الأمطار الطوفانية تحاصر 300 عائلة بأكواخ طقارة

  • PDF

أخبار اليوم تنقل معاناة سكان الأكواخ بالأبيار
الأمطار الطوفانية تحاصر 300 عائلة بأكواخ طقارة

تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت بشدة بالعاصمة خلال يومين في انهيار جدار ترابي بشارع رقم 17 بعين الزبوجة الواقع على مستوى بلدية الأبيار بالعاصمة محدثا هلعا كبيرا بين أوساط السكان. وللتذكير أنه نفس الحادثة وقعت الموسم الفارط اين انهار جدار مماثل بنفس الحي وهذا بسبب انزلاق التربة التي تشهده المنطقة إلا أن السيناريو يتكرر مع تساقط أولى قطرات الشتاء ولا شيء يتغير وتبقى دار لقمان على حالها.
مليكة حراث
انتفضت أمس قرابة الـ 300 عائلة قاطنة بالحي الفوضوي عين الزبوجة التابع إقليميا لبلدية الأبيار تنديدا على سياسة التجاهل إزاء الأوضاع المزرية التي يعيشونها   وفي ظل هاجس الخطر المتربص بهم بسبب انزلاق التربة الذي بات يهدد أمنهم وحياتهم خصوصا بعد تساقط الشتاء والسيناريو يتكرر دون إقدام السلطات على إيجاد حلول نهائية لمخاوفهم على -حد تعبير- ممثل السكان لـأخبار اليوم التي تنقلت إلى عين المكان بعد اتصال هؤلاء خوفا على انهيار بنايات الصفيح فوق رؤوسهم التي تآكلت وعرفت جدرانها تشققات متفاوتة يمكنها في أي لحظة تصبح ركاما وأضاف محدثونا أنه رغم الوضعية الحرجة التي تعيشها هذه العائلات إلا أن السلطات لم تبادر بأي التفاتة بل وقفت أمام مطالبهم تتفرج.
وأعرب بعض القاطنين لـ(أخبار اليوم) أنهم راسلوا السلطات العليا كما أودعوا عدة شكاوي ورفعوا على إثرها انشغالهم لدى رئيس المجلس الشعبي لبلدية الأبيار للتعجيل في ترحيلهم الى سكنات آمنة إلا أن مطالبهم ضربت عرض الحائط وضف إلى ذلك -حسبهم- أنه لم يعير لمشاكلهم ومعاناتهم أي اهتمام وكأن الأمر لا يعنيه كمسؤول ومصلحة المواطنين تعد ضمن انشغالاته ولحد كتابة هذه الأسطر لم يتخذ أي إجراء بشأن ترحيل السكان الذين يواجهون خطر الموت في أية لحظة -حسبه-.
وفي الجولة التي قادت أخبار اليوم إلى الحي المذكور بعد اتصالات القاطنين بعين الزبوجة لمسنا مدى ما يعانيه هؤلاء من مخاطر بالإضافة إلى انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة وتخوفهم الشديد من انهيار سكناتهم والتي ازدادت سوءا وتدهورا يوم بعد يوم بسبب الثغرات المتفاوتة والبليغة التي لحقت بالجدران والأسقف حيث حولت سكناتهم إلى مصدر حقيقي للأمراض بسبب الرطوبة العالية خاصة التي زادت من هشاشتها وتآكلها وأصبح الإيواء بها خطيرا خاصة مع تهاطل الأمطار وما زاد الأمور تعقيدا هو انعدام شبكة الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة بالحي الأمر الذي أدى إلى انتشار الحشرات الضارة كما طرح السكان مشكل الكهرباء والى الانقطاع المتكررة لها فالعديد من العائلات لا تتوفر على عدادات كهربائية رغم شكاويهم التي رفعوها للسلطات البلدية وحتى إلى مؤسسة سونلغاز غير أن مطالبهم لم تؤخذ بعين الاعتبار هذا ما أدى بهم للجوء إلى الأحياء المجاورة من أجل إيصالهم بكوا بل كهربائية والتي تم تركيبها بطريقة عشوائية معرّضين حياتهم وحياة عائلات الأحياء المجاورة إلى أخطار تهدد حياتهم.
وأمام هذا الوضع المأساوي الذي وقفنا عليه يستدعي التدخل السريع لمصالح مؤسسة سونلغاز من أجل حل هذا المشكل القائم تفاديا لهذا الخطر الذي بات يهدد حياة سكان الحي خصوصا وأن الكوابل منجزة بطريقة عشوائية ممكن تحدث شرارة كهربائية تعرّض المواطنين للحرق بعد تساقط الأمطار وحسب السكان أن الحي تعرض في عدة مناسبات لحوادث خطيرة بسبب الكهرباء كادت أن تؤدي بهم إلى الهلاك ولم تنته المعاناة عند هذا الحد حسب السكان فبالإضافة إلى انعدام أدنى الضروريات يواجهون خطر الثعابين ومختلف الحيوانات المؤذية التي باتت هاجسا يهدد حياتهم واستطرد أحد المواطنين بالقول أنهم يتقاسمون الحياة داخل تلك البيوت الهشة مع شتى أنواع الحيوانات الضارة والجرذان والقوارض وغيرها خصوصا الثعابين التي تعرف انتشارا واسعا خصوصا في أيام التي عرفت ارتفاع الحرارة وتدخل آخر قائلا إنه بسبب طبيعة المكان أقدم شابان من الحي منذ 4 سنوات على الانتحار الأول بتناوله محلول حمضي رغم إسعافه إلا أن الجرعة كانت كافية على إلقاء حتفه والثاني البالغ من العمر 19 سنة والذي ألقى بنفسه من أعلى جسر تيلملي المسمى بجسر الموت قبل تسييجه من طرف السلطات نظرا لارتفاع عمليات الانتحار به والذي يعد ابن شقيق المتحدث كل هذا حدث بسبب المشاكل والمعاناة داخل تلك الأكواخ التي أضحت الشبح والصداع لقاطنيها خصوصا بالنسبة للشباب المتطلع لحياة راقية وفي الأخير صرخ هؤلاء بأعلى أصواتهم (نحن لا نطالب إلا بحقوقنا الشرعية كباقي الجزائريين وهو السكن والحياة الكريمة فقط لا نطالب بالمستحيل).