رائحة المسك تنبعث من عفيف

  • PDF

قد يتعرض المسلم العفيف في طريق العفة لألوان من البلاء والامتحان، وقد تتطلب منه العفة خدش كرامته، أو ذهاب مهنته، أو ضياع حريته كم وقع ليوسف عليه السلام، وكل ذلك يبتلي الله به العفيف ليختبر إيمانه وصدقه، ويقينه وعفته فإن هو صدق مع الله وعف وصبر على ما يلاقيه من بهتان وامتحان·· عوض الله له خيرا وأحسن له العاقبة، (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83]·
وإليك أخي الكريم قصة تنبئ عن عاقبة المتعففين:
قيل لأبي بكر المسكي: إنا نشم منك رائحة المسك مع الدوام فما سببها ؟ فقال: ولله لي سنين عديدة لم أستعمل المسك، ولكن سبب ذلك أن امرأة احتالت علي حتى أدخلتني دارها وأغلقت دوني الأبواب، وراودتني عن نفسي فتحيرت في أمري فضاقت بي الحيل، فقلت لها: إن لي حاجة على الطهارة، فأمرت جارية لها أن تمضي بي إلى بيت الراحة، ففعلت، فلما دخلت بيت الراحة، أخذت العذرة وألقيتها على جميع جسمي ثم رجعت إليها وأنا على تلك الحلة، فما رأتني دهشت، ثم أمرت بإخراجي، فمضيت واغتسلت، فلما كانت تلك الليلة رأيت في المنام قائلا يقول لي: فعلت ما لم يفعله أحد غيرك، لأطيبن ريحك في الدنيا والآخرة، فأصبحت والمسك يفوح مني، واستمر ذلك إلى الآن!! (الجزاء من جنس العمل، لسيد بن حسن العفاني) ·
وصدق الله جل وعلا: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60]·
فلقد جعل هذا الرجل الصالح من تلطيخ نفسه بقاذورات جسمه مخرجا من فتنة مراودة ذلك البغي، فجزاه الله جل وعلا بأن جعل ريحه مسكا بين الناس، والله تعالى أعلم.
أيها الإنسان صبرا                        إن بعد العسر يسرا
اشرب الصبر وإن كا                     ن من الصبر مرا   
منتدى الكلم الطيب