حج بقلبك

  • PDF

لقد أراد الله لمن لم يكتب عليه الحج أن يعيش نفس المعاني التي يعيشها الحُجاج ليس عن طريق السماع والمشاهدة فحسب بل عن طريق عبادات تملء القلب بنفس مشاعر الحُجاج وفي نفس الوقت الذي يؤدون فيه مناسكهم.
-ففي الوقت الذي يقف فيه الحجاج على عرفات ليغفر الله لهم ذنوبهم.. شرع الله لك وأنت في بلدك أن تصوم يوم عرفة ليكفر ذنوبك ويغفرها فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِي رضس الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).
-وإن كان الحجاج يستجاب دعاؤهم فإن دعوة الصائم مستجابة [وصيام التسعة أيام من شهر ذي الحجة مستحب فعن بعض أزواج النبي [وقيل: حفصة] قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّام مِنْ كُلِّ شَهْر أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ).
-وإن كان الحجيج يتمتعون بالذكر والتهليل في هذه الأيام فقد شرع الله لك الذكر والتكبير والتهليل أيضًا فعَنْ ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ أَيَّام أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ).
وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
- وإن كان الحجاج يتسمون بالوحدة والجماعة والحب والإخاء فها هو يوم العيد تعيشه بالفرح والتجمع والحب والسور والإخاء ونصلي جميعًا في ساحة واحدة وجماعة واحدة كما اجتمع الحجيج بعرفات ومزدلفة ومِنى.
-وإذا كان الحجاج يعيشون عيشة التقشف والزهد فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريدك أن تعيش العيشة نفسها فقال: (إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا).
وفي رواية: (فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظَافِرِهِ). تمامًا مثل المحرم نفس الهيئة لا يحلق شعرًا ولا يقلم ظفرًا.
- وذبح الأضحية من أعظم القربات إلى الله التي تجعلك تعيش مشاعر الحجيج نفسها في نفس الوقت الذي يذبحون فيه الهدي ويوزعونه على الفقراء شرع لك أن تمارس نفس النسك قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا)].
وفي رواية: (مَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ).
عن منتديات راية الإسلام