معنى إذا لم تستح فاصنع ما شئت

  • PDF

روى شعبة عن منصور بن ربعي عن أبي منصور البدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: يا ابن آدم إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
وليس هذا القول إغراء بفعل المعاصي عن قلة الحياء كما توهمه بعض من جهل معاني الكلام ومواضعات الخطاب، وفي مثل هذا الخبر قول الشاعر:
إذا لم تخـش عاقبـة الليالي *** ولم تستح فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحـاء
واختلف أهل العلم في معنى هذا الخبر:
o فقال أبوبكر بن محمد الشاشي في أصول الفقه: - معنى هذا الحديث أن من لم يستح دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء لا يردعه عنه رادع فليستحي المرء فإن الحياء يردعه·
o وقال أبو بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة أن المعنى فيه إذا عُرضت عليك أفعالك التي هممت بفعلها فلم تستح منها لحسنها وجمالها فاصنع ما شئت منها فجعل الحياء حكماً على أفعاله وكلا القولين حسن والأول أشبه لأن الكلام خرج عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج الذم لا مخرج المدح، ولكن قد جاء حديث بما يضاهي الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أحببت أن تسمعه أذناك فائته وما كرهت أن تسمعه أذناك فاجتنبه)·

* عن منتديات الداعية مصطفى حسني