الفنّان سيد علي العنقى: "سأبقى على الصنعة العنقاويّة ما حييت"

  • PDF

صوت طالما بقي وفيا للصنعة العنقاويّة·· ثروة فنّية تمّ إهمالها، يسمع الكثير عنها ولا يعرفها· إنه (سيد علي عبدي) الملقّب بـ(سيد علي العنقى) من مواليد 1945 بحيّ القصبة، معروف بحضوره الفنيّ البارز القائم على موهبة صوتية أصيلة، موهبة ربّانية فذّة لا مثيل لها، كون صوته مطابق لصوت (الحاج محمد العنقى) رحمه الله، إلاّ أنّ هذا الفنّان المتمكّن من الأغنية الشعبيّة لا يعرف طريقه نحو الشهرة بصرف النظر عن مساره الطويل في عالم الطابع الشعبيّ·
وكانت لـ(أخبار اليوم) الفرصة لمحاورة صاحب هذا الصوت النادر (سيد علي العنقى)···

* كيف كان اختيارك للطابع الشعبيّ؟
منذ صغري تعلّقت بهذا النوع من الغناء الذي أحببته كثيرا فانضممت إلى جانب (الشيخ معوج حسين) كعازف على آلة الغيتار· آنّذاك جاءتني فكرة تدعيم قدراتي، فقررت دراسة الموسيقى الشعبيّة فالتحقت بمعهد الموسيقى كتلميذ لدى (الحاج محمد العنقى) رحمة الله عليه سنة 1966·

كيف تمّ اكتشاف موهبتك؟ ومنذ متى لقبت بـ"العنقى"؟
عند التحاقي بالمعهد لصقل موهبتي، اكتشفني (الحاج محمد العنقى) أنّي الوحيد من بين تلاميذه الذي يملك الموهبة الصوتيّة والصوت المطابق لصوته· وفي سنة 1967 اكتشفني الجمهور لأوّل مرّة في المسرح الوطنيّ عن عمر لا يناهز 20 سنة بأغنيّة (وين سعدي)، فاندهش الجمهور بالصوت الجوهري المطابق لصوت العنقى كما وصفوه، حيث قيل لي أنّي خلقت تأثيرا محسوسا على محبيّ الأغنيّة الشعبيّة، منذ ذلك الحين وهم ينادونني بـ(سيدعلي العنقى)، وكذلك في سنة 1968 ليلة إحيائي أوّل عرس لي بحيّ القصبة لقيت مديحا حول صوتي العنقاويّ، فدعوني به·

هل يعتبر صوتك تقليدا لصوت أستاذك العنقى أم موهبة من الله؟
صوتي موهبة ربانيّة وليس تقليدا لـ(الحاج محمد العنقى) وهذا اعتراف كل من سمعني لأوّل مرّة·

بعد تجربتك في الصنعة العنقاويّة، هل كانت لك وجهة أخرى؟
بعد حصولي على شهادة التفوّق من معهد الموسيقى تحت إشراف (الحاج محمد العنقى) كانت وجهتي نحو (الشيخ عمار مكراز) رحمة الله عليه المكنىّ بـ(تاخبيزين)·

لا يملك (سيد علي العنقى) أشرطة مسجلة، لماذا؟
حقيقة، دعاني (محبوباتي) في الثمانينيات لإخراج أغنيتين، لكن كان هناك سوء تفاهم بيننا، فلم تتم عملية الإخراج·

إذن لا تملك أغاني خاصّة بك؟
أرتاح حقا أكثر في الأغاني الثراتيّة التي ورثتها على أستاذي، فأنا أتفنّن في أدائها وهي: الحمام، الباز، غواني سعدي، بيت والصياح···

مسيرتك الفنّية مليئة بالإنجازات الثراثيّة الحافلة، حيث لم يكن لوزارة الثقافة أي دور في ذلك، كيف ترى هذا؟
طبعا، أحييت أعراسا أين كانت لي محطات بارزة وشاركت في عدة تكريمات، لكن لم يكن لوزارة الثقافة أي دعم في مسيرتي كفنّان حتى سنة 2012 حيت اكتشفني بعض من المسؤولين من وزارة الثقافة والجمهو ر الذي كان حاضرا ليلة تكريم (الحاج محمد العنقى) أين كانت لي الفرصة لصعود خشبة المسرح (نادي مسعودي)، حيث وصف صوتي بالعنقاويّ الرخيم· بعد ذلك تلقيت دعوة للذهاب في جولة موسيقية سنة 2013 أوّلها كانت بـ: (النعامة- بشار-سعيدة-تندوف)· وكذلك في سنة 2014 بـ: (مدية-شلف-عين الدفلة-مستغانم-غيليزان)، وكذلك عنابة مؤخرا·


كأحد روّاد الأغنيّة الشعبيّة الأصيلة، ما رأيك في الفنّ الحاليّ؟
باختصار، ليس هناك أصوات صالحة للغناء الشعبيّ، وإنّ الفنّ في تدهور، خصوصا بعد تسليط الضوء على هذا الثرات، وميول الشباب إلى نوع وطابع آخر من الغناء·

هل لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دور في إبراز الفنّان الجزائريّ؟
بالفعل، فرغم تمتع الفنّان بالموهبة إلاّ أنه بحاجة لدعم الإعلام له ومساندته، فبالتّالي يجد طريقه نحو الشهرة والانتشار· وحتى لمواقع التواصل الاجتماعي كـ(فيسبوك) دور في ذلك فهي تبقيني على مقربة بآراء وتجارب محبيّ ومستمعي الأغنيّة الشعبيّة·

كلمة أخيرة·····؟
أشكركم على حسن الضيافة واهتمام صحيفة (أخبار اليوم) بفنانيّ هذا التراث·
حاوره: فيصل العيفاوي