالبت مصالح البلدية تلك العائلات بإخلاء المكان بعدما جاء القرار من  طرف مديرية الصحة وهذا من أجل إعادة بنائها وترميمها الشامل لإعادة نشاطها من جديد وهذا بعدما اشتكى عمال وممرضون وأطباء من ضيق العيادة الجديدة.
وللتذكير أنه في السنوات الأخيرة تدخلت السلطات الولائية بإخلاء المكان بسبب اكتشاف أنه مهدد بالسقوط بعد معاينة لجان  تقنيين وخبراء بأن المستشفى بني على أسس وأرضية غير صالحة بسبب منبع المياه الباطنية وعليه جاءت تحذيرات بإخلائه إلا أن بعد العشرية السوداء تم ترحيل هذه العائلات مجبرة هروبا من مجازر الإرهاب التي أتت على الأخضر واليابس بمناطق عرفت ملاذا لهؤلاء المرتزقة وتحديدا بمناطق معزولة على غرار بني ماغليف والعياشيش وزرقة وغيرها من المناطق التي عرفت سيطرة تامة لاستقرارهم وحسب تلك العائلات المقيمة حاليا بذات المكان أن الجيش الوطني آنذاك بالتنسيق مع السلطات المحلية تم ترحيلهم مجبرين إلى المكان المذكور على أن يتم إعادة تأهيلهم بسكنات لائقة بعد انتهاء سنوات العشرية السوداء وعودة الأمن والاستقرار إلا أن لا شيء من هذا القبيل حدث بعد عودة الأمن والوئام الوطني على حد تعبيرهم وأنه بالرغم من مرور 20 سنة وانفراج الوضع إلا أنهم لا زالوا قابعين في مكان لا يصلح أن يكون مأوى للبشر إنها فعلا وضعية معيشية مأساوية ومزرية للغاية تعيشها العائلات القاطنة بذات المستشفى الذي عرف بتآكل جدرانه وسقوط أجزاء من أسقفه ناهيك عن التصدعات والثقوب والتشققات التي ألحقت بها نتيجة الكوارث الطبيعية بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية التي عرفتها الشلف في السنوات الأخيرة دون أن تنتبه لها السلطات المحلية والوقوف على أوضاعها التي تزداد سوءا يوما بعد يوما.
ورغم  التصدعات والتشققات الواضحة للعيان التي ألحقت بالمكان المذكور إلا أن العائلات التي لازالت تقيم فيه تواجه مصير الموت رغم أن السلطات قامت ببناء قرية خاصة لهؤلاء من أجل إعادة إسكانهم بحي واد الروبيل بنفس البلدية قصد إنقاذهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها منذ أزيد من 20 سنة إلا أنهم رفضوا الترحيل ويرجع هؤلاء السكان أنهم كانوا  يقيمون في منازل ملائمة للعيش الكريم وواسعة قبل أن يتم ترحيلهم إجباريا من مناطقهم واليوم تحصلوا على سكنات لا تتسع لكل أفراد العائلة الواحدة والتي يزيد عددها من 9 إلى 12 فردا وهذه الحجة التي أثارت سخط المسؤولين والذين هددوا تلك العائلات بإخراجها بالقوة من طرف الدرك أو أمن مكافحة الشغب في حال رفضوا استلام شققهم بالمكان المذكور.
وحسب مصدر من البلدية أنه سبق وأن قامت السلطات المحلية ببناء سكنات ريفية لهم بمناطقهم إلا أنهم رفضوا بحجة نقص الهياكل ووسائل النقل واليوم يرفضون بحجة ضيق الشقق.