الجزائر تفقد ذاكرة خمسة قرون

  • PDF


وقفة مع مآثر الراحل زهير إحدادن.. 
الجزائر تفقد ذاكرة خمسة قرون


تركّزت اهتمامات الأكاديمي والباحث الجزائري زهير إحدادن (1927 - 2018) الذي رحل عن عالمنا يوم السبت في الجزائر العاصمة ووري الثرى بمقبرة العالية يوم الأحد على التاريخ المعاصر والحديث لبلاده وبلدان المغرب العربي عموماً خلال أكثر من نصف قرن أمضاها في التدريس الجامعي والبحث العلمي.
ولد الراحل في منطقة سيدي عيش قرب مدينة بجاية ودرس اللغة العربية في جامعة الجزائر وكان قد انخرط باكراً في المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي وهو لا يزال يعمل معلماً في إحدى المدارس حيث اعتقل ثم نفي إلى وهران ليعاد القبض عليه مرة ثانية قبل أن يهرب من السجن.
تنقّل إحدادن بين المدن والقرى الجزائرية قبل أن يغادر متوجّهاً إلى تونس والمغرب حيث واصل العمل السياسي في صفوف حزب الشعب إلى جانب عمله محرّراً في صحيفة المجاهد التي كانت تصدر من مدينة تطوان المغربية آنذاك حتى رجع إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962 وأعلن انسحابه من العمل السياسي بسبب الخلافات بين الثوّار بعد توليهم الحكم.
ساهم في المدرسة العليا للأساتذة ثم عمل في وزارة الثقافة مدة خمس سنوات وشارك في تأسيس عدد من الصحف ثم سافر إلى فرنسا ونال منها درجة الدكتوراه في العلوم السياسية عام 1976 ليعود إلى الجامعة الجزائرية ويدرّس في كلية الإعلام أكثر من عقدين ليتفرّغ بعد ذلك للبحث والتأليف.
أبدع إحدادن جملة مؤلّفات من بينها: مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال و شخصيات ومواقف تاريخية و الصحافة الإسلامية الجزائرية من بدايتها إلى سنة 1930 و الصحافة المكتوبة في الجزائر من 1965 إلى 1982 و المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية 1954-1962 وكان يعدّ لنشر مذكراته بعنوان مسار مناضل حيث ستصدر قريباً.
كتابه الأبرز كان التاريخ المستقل للمغرب: الجزائر من 1510 - 1962 وهو دراسة مقارنة لكتب المؤرخين حول الجزائر يصحّح من خلاله العديد من المغالطات التي تتعلّق بنشوء كيانات سياسية مستقلّة خلال خمسة قرون كما يفنّد العديد من الآراء التي صاغها الاستعمار حول الشعب الجزائري وهويته.
م. خ