رسالة تحذير

  • PDF


قال صلى الله عليه وسلم : < أول ما يُرْفع من الناس الخشوع > .
وهو إشارة إلى أن علم القلوب سيضمحل وسط طغيان علوم الدنيا وأن أسراره ستضيع وبركاته ستذهب وسط الزحام وهو أول فساد يمس الأرض بعد رسول الله ليكون علامة على خبث الباطن ومخالفة السر العلن وعندها فساد كل شيء : تذبل القلوب لموت الأرواح فيها وتقرأ الألسنة العربية القرآن وكأنها أعجمية فلا فهم ولا تدبر ولا امتثال وتنشغل الأمّة _إن انشغلت- بمظهر العبادة دون جوهرها وتهتم بأركانها دون مقاصدها ويكثر البهرج الزائف وإن اتَّشح بوشاح القرآن. قال صلى الله عليه وسلم : أكثر منافقي أمّتي قرَّاؤها .
وإذا فشا النفاق في أمّة رأيتَ العجب العجاب ليس في زماننا فحسب بل وفي زمان من هم أزكى منا وأطهر وليس بين العوام بل بين حفظة كتاب الله.
قال النووي [ ت : 606 ] : ما أخاف على ذِمِّي إلا القُرَّاء والعلماء فاستنكروا منه ذلك فقال : ما أنا قلته وإنما قاله إبراهيم النخعي وقال عطاء : احذروا القُرَّاء واحذروني معهم فلو خالفتُ أودَّهم لي في رمانة أقول إنها حلوة ويقول إنها حامضة ما أمنته أن يسعى بدمي إلى سلطان جائر وقال الفضيل لابنه : اشتروا دارا بعيدة عن القُرَّاء ما لي والقوم! إن ظهرت مني زلة قتلوني وإن ظهرت علي حسنة حسدوني .
وهل هذا إلا لفساد الباطن وخبث السريرة مع أن الله قد يهدي بقراءتهم الألوف من الناس لكن ذلك لا يُغني عنهم من عذاب الله من شيء إن هم فسدت قلوبهم وهذا ما سبق وحذَّرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : 
< إن أخوف ما أخاف على أمّتي كل منافق عليم اللسان > 
عن منتديات قصة الاسلام