الجزء الاخير:"محمد عباش" هكذا عدت من عالم الظلمات إلى نور الحق والقرآن"

  • PDF

* الكنيسة توفر كل شيء·· المهم أن تخرج عن الإسلام
* ملف سابق لـ أخبار اليوم أحدث ارتباكا كبيرا داخل الكنيسة!

التقيناه نصرانيا قبل حوالي سنتين، وكان من المفروض أن يكون منصرا لنا لولا انسحابه في اللحظات الأخيرة ليوكل غيره بالمهمة، كان يعتقد أنه سينقذنا من الظلام لكنه اكتشف بعد خمس سنوات أنه على ضلال ليجد نفسه عائدا إلى الإسلام الذي فطرت عليه البشرية جمعاء، هو محمد عباش أحد الشباب المغرّر بهم من طرف عرّابي النصرانية في الجزائر والمبشرين بها حسب اعتقادهم، عاش خمس سنوات نصرانيا بعد أن ترك الإسلام فدرس الكتاب المقدس واكتشف تناقضاته وزيفه ليستنتج في الأخير بأن النصرانية مجرد كذبة يسوق لها أعداء الإسلام والمسلمين، التقينا عباش بعد عودته إلى الإسلام فروى لنا تجربته في المسيحية، طال الحديث معه بين حوار صحفي ودردشة جانبية كشف فيها ضيفنا الكثير من أسرار الكنيسة والقساوسة والنصرانية بصفة عامة، وكان من جملة ما أخبرنا به عباش الذي استقبلنا بابتسامة وهو يدعونا (صونيا) وهو الاسم المستعار الذي اخترناه عند زيارتنا للكنيسة الخمسينية ونحن نعد الملف الذي نشرته (أخبار اليوم) حول التنصير في الجزائر قبل حوالي سنتين، أن ملف 2013 قد أحدث ارتباكا كبيرا داخل الكنيسة وهو ما اضطر القس إلى القيام باجتماع طارئ حذر فيه المنصرين من التعرض إلى الإسلام أو لشخص النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نشاطهم التنصيري، وسنحاول عرض ما جاء في حوارنا مع محمد عباش في سبع حلقات أسبوعية·

1- من هو محمد عباش؟
محمد عباش شاب جزائري عمري 31 سنة، أعمل حداد
2- كيف تقيم مستواك الديني قبل أن تقدم على التنصر سمعنا أنك كنت ملتزما؟
في الحقيقة كنت إنسانا عاديا، ككل الناس أصلي وأصوم كنت عاديا أؤدي عباداتي، وإسلامي كان عاميا ببساطة، لم أكن أملك علما لأستطيع مواجهة ما يثار من شكوك حول القرآن الكريم، نتعلم فقط كيف نصلي وكيف نصوم ونقوم بالفرائض عامة ولكن هذا لا يؤهل أي شخص لمواجهة الشبهات التي تثار حول الإسلام وردها دون الوقوع في الخطأ والدخول في مثل هذه المتاهات دون علم هو ما جعلني أعتنق النصرانية·
3- كيف بدأت رحلتك إلى النصرانية؟
بدايتي كانت بداعي الفضول، كنت ألتقي مع نصارى من أجل أن أتعرف إلى هذا الدين فقط لا أكثر، ولكن مع الوقت تطورت أهدافي وتغيرت وأصبحت أعمل جاهدا من أجل إعادة منصرين إلى الإسلام فكانت النتيجة أنني تنصرت أنا أيضا، وجدت نفسي أدخل في أمور لست أهلا لها ولا قادرا على مواجهتها، طبعا لأنني ذهبت دون علم يمكنني من رد كل تلك الشبهات والشكوك التي كانت تعرض أمامي وتثار من حولي، زد على ذلك غياب دور الأئمة الذين كثيرا ما كنت أتوجه إليهم وأسألهم حتى أجد في ديني ما يرد عني هذه الشكوك لكنني لم أجد أجوبة، كل ما وجدته جملة واحدة يكررها هؤلاء (الله أعلم)، ومع الوقت بدأت أتأثر بتلك الشبهات التي كان يثيرها النصارى حول القرآن الكريم، طبعا الأثر لا يظهر من أول جلسة بل أخذ الأمر معي حوالي أربع سنوات حتى تركت الإسلام وتنصرت البداية كانت بشكوك وكان عمري آنذاك 21 سنة ولم أتنصر إلا وأنا عمري 25 أو 26 سنة·
4- لو نرجع بالزمن إلى الوراء كيف تذكر أول زيارة لك للكنيسة؟ كمسلم أو كمسيحي؟
5- دعنا نقول كباحث عن الحقيقة
كنت أزور الكنيسة كثيرا من أجل التعرف على النصرانية، وقد كانت لك أنت أيضا تجربة سابقة حين زرت كنيسة العاصمة لابد وأنه راودك نفس الشعور كانوا يثيرون الشفقة حقيقة لأنني كنت متأكدا من أنهم على ضلال لذلك كان لدي اعتقاد جازم بأنه من المستحيل أن أتنصر، أستطيع أن أقول اليوم وأنا أعود بالزمن إلى الوراء بأن الإنسان الذي يكون واعيا في ذلك الوقت من المستحيل أن يتنصر ولكن غياب العلم خطر على أي شخص مهما كانت درجة ، وأنا شخصيا نصحني الكثير من الأصدقاء بأن أبتعد عن النصارى وعن زيارة الكنائس خوفا من خروجي عن الإسلام ولكنني كنت دائما أجيب بثقة بأن الأمر مستحيل وآخر شيء كنت أتوقعه في الحقيقة هو أن أصبح مسيحيا، ولكن هذا هو الواقع وصلت إلى درجة أني قررت ترك الإسلام واعتناق النصرانية ولكن حتى بعد تنصري غالبا ما كنت أجلس مع نفسي وأرجع بذاكرتي إلى اليوم الذي دخلت فيه إلى المسيحية فوجدت أنني لا أستطيع تذكر ذلك اليوم، وكأن يوم اتخاذي ذلك القرار قد مسح من ذاكرتي وبكل اختصار لا أعلم كيف أصبحت نصرانيا ولا تسألني عن هذا لأنني شخصيا لا أجد تفسيرا منطقيا لهذه الحالة، ودعيني أخبرك شيئا المشكل في نظري ليس أن أتنصر فمن الممكن أن أتنصر بعقلي وبأفكاري ولكن أؤكد لك أن بداخلي سأبقى مسلما وهو ما حصل معي فعلا·
6- هل كان تنصرك سرا أم أنك قد أعلنته؟
في البداية كنت أسر اعتناقي للمسيحية لأنني كنت خائفا ولكن مع الوقت علم الناس بذلك لأنني كنت أريد أن يعرف الجميع بأنني مسيحي ولست مسلما كما كنت ولم تكن تهمني في الحقيقة نظرة الغير إليّ، ولكن هناك في الواقع من يخفي اعتناقه للمسيحية ولا يظهره بأي شكل من الأشكال·
7- كيف كان رد فعل العائلة لما علمت أن ابنها قد تنصر؟
يمكنك تشبيه حالة عائلتي بحال أسرة لها ابن مدمن على المخدرات، وقفوا عاجزين عن فعل شيء، بل لم يكن لديهم ما يفعلونه من أجلي غير الدعاء·
8- ألم يؤثر تنصرك على علاقتك مع عائلتك؟
لا على الإطلاق، كانت علاقتي بالجميع عادية لم أتعرض لتعنيف أو اضطهاد، ولكن حتى أكون صريحا لم نكن نتطرق إلى موضوع اعتناقي المسيحية ولم نناقش هذه القضية أصلا كنا نتجنب ذلك حتى لا يحدث أي تصادم بيننا لاسيما مع الوالد، كان يصلني بعض ما كان يقوله في غيابي عن الموضوع ولكنه لم يواجهني به يوما، والتصرف الوحيد الذي كان الوالد يقوم به ضدي هو أنه كان يمزق الأناجيل التي كنت أحضرها معي إلى البيت، كلما يجد إنجيل يمزقه ويرميه فأضطر لشراء آخر وهكذا إلى أن التقيت يوما شخصا يعمل في مجال استيراد الأناجيل فأخبرته بما يحدث لي مع والدي فأحضر لي انجيلا يقرأ بإنارة خاصة هو عبارة عن دفتر أو مذكرة بأوراق تبدو فارغة لم يكتب فيها شيء ومعه مصباح يدوي خاص يستعمل للقراءة فبمجرد أن أشعل المصباح وأوجهه إلى الصفحة تظهر الكتابة التي هي نصوص الإنجيل، وبما أن هذا الإنجيل يظهر وكأنه مذكرة فإن الوالد كان يتصفحه ويضعه لأنه لم يكن يعلم بأنه إنجيل·
9- هل دفعت تكاليف هذا الإنجيل أم أنه أهدي لك؟
أعطي لي مجانا، المهم أن تكون مسيحيا وكل هذه الأمور ستصلك بالمجان، يمكنك الحصول على الإنجيل بأي لغة تبحث عنها، وإذا كنت لا تعرف القراءة فهم يوفرون إنجيلا يسمع يعمل بالطاقة الشمسية وبكل اللغات بل وحتى باللغة الأمازيغية ولهجاتها كالشلحية والشاوية والقبائلية······، الكنائس توفر كل شيء اعتنقوا المسيحية فقط·
10- يقال إن الأقلية من النصارى في الجزائر يعانون من الاضطهاد هل شعرت بذلك خلال الخمس سنوات التي عشتها نصرانيا؟
أبدا، من يقول إن المسيحيين في الجزائر يعانون من الاضطهاد فهو كاذب على العكس تماما، رجال الأمن كانوا يأتون إلينا ويعرضون علينا توفير الحماية للكنيسة يوم احتفالنا بعيد الميلاد دون أن نطلب ذلك، وهذا لا يعني أيضا بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد من طرف الشعب، لا ننكر طبعا وجود بعض الاعتداءات اللفظية على النصارى وهذا الأمر أيضا لا يمكن تعميمه، ولكن أن يتعدى الشعب على الكنائس أو على المسيحيين كأفراد لا، لا وجود لهذا، لا في منطقة القبائل التي تعاني من الإرهاب ولا في أي منطقة من المناطق الأخرى، ليس هناك كنيسة تعرضت للاعتداء ما عدا الكنيسة التي أحرقت في تيزي وزو وهو حادث استثنائي·
11- انطلاقا من تجربتك كيف يتم تنصير شبابنا اليوم؟
أول شيء يركز عليه المنصرون هو طريقة جعلك تكره شخص الرسول صلى الله عليه وسلم فالمنصرون الجزائريون في الحقيقة ليس لديهم أي مشكلة مع الإسلام وإنما مشكلتهم الأساسية مع شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وأنا شخصيا عشت هذه الحالة كنت أريد في وقت ما العودة إلى الإسلام، كنت أريد وضع حد لما أفعله ولكنني احترت أين أذهب؟ إلى أين أتوجه؟ هل أعود إلى الإسلام؟ لا طبعا لم أكن قادرا على العودة إلى الإسلام لأنني كنت قد كونت عنه صورة سوداوية، فهل أتجه إلى الإلحاد مثلا؟ لم أستطع أن ألحد أيضا لأنه لم تكن لدي مشكلة مع عقيدة وجود الله ولدي اعتقاد راسخ بوجود الله لذلك قررت في النهاية أن أبقى على حالي أي نصرانيا هذا قبل أن يهديني الله وأعود إلى الإسلام طبعا·
12- لو نتكلم عن تجربتك الشخصية مع التنصر ما هي الطرق التي اتبعها معك المنصرون حتى نجحوا في إقناعك؟
أهم شيء يسعى المنصر لتحقيقه هو جعلك تشك وهذا طبعا يتم عن طريق طرح العديد والعديد من الشبهات حول القرآن الكريم ما يجعلك في حيرة لتستسلم في الأخير، طريقة أخرى أيضا يستخدمها هؤلاء للإيقاع بالناس هي التمويه وهي أن يحرص المسيحيون في الكنيسة على الظهور في صورة تجعل كل من يراهم يحس أنهم في قمة الأخلاق وهي طبعا مجرد صورة كاذبة ولا تدل على حقيقتهم وعندما تدخلين الكنيسة أول ما تلاحظينه في الوهلة الأولى هو أنهم أناس متخلقون ويتعاملون بينهم بمنتهى الرقي لا أدري إن كنت قد لاحظت ذلك عندما زرتنا قبل سنتين تقريبا في كنيسة العاصمة·
13- أكيد لاحظت ذلك الرقي والتحضر وسمو الأخلاق الذي كان يميزهم بل وكانوا يحاولون إيصال هذه الصورة لي كزائرة جديدة من خلال الترحيب واللطف المتناهي الذي لمسته في معاملتهم لي·
كل ما وجدته مجرد صورة كاذبة هي مجرد تمثيلية، لقد كنت منهم وعشت بينهم لسنوات وأعلم ما يوجد وراء هذه الصورة الكاذبة، النصارى يشددون دائما على ضرورة إخفاء المشاكل التي تكون داخل الكنيسة وبين أعضائها على الوافد الجديد، لا يجب أن نخبر أي وافد جديد بالمشاكل الموجودة بيننا بل أن نظهر له دائما حجم السلام والهدوء الذي يعيش فيه النصارى والأخلاق العالية التي يتميزون بها ويستشهدون على ذلك من الكتاب المقدس بالآية التي تقول: (من ثمارهم تعرفونهم) وأمام هذه الصورة الكاذبة التي يظهرونها الإنسان العادي سيقول صحيح الشجرة الطيبة لا تنتج إلا ثمارا طيبة، المهم أنهم يجعلون الإنسان يفكر بطريقة بعيدة كل البعد عن المنطق ويجعلونه يشك في الإسلام وفي القرآن الكريم لا سيما عندما يضربون المثل بهذه الجماعات المتطرفة التي ترتكب الجرائم باسم الإسلام فإذا كان الإسلام دين الله لماذا ينتج ثمارا سيئة، ويدخل الشخص في مقارنات بين الإسلام والنصرانية ويجد أن هذه الأخيرة تنتج ثمارا طيبة ويخرج بنتيجة تقول إن المسيحية إذا هي دين الله وليس الإسلام·
14- ولكن أليس الأحرى بهذا الشخص الذي نظر إلى الانحراف الذي وقع فيه بعض المسلمين إن صحت تسميتهم كذلك أن ينظر أيضا إلى ما تعيشه المجتمعات الغربية اليوم من فساد وما ارتكبه النصارى من جرائم في حق الشعوب عبر التاريخ ألن تكون المقارنة بهذا الوجه أعدل؟
صحيح ما تقولينه لكن المشكل أن التشكيك في الإسلام والشبهات التي تثار حول القرآن الكريم وحالة الشك التي يعيش فيها الشخص في ذلك الوقت تجعله يغفل عن التجاوزات التي يرتكبها النصارى لا سيما وأنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم الإسلامي اليوم نجد أن الكثير من الشيوخ يدعون إلى الجهاد والإسلام يدعونا إلى الجهاد، وفي المقابل نجد أن النصارى لما نواجههم بالحروب الصليبية والجرائم التي ارتكبت يقولون إن من شارك في هذه الحروب هم عصاة والإنجيل لا ينص على خوض الحروب، بينما تحارب داعش اليوم وترتكب أبشع الجرائم باسم الإسلام حقيقة أنه بالعودة إلى ما ينص عليه الإسلام سنجد أن داعش مخطئ فيما يقوم به ولكننا لما نعود إلى القرآن نجده ينص على الجهاد والإنسان العادي لا يستطيع التمييز أمام هذه المغالطات والشبهات التي يطرحها النصارى لأنها أمور ليست من اختصاص العوام والإنسان الذي إسلامه سطحي سيصدق هذه الأمور لا محالة· 
للتواصل مع محمد عباش: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

اقرأ : هذه أسرار التنصير في الجزائر

تابع ------------------------

"محمد عباش" يواصل كشف تفاصيل حياته "النصرانية" في الجزائر:
"المنصرون أخفوا عني قضية التثليث فوجدت نفسي أؤمن بها تلقائيا"
صكوك الغفران الوهمية أهم سبب لاعتناق المسيحية


يواصل محمد عباش أحد المنصرين العائدين إلى الإسلام في الجزء الثاني من الحوار الذي أجرته معه (أخبار اليوم) في إطار ملف مطول حول التنصير في الجزائر سرد تجربته في النصرانية والتي دامت خمس سنوات، رجعنا بضيفنا إلى أولى سنوات تنصره وما قبلها كباحث عن الحقيقة، فتذكر معنا كيف كان منبهرا بالصورة التي وجد عليها النصارى من هدوء ورفق ورقي في الأخلاق وهي الصورة التي يحاول النصارى الحفاظ عليها أمام كل وافد جديد مقابل إخفاء أسطورة الثالوث وموت عيسى عليه السلام على الصليب والتي باستطاعة أي شخص اثبات عدم صحتها مهما كان مستواه الثقافي والديني·  

1- بعيدا عن الشبهات التي كانت تثار حول القرآن الكريم والتشويه الذي يتعرض إليه الإسلام ما هي الإيجابيات التي وجدتها في النصرانية وجعلتك تعتنقها؟
في الحقيقة كل شيء كان يصب في نفس الاتجاه لما ترى جانب الثمار الطيبة التي تنتجها المسيحية من جانب والمقارنات الكاذبة التي تظهر الإسلام بصورة سيئة والمسيحية في صورة جيدة وتقرأ بعض نصوص الكتاب المقدس مثلا (أحبوا أعداءكم· باركوا لاعنيكم· احسنوا إلى مبغضيكم· وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) كل هذه الأمور تجعلك ترى بأن هذا الدين متسامح ولما تسمع هذه الجمل ستحكم على الإنجيل كاملا بأنه جيد، والمشكل في الحقيقة ليس في هذه الجمل، هذا الكلام أتقبله لأنه من الممكن أن يكون الإنجيل الأصلي يحتوي فعلا على هذه العبارات·

2- أين يكمن المشكل في رأيك إذا لم يكن في نصوص الكتاب المقدس؟
بلى بل هو موجود أيضا في نصوص الكتاب المقدس، المشكل في التثليث، وفي كون عيسى عليه السلام قد مات، وهذه الأمور لا يتكلم عنها المسيحيون في بداية التنصير ولكن لما تدخل المسيحية وتغوص فيها تجد نفسك تؤمن تلقائيا بقضية التثليث هذه وكيف مات اليسوع من أجل البشرية·

3- سمعنا كثيرا عن منح امتيازات مادية واجتماعية لحث الشباب على اعتناق النصرانية هل يحدث هذا فعلا انطلاقا من تجربتك كنصراني ومبشر أيضا؟
في الحقيقة ما يشاع حول دفع مبالغ مالية أو منح تأشيرات سفر وغير ذلك كلها أمور غير صحيحة، لأنها في الواقع أشياء لا تشترى بالأموال، وحتى لو افترضنا وجود أفراد يشترون الناس بالأموال ففي رأيي هم يهزأون بأنفسهم ويهدرون أموالهم لا أكثر لأن الناس سيكتشفون كذبهم بسهولة، لذلك فهم يشترون ضمائر الناس بإقناعهم بهذا الدين وليس بدفع الأموال لهم·

4- هل هذا يعني أن معتنقي النصرانية اليوم كلهم لديهم قناعة تامة بأنها الدين الحق؟
نعم عن قناعة كاملة طبعا، دعيني أقول لك هناك نوعان من المتنصرين هناك أناس عاديون وهم الذين دخلوا المسيحية بحثا عن الله وعن الحقيقة وهو ما حصل معي شخصيا وهناك آخرون يختبئون في عباءة الدين من أجل تحقيق أغراض مادية بحتة وهم قادة الكنائس وهذا هو الأمر الذي اكتشفته من احتكاكي بالقساوسة ومعرفتي القريبة بهم·

5- هذا بالنسبة للترقيات داخل الكنائس أما بالنسبة للإقبال على النصرانية فالناس تبحث حقيقة عن الدين الحق؟
أكيد الناس تبحث عن الله، ولكن ما أقوله عن القساوسة لا يتعلق بالترقيات وإنما ما لاحظته أن القس دائما يبحث عن المدخول المادي لا أدري إن كان هؤلاء القساوسة قد اكتشفوا بأن هذا الدين مجرد كذبة فلم يعد يهمهم سوى جمع الأموال أم أن البداية كانت بحثا عن الله ولكن مع الترقية ودخول الأموال على المشهد غير هؤلاء وجهتهم ونسوا الدين·

6- هل تقصد بكلامك هذا الكنيسة الخمسينية بالعاصمة والتي كنت تنتمي إليها أم أنه كلام عام؟
أنا أتكلم عن الكناس عامة، أصلا في الجزائر لا وجود لنشاط تبشيري آخر غير نشاط الكنيسة البروتستانتية، هناك الكنيسة السبتية في العاصمة وهي واحدة فقط وباقي الكنائس هي كنائس إنجيلية أو خمسينية أتكلم عن البروتستانت طبعا لأن الكاثوليك لا يبشرون، الكنائس الإنجيلية هي وحدها من تقوم بالعمليات التنصيرية في الجزائر وهي تنتهج سياسة واحدة على العموم، ولكن أهم شيء عند القساوسة هو جمع الأموال وهو ما يجعل الإنسان يقف ويعيد التفكير فيما يفعله·

7- مع كل ذلك لا يزال هناك إقبال واسع على النصرانية هل ترى بأن هناك أمور قد ينبهر بها بعض المسلمين فيتركون دينهم ويعتنقون النصرانية؟
في الواقع كمسلمين وكعوام كنا نشعر بالقلق اتجاه بعض الأمور الموجودة في الإسلام، نخاف من الكثير من الأشياء، نخاف من الموت ومن وجود عذاب القبر ثم يوم الحساب كل هذه الأمور كانت تقلقنا، ولكنك لما تذهب إلى المسيحية تجد أنه لا وجود لكل هذا، لا وجود للحساب ولا لعذاب القبر لأن الله حسبهم لا يخلق عباده ليعذبهم، في المسيحية هناك نوع من التسهيل على الإنسان، بينما كان هناك في المقابل صعوبات في الإسلام، كان لدينا مشكل في الإسلام ولنتخلص من تلك الصعوبات وذلك القلق ندخل إلى المسيحية، وبمجرد أن أكون مسيحيا تغفر لي جميع خطاياي، وإذا آمنت فقط بأن عيسى ابن الله ومات ثم قام بعد ثلاثة أيام لن أدخل النار، لأن الملكوت عند المسيحيين لا تدخله بالأعمال وإنما بالنعمة ويقول الكتاب المقدس في هذا: (بالنعمة نحن مخلصون)، لأن خطايا المسيحيين كلها غفرت بصلب المسيح، فالخطيئة دخلت العالم بعد قصة آدم وحواء فأصبح الإنسان منذ ذلك الحين خاطئ بعد أن حمل جسد آدم الخطيئة ونسله ورث هذه الخطيئة من بعده عن طريق الكروموزومات، ولكي يمحو الله تلك الخطيئة جاء عيسى الذي ولد من دون أب أي أنه لم يرث الخطيئة التي تورث من أب وأم وهذا تفسير القساوسة ولا وجود له في الكتاب المقدس في الواقع، ولأن الذي يمحو الخطيئة لا بد أن يكون إنسانا بارا غير حامل للخطيئة جاء عيسى عليه السلام وفيه روح الله وصلب ليمحو الخطيئة عن الأرض ثم قام بعد ثلاثة أيام إنسانا جديدا، وحسب الاعتقاد المسيحي يكفي أن أؤمن بهذا الصلب لتغفر جميع خطاياي وهي أمور في الواقع جد سهلة وبسيطة وليس الأمر كما هو في الإسلام مع الفرائض  والواجبات ثم العقاب والحساب·

8- قلت أنك حتى وأنت نصراني كنت تعيش صراعا داخليا وتبحث عن وجهة جديدة بعدما تركت الإسلام ولم ترتح في النصرانية هل يمكن القول أن إيمانك بالدين المسيحي كان ناقصا؟
في الواقع هذه الحالة لم أعشها سوى في المدة الأخيرة وليس طيلة السنوات الأربع التي عشتها نصرانيا سنصل إليها خلال حديثنا وسأكلمك عنها·

9- إذا دعنا دائما في قضية تنصرك هل كنت تؤمن حقا أن النصرانية هي الدين الحق أو دين الله؟
في البداية لا، غير أنني آمنت فيما بعد وبقيت مع ذلك بذرة الإسلام بداخلي، ولكن مع الوقت بدأت أنسى حياتي كمسلم، كنت قد احتفظت في البداية ببعض الأمور أو العادات التي كنت أقوم بها كمسلم لكنها زالت مع الوقت مثلا مع أنني تركت الإسلام عندما أسمع الآذان أقرأ دعاء ما بعد الآذان، وكنت أقوم بالكثير من الأشياء التي كنت أقوم بها وأنا مسلم بحكم التعود وهذا شيء طبيعي، أنا اليوم مسلم لكنني أحتفظ بالكثير من العادات المسيحية التي ستزول هي الأخرى مع الوقت هذا شيء مؤكد، ومع أنني كنت نصرانيا قبل أن أعود إلى الإسلام كان لدي شك دائم في هذا الدين الجديد الذي أعتنقته، صحيح أنني كنت أعتقد أني على حق وأسير في الطريق الصحيح إلا أنه كان هناك دائما صوت بداخلي يقول لي (لست على صواب)، ومع الوقت أيضا أهملت ذلك الصوت الذي كان يمثل الضمير في رأيي واتبعت خطى الشيطان وصوته·

10- هل تكلمت عن حالة الشك والتردد هذه مع الكاهن أو بعض كبار الكنيسة التي كنت ترتادها؟
نعم، طبعا ذهبت وشكوت إليهم حالة الشك التي كنت أعيشها فصلّوا لأجلي وقالوا لي إن هذا من تأثير الشيطان ثم راحوا يفسرون هذه الحالة بالاعتماد على الإنجيل الذي لا يحتوي في الواقع على أي شيء له علاقة بهذه الحالة التي يقع فيها أغلب معتنقي المسيحية إن لم نقل كلهم ولكنهم يؤولون نصوص كتابهم المقدس كما يريدون ويفسرون حالة الشك والتردد هذه بأن تأثير الإسلام لايزال موجودا في الشخص لأن الإسلام عندهم هو دين الشيطان ولأنه كذلك فإن الشيطان دائما يحاول التحكم في الشخص، لذلك فقد قالوا بأنني كنت على دين الشيطان والرب قد حررني ولكن من الصعب جدا التحرر من الشيطان بالكامل حسبهم، والمشكل أنك عندما تقرأ الكتاب المقدس ستجد ما يناقض هذا الكلام فهو ينص على أن من وجدت فيه الروح القدس لا يمكن أن تكون فيه روح الشيطان فمع وجود النور لا يمكن أن يكون هناك ظلام، وأنت ربما تذكرين ذلك الشاب الذي سقط فجأة على الأرض وقاموا برقيته·

11- نعم·· أذكره·· ما قصته؟
لا بد أن أوضح لك بعض الأمور التاريخية التي يؤمن بها المسيحيون حتى تفهمي جيدا ما الذي وقع لذلك الشاب، في العهد القديم كان الناس يستخدمون البخور تقربا إلى الله  والآن يستعملون العزف على الغيتار الذي هو عبارة عن ترانيم للرب، وهو اليوم بديل عن ذلك البخور، فالعهد القديم كان يفهم بالرموز أما العهد الجديد فيفهم بدون رموز، فقدس الأقداس في القديم كانت عبارة عن منطقة مغطاة بستار لا يستطيع أي شخص مخطئ الدخول إليها لأنها منطقة يوجد بها روح الله وليستطيع الناس الدخول إليها يقوم الكاهن مرة في السنة بذبح كبش ولما يسيل الدم تغفر الخطيئة وهو ما يبرر صلب المسيح ليمحو دمه الخطيئة من الأرض، والكاهن لما يذبح الشاة يمحو خطيئته وخطيئة قومه، ثم يغسل يديه ويدخل إلى قدس الأقداس ويربط من رجله فإذا كانت هناك خطيئة لم يتب عنها أي لم يذكرها خلال الذبح فموتا يموت، والحبل جعل فقط لسحبه من خارج قدس الأقداس، أما اليوم فكل هذه الرموز قد زالت لأنه لما مات المسيح على الصليب انتهى عهد النعمة وانشق الستار ولم تعد هناك رموز، لذلك فالترانيم اليوم هي التي تدخل المسيحي إلى قدس الأقداس أين يكون حضور الله في ذلك المكان فيمحو كل الأمور السيئة الموجودة فيه وهو ما حدث مع ذلك الشاب الذي قاموا برقيته ففي الوقت الذي سقط فيه على الأرض كنا قد دخلنا إلى قدس الأقداس أين كان حضور الله بقوة والأرواح الشريرة لا تستطيع المقاومة أمام روح الله·

12- ما المقصود بحضور الله؟
يعني حضور روح الله فحسب المعتقد المسيحي الله يتجزأ إلى ثلاثة أجزاء وهو ما يعرف بالأقانيم الثلاثة أولهم الأب الذي هو في مكانه لا يبارحه، هذا الأب قام بإرسال ابنه، أنا طبعا أتكلم حسب المعتقد المسيحي لأن هناك الكثير من التناقضات، فجاء الابن الذي هو اليسوع أو المسيح لما عاد المسيح من الموت قال لهم أرسل لكم المعزي الذي هو في حقيقة الأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم حرفوا الواقع وقالوا إن المعزي هو روح القدس، لأن المسيح لما عاد بعث روح القدس، والآن المسيحيون يؤمنون بروح القدس·

13- يعني أن المسيحيين يؤمنون بأن الله ينزل من السماء ويحضر معهم جلسات الصلاة في كل مرة وليست مجرد أمور معنوية قد لا نستوعبها نحن كمسلمين بالنظر إلى صفات الإله عندنا؟
نعم هم حقيقة يؤمنون بأن روح الله موجودة بينهم، طبعا بعد تلك الترانيم والعزف على الغيتار، هذا حسب الاعتقاد المسيحي طبعا، ولكن حسب تجربتي لا وجود لهذه الأمور من الأساس·

للتواصل مع محمد عباش: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
يتبع··

------------------------

محمد عباش يواصل عرض "اعترافاته" لـ"أخبار اليوم":
"المهم عند النصارى إخراج المسلم من دينه"
"عشت في النصرانية سلاما مؤقتا وكل شيء كان مزيفا"
"التنصير يسير وفق خطط مدروسة من جهات خارجية"


يستمر محمد عباش العائد إلى الإسلام حديثا في سرد تجربته في النصرانية، حيث تطرق في الجزء الثالث من الحوار إلى بعض المعتقدات النصرانية الخرافية كرؤية الله وربما الحديث إليه حتى، مشيرا إلى الخطط القذرة التي يتبعها المنصرون في جر الشباب المسلم وإخراجه عن دينه والتي قال ضيفنا إنها قد درست ووضعت من طرف جهات خارجية تقود عمليات التنصير في الجزائر وشمال إفريقيا عامة، كما تحدث عباش عن الترحيب الحار الذي لاقاه من الكنيسة والسلام الداخلي الذي شعر به خلال السنوات الأولى لتنصره قبل أن يكتشف أن كل ذلك كان مزيفا·

1- المسيحيون يؤمنون برؤية الله الذي هو عيسى عليه السلام نفسه هل حدث معك هذا؟

في الواقع هناك أناس يكذبون    
لكن هذا الأمر لم أسمعه فقط عند زيارتي للكنيسة الخمسينية قبل حوالي سنتين بل أسمعه كثيرا في بعض القنوات التنصيرية أيضا كقناة الحياة مثلا نحن نجزم كمسلمين بأنه مجرد وهم لكن نريد أن نعرف هل حدث معك هذا وأنت تعيش حالة الشك والبحث عن الحقيقة؟
من الممكن أن يكون ذلك مجرد وهم ولكن الشيء الأكيد هو أن المنصرين يستعملون طريقة مدروسة في تنصيرهم للناس، هي طبعا طريقة مدروسة من طرف جهات خارجية تقود عمليات التنصير في الجزائر وشمال إفريقيا عامة، ولكن المنصرين الذين يعملون في الميدان يظنون أن ذلك موجود في الكتاب المقدس، وترتكز هذه الطريقة أساسا على إدخال الشك في نفس الشخص الذي نقوم بتنصيره ثم العمل بعد ذلك بأسلوب الإيحاء كأن يقول المنصر لهذا الشخص في المساء عندما تدخل إلى المنزل اجلس وحدك وتكلم إلى الله اطلب منه أن يظهر لك الحق وهو وحده من سيبين لك الحقيقة سواء من خلال المنام أو أنه يكلمك أو بأي طريقة أخرى وبما أن هذا الشخص يعيش في حالة شك وتردد فهو سينتظر لا محالة أن تحدث معه إحدى هذه الحالات التي كلمه عنها المنصر، وبما أن هذا الموضوع يسيطر على عقله فمن الطبيعي أن يؤثر على أحلامه أيضا أوقد يحدث معه شيء ما حتى في اليقظة وهذه نتيجة الإيحاء وهو أمر معروف ومفهوم·

2- وأنت من خلال تجربتك أي من الحالات التي ذكرتها حصلت معك؟
رأيت المسيح في المنام، أو بالأحرى رأيت شخصا فقلت أنه المسيح عليه السلام، فقلت أن في الإسلام إذا رأى الشخص نبيا فهو فعلا نبي، وعلى هذا الأساس أولت منامي وقلت أن الشخص الذي رأيته هو عيسى عليه السلام وأنني على طريق الحق ولكن مع الوقت بدأت أتساءل هل قال لي ذلك الشخص أنه هو المسيح؟ لا طبعا كان شخصا عاديا رأيت شخصا لم يكلمني ولم يقل أنه عيسى عليه السلام ولكن كان هناك شيء بداخلي يقول لي إنه عيسى وهو فخ يصنعه لنا الشيطان ونسقط فيه للأسف، لا أحد يرى شخصا في المنام ويقول له أنا النبي عيسى ولك أن تسألي أي شخص اعتنق المسيحية فسيقول لك إنه رأى شخصا لم يكلمه وللشيطان القدرة على التصور في المنام فيأتي بصورة أي شخص لا يكلمنا وتفكيرنا هو الذي يقودنا إلى هذا التفسير الخاطئ، ودعيني أخبرك شيئا المسيحي لو يقابل أي إنسان في الليل يلبس (برنوسا) أبيضا ويطيل شعره قليلا ولديه لحية يقول هذا سيدنا عيسى لماذا لا يقول إنه يحيى مثلا أو داوود أو أي نبي آخر لأن المشكلة في تفكيره هو، وما يحدث مع هؤلاء المنصرين هو مجرد نوع من الإيحاء وهي أمور نفسية تحدث معهم في حالة التردد، سأحكي لك قصة في هذا الإطار كان هناك شخص  في ولاية تيزي وزو طلب منه المنصر أن يصعد إلى الجبل ويكلم الله وهو من سيريه طريق الحق بطريقة ما، فصعد إلى الجبل وأخذ يكلم الله وبقي ينتظر الإجابة وسأل الله أن يجيبه أكثر من مرة ولما لم يجد استجابة همّ بالرحيل فإذا بصوت يناديه باسمه من المؤكد أن الله لم يناده وإنما هو من كان ينتظر هذه الإجابة·

3- مررت بمرحلة الشك والبحث واقتنعت في الأخير بأن النصرانية هي الدين الحق كيف كان استقبال الكنيسة لك؟
- أول يوم دخلت فيه الكنيسة كمسيحي دعيت إلى المنصة لأظهر  انتمائي هل أنا مسيحي أم أنني لا أزال باحثا عن الحقيقة وإن كنت مسيحيا لا بد أن أحكي قصة تنصري وكيف آمنت بالمسيحية، تقدمت وتكلمت واقترب مني الجميع وسلموا علي ولقيت استقبالا حارا وترحيبا كبيرا من الكنيسة، كانوا يحيطونني باهتمام كبير وإن تغيبت مدة يأتي القس للسؤال عني، كان هذا الوضع يعجبني حقيقة كان أمرا جيدا إذ لم يكن ذلك حالي لما كنت مسلما وأنا اليوم أتفهم ذلك فالمسيحيون يبقون أقلية في الجزائر مقارنة بالمسلمين وعدد المساجد أكثر بكثير من عدد الكنائس وتحوي ملايين الناس لذلك فمن الصعب جدا أن يلقى المسلم هذا الاهتمام في المسجد كما يجده المسيحي داخل الكنيسة·

4- كم عدد المسيحيين داخل الكنيسة التي كنت تنتمي إليها؟
- حوالي 700 شخص لكن الكثير منهم انسحب من هذه الكنيسة كما التحق بالنصرانية كثيرون أيضا ففي المدة الأخيرة أصبحت أرى الكثير من الوجوه الجديدة داخل الكنيسة·

5- أتقصد أن كثيرين هناك تركوا النصرانية؟
لا، بل تركوا الكنيسة التي كنت أرتادها فقط ولم يتركوا الدين لأن هناك خلافات داخل الكنيسة وهذا من بين الأسباب التي جعلتني أترك المسيحية وأعود إلى الإسلام·

6- ما هي التغيرات التي طرأت على حياتك بعد اعتناقك للنصرانية؟
بعد دخولي في المسيحية أحسست بنوع من التغيير في حياتي، شعرت بالراحة وأنني أعيش سلاما داخليا لم أشعر به من قبل ولكن هذا الوضع لم يدم لأنني في الأخير لم أجد سوى المعاناة، في الأيام الأولى بعد اعتناقي المسيحية كانت تحدث معي أمور كنت أتعجب منها كثيرا سبحان الله الشيطان يستغلك مدة معينة ولما يضمن أنك قد انحرفت عن الطريق الصحيح يتركك لأنك قد أصبحت في نظره ورقة ملعوبة أو بطاقة محروقة كما يقال·

7- لو تروي لنا بعض المواقف التي حدثت معك في هذا الإطار
- من بين المواقف التي حصلت معي أذكر مرة خرجت من الكنيسة بعد أن أنهينا الصلاة وجدت فتاة وافقة تبحث عن وسيلة نقل توصلها إلى مقر الإقامة الجامعية لباب الزوار كان الوقت متأخرا حوالي السادسة أو السابعة مساء كانت غالبية وسائل النقل قد أنهت عملها لذلك اليوم طبعا قبل وجود الترامواي، فقررت أن أرافقها من أجل الحماية علني أجد من يوصلنا إلى باب الزوار، وفعلا وجدت حافلة متجهة إلى تلك المنطقة فركبت معها مع أنني كنت متأكدا من أن عودتي غير مضمونة فلن أجد مواصلات بعد هذا الوقت وهو ما حدث معي فعلا لما أردت العودة إلى مقر سكني وجدت أن موقف الباصات قد خلا تماما، فجلست وقررت أن أصلي لعيسى لأن المسيحي إذا طلب اليسوع يستجيب له على الفور وقبل أن أكمل صلاتي التفتت فوجدت حافلة واقفة أمامي، موقف آخر حصل معي في نفس السياق أيضا كنت نازلا من أحد الجبال ليلا وكانت الثلوج تملأ المنطقة آنذاك فسمعت صوتا بداخلي يقول لي صلي الآن لأن هناك حادثا سيقع، ولم أكمل صلاتي حتى وقع الحادث فعلا، قد نستغرب نحن وقوع مثل هذه المواقف لكن المسيحيين يفسرونها على أنها الروح القدس، كل هذه الوقائع كانت تؤكد لي أن الله حقا يتكلم مع عبده ويتعامل معه وينقذه من المخاطر، ولكن مع الوقت اكتشفت أن الإنسان لما يغوص في الحياة المسيحية ويتعمد سيختلف الأمر تماما وخاصة المعمودية لأنه قبل أن يتعمد أي منتم جديد للمسيحية لا بد أن يمر بتربص أو فترة من الدراسة لأن المعمودية هي التزام أي أن الشخص يشهد أمام الناس وأمام الله وأمام إبليس أنه تابع للمسيح وإدخال الشخص في الماء ومن ثم إعادة إخراجه تعني أن الجسد أو الإنسان القديم قد مات وقد خرج إنسان جديدي ليس كما كان في الماضي، وبالحديث عن تجربتي الشخصية في النصرانية فأنا أصفها دائما بأنها كانت عبار ة عن عقد أمضيته وانتهت مدته، لأنه وانطلاقا من تعميدي بدأ شعور الراحة والسلام الذي كنت أعيشه يذهب هل المشكل مني لأن الله لم يعد يكلمني؟_ وعندا أسأل في الكنيسة عن هذه الحالة التي أعيشها يقولون لي قم بالصلاة واقرأ الإنجيل والمشكل أنني حقا كنت أقوم بذلك ولكن الرب للأسف غائب، فيقولون لي ربما ارتكبت خطيئة ولم تعترف بها لأن الكتاب المقدس يقول: (إن اعترفنا بخطايانا فهو أمن وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم) فالإنسان الذي يرتكب خطيئة ولا يعترف بها لا يستطيع أن يكلم الله·

8- إذا فقد وصلت بذلك إلى طريق مسدود؟
في الحقيقة في الأيام الأخيرة عشت أياما عصيبة، كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذهب ذلك الشعور بالأمان وتلك الراحة النفسية لم أستطع الإكمال في المسيحية ولم أستطع الرجوع عنها، كان كل همي استعادة ذلك الشعور الأمان الذي كنت أعيشه وذلك السلام الذي كنت أشعر به في الأيام الأولى بعد دخولي في المسيحية، لكنني اكتشفت حقا أن كل شيء كان مؤقتا ومزيفا وليس حقيقيا، مجرد وهم عشت فيه لسنوات مثلا في الأيام الأولى كنت أصلي ولكنني في حقيقة الأمر لم أكن أصلي لعيسى، لأنني اعتدت على الصلاة لله ولم أتقبل الصلاة لغيره، لكنني  قررت الصلاة لعيسى وتخلصت من ذلك الشك في الدين المسيحي الذي كان يراودني كثيرا، وأصبحت أكره الإسلام وأبغض الرسول صلى الله عليه وسلم زال عني ذلك الشعور بالراحة والأمان، زد على ذلك أنني اكتشفت أمورا أخرى في النصرانية أيضا مثلا أن المبشرين لا يهتمون كثيرا في تبشيرهم بالمسيح بأن يعتنق الناس المسيحية أو أن يؤمنوا بالمسيح بل أهم شيء هو إرجاع المسلم عن دينه وليعبد ما شاء فيما بعد المهم أن يخرج عن الإسلام·
..للتواصل مع محمد عباش: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

يُتبع··

--------------------------------------------------------------------
"جهات خارجية تقف وراء التنصير في الجزائر"
* "الكنيسة تفرض على كل منتمٍ منحها 10 بالمائة من مدخوله شهريا"


في الحلقة الرابعة من حوارنا معه يواصل ضيف (أخبار اليوم) الحديث عن تجربته في النصرانية والتي دامت خمس سنوات، حيث تطرق في هذا الجزء إلى شرح عقيدة النصارى الذين أباحوا كل شيء مقابل الإيمان بأن المسيح هو الإله المتجسد الذي مات على الصليب ليمحو خطايا البشرية بالرغم من أنهم يدعون العمل بتعاليم الكتاب المقدس الذي يحتوي بين نصوصه على الكثير من المحاذير والأفعال المنهي عنها، ومن جانب آخر أكد عباش وقوف جهات خارجية وراء النشاط التنصيري في الجزائر من خلال تولي عملية تمويل المنصرين سواء كانوا ممثلين في أفراد أو في كنائس، موضحا أن هذه الأخيرة تستفيد أيضا من المبالغ التي يدفعها المنتمون إليها كل شهر، حيث تفرض الكنيسة على كل مسيحي منح 10 بالمائة من مدخوله شهريا·   

1- قلت إن النصارى لا يهتمون باعتناق المسلمين للنصرانية المهم هو خروجهم عن الإسلام هل لمست هذا فعلا في الكنيسة التي كنت تنتمي إليها؟
طبعا، عايشت هذا، في إحدى المرات ذهب القس برفقة أحد أعضاء الكنيسة من أجل تبشير فتاة ولما عادوا سألناهم هل آمنت بالمسيح فقالوا لا، لم تؤمن ولكن الحمد لله خرجت من الإسلام أي أن اعتناق المسيحية غير ضروري المهم الخروج عن الإسلام، أترين أهدافهم، هم يعملون وفق مبدأ من ليس ضدنا فهو معنا، والمسيحية أصلا مبنية على الشرك فيكفي أن تؤمن بأن عيسى ابن الله لتنال الجنة، المسيحية أيضا مبنية على الروح القدس التي تمثل محورا هاما في هذه الديانة فبدونها لا وجود للمسيحية من الأساس لأن الإنجيل كتب بالروح القدس ودراسة الكتاب المقدس تتم بالروح القدس أيضا، وهو ما اكتشفته خلال تجربتي في النصرانية فلما اعتنقت المسيحية كنت أسأل دائما على أي أساس تفسر نصوص الإنجيل، ففي الإسلام مثلا نعتمد في فهم القرآن الكريم على التفاسير ولا أحد يأتي بشيء من عنده، بالنسبة للأحاديث أيضا هناك ما يعرف بالإسناد ولكن في المسيحية لا وجود لكل هذا بل هناك اعتقاد يقول بأن الروح القدس تحل في كل مسيحي وهي التي تكلم المسيحيين وتشرح لهم نصوص الكتاب المقدس وهذا ما يعني بأن فهم الإنجيل سيخضع للذاتية كل ورؤيته وكل ورأيه في نص من النصوص، كنا نعقد جلسات دراسة للإنجيل وكلما قرأنا نصا من النصوص يعطي كل واحد من أفراد الجماعة تفسيرا له بحسب ما كلمه الله به أي بحسب ما قالته الروح القدس وهذه الطريقة في فهم نصوص الإنجيل أشار إليها الكتاب المقدس في الآية التي تقول: (أما أنتم فالمسحة التي أخذتموها هي تعلمكم كل شيء) أي أن المسيحي لا ينتظر أحدا كي يعلمه وإنما الروح القدس هي التي تعلمه لكن كيف تعلمه؟ يجب عليه أن يقرأ النص أولا ثم يصلي وينتظر بعد ذلك الروح القدس لتعطيه تفسيرا للنص الذي قرأه·

1- ولكن كيف يعرفون الخطأ من الصواب يعني من منهم على صواب ومن منهم على خطأ مادام هناك عدة تفاسير للنص الواحد؟
المشكل في المسيحية ليس أن يكون تفسير نص من النصوص خاطئا أو صائبا، المهم عند المسيحيين ألا تقوم بفعل أو شيء ضد المبادئ الموجودة في الإنجيل والتي تتلخص في أن عيسى هو الله الذي تجسد ثم مات ليخلص الناس وعاد بعد ثلاثة أيام ثم صعد إلى السماء هذا المبدأ الوحيد غير القابل للنقاش، أما ما باقي الأمور فهي تخضع للعقل البشري يعني (أنت وفهامتك) طبعا هم يقولون بأن الروح القدس هي التي تعلمهم ولكن إذا كانت الروح القدس هي التي تعلم جميع المسيحيين فالمفروض أنهم لن يختلفوا على أي نص من النصوص، ولكن في الواقع نجد في جلسة دراسة واحدة أكثر من رأي في تفسير نص واحد هذا يعني أن الروح القدس التي تكلمنا ليست واحدة، والمشكل لا يكمن فقط في التفسيرات الذاتية للإنجيل بل في عقائد الكنائس أيضا فهم يختلفون فيما بينهم في الكثير من الأمور وهذه تتهم تلك بأنها كنيسة شيطانية تتبع الشيطان، والعجيب أنك عندما تعود إلى الكتاب المقدس تجده ينص على أن أي شخص يؤمن بأن عيسى ابن الله تحل فيه الروح القدس ولا يمكن أن تحل فيه روح الشيطان، وكل الكنائس في الواقع تؤمن بأن عيسى ابن الله لكننا نجدهم يقولون إن هذه الكنيسة أو تلك قد حلت فيها روح الشيطان وهذا يناقض ما جاء في الإنجيل لكنهم يلجأون إلى هذه الفكرة لتبرير الاختلافات الواقعة بينهم لأنهم ببساطة لا يملكون الحجة·

2- ما طبيعة الاختلافات الموجودة بين الكنائس؟
في الحقيقة الاختلافات بين الكنائس في الجزائر ليست اختلافات مادية بل هي اختلافات عقائدية مثلا التكلم بالألسنة، هناك كنائس يؤمنون به ويستعملونه وهناك كنائس أخرى ضد التكلم بالألسنة وترى أنه لا وجود له أصلا بل ترى بأنه مجرد تخريف وبذلك ترد عليها الكنائس التي تؤمن بهذه الظاهرة بأنها كنائس لا يوجد فيها روح الله وتسيطر عليها روح الشيطان·

3- ما معنى التكلم بالألسنة حتى نضع القارئ في الصورة؟
التكلم بالألسنة هو أن يتكلم المسيحي بلغة لا يعرفها وهذه اللغة تؤثر على الشخص، والكنائس التي تستعمل التكلم بالألسنة غالبا ما تحصل فيها معجزات ويشفى فيها المرضى ونجدها تعج بالناس على عكس الكنائس التي لا تؤمن بهذه الظاهرة، ويفسر المسيحيون التكلم بالألسنة بأن الروح القدس هي التي تتكلم سواء بلغة لا يعرفها الشخص أو بلغة الملائكة أي أن روح الإنسان تتكلم مع الله بلغة لا يفهمها الشيطان·

4- يبدو أن الروح القدس هي المحور الأساسي الذي تدور حوله الديانة النصرانية أليس كذلك؟
نعم، ومن خلال تجربتي استنتجت بأن الروح القدس لا وجود لها وبما أن المسيحية مبنية على الروح القدس فإن الديانة المسيحية مجرد كذبة، وهذا هو الاستنتاج الذي جعلني أعود إلى صوابي وأفكر تفكيرا عقلانيا أعادني إلى الإسلام، لأنه لما يقول الإنجيل بأن كل من يعترف بأن عيسى ابن الله فإن الروح القدس تحل فيه وبوجود روح الله لا وجود لروح الشيطان ومع ذلك تتهم الكنائس بعضها البعض بأنها كنائس شيطانية وكنائس تحل فيها روح الشيطان وتسيطر عليها مع أن كل الكنائس تعترف بأن عيسى ابن الله ومات على الصليب وعاد بعد ثلاثة أيام فهذا في الحقيقة تناقض صارخ ولا يمكن للعقل أن يتقبله وكذلك الأمر بالنسبة للتنبؤات التي يقولون إنها تأتيهم من عند الله·

5- كيف ذلك؟
التنبؤات يعني التنبؤ بأحداث ووقائع مستقبلية ويقولون بأن الله هو الذي يخبرهم بها قبل حدوثها مثلا في إحدى المرات ونحن نصلي أخبرتني إحدى الأخوات وهي سيدة كبيرة في السن بأن الله قد كلمها في تلك اللحظة وقال لها بأن تبلغني بأنني قد تحررت من الإسلام ولن أعود إليه أبدا ما حييت والمشكل أنني قد عدت إلى الإسلام وأنا مسلم اليوم فهل أن الرب لا يعلم ما سيحدث في المستقبل أم أن الرب الذي سمعته ما هو إلا صوت عقلها وأفكارها·

6- ألم تحاول مناقشتها في هذه النقطة بعد عودتك إلى الإسلام؟
في الواقع لا، أصلا لم ألتق بها هي امرأة كبيرة في السن لا ألتقي بها كثيرا وليس لدي احتكاك كبير بها·

7- استنتجت أن الروح القدس لا وجود لها وأن تلك التنبؤات التي كانوا يدّعون أن الله هو من يخبرهم بها لا أساس لها من الصحة هل هذا كان كافيا لتترك ديانة آمنت بها واعتنقتها لحوالي خمس سنوات؟
أكيد، لأن الديانة المسيحية أصلا مبنية على الروح القدس وإن ثبت عدم وجودها فهذا الدين مجرد كذبة، هناك شيء آخر أيضا جعلني أعيد النظر في اعتناقي للمسيحية هو طبيعة القساوسة وخبثهم، لم أرى أناسا ماديين مثلهم، رأيت قس كنيسة العاصمة ذلك شخص هو أخبث إنسان عرفته في حياتي، إنسان مادي لدرجة لا تتصورينها وهذا الأمر ينطبق على كافة قساوسة الكنائس الموجودة في الجزائر، تصوري أنه لا يوجد هناك قس فقير لماذا؟ من أين يأتيهم كل هذا المال؟

8- ما مصدر مدخول القساوسة ألا يتقاضون راتبا مقابل إشرافهم على الكنائس؟
لا، المدخول الواضح أو المورد المادي للكنيسة والذي لا يوجد فيه أي لبس يأتي من طرف المسيحيين المنتمين إلى الكنيسة فكل مسيحي يجب أن يمنح الكنيسة 10 بالمائة من مدخوله، هذا إلى جانب تمويلات أخرى بطرق ملتوية عن طريق جهات خارجية·

9- ماذا تعني بذلك؟
مثلا أنا عندي علاقة بجماعة تبشيرية في فرنسا فهي تتكفل بتمويلي على أن أقوم بنشاط تبشيري في الجزائر والتمويل طبعا لا يكون بمنح الأموال وإنما بتوفير جميع الوسائل الضرورية ليتم النشاط التبشيري، سأحكي لك قصة في هذا الإطار رواها قس كنيسة بوغني على قس كنيسة في تيزي وزو، وهذا القس كان ضد الكنائس الأخرى ويعرف الكثير من فضائح القساوسة في الجزائر لأنه عاشرهم لمدة طويلة ثم ابتعد عنهم وصار ضدهم، ويصف هذا القس طريقة عمل القساوسة في الجزائر فيقول إنهم يقتربون من الأجانب الذين يمولون النشاط التبشيري ويطرحون احتياجاتهم مدعين أنهم أناس صالحون يسعون لخدمة الرب فيلبي هؤلاء جميع الاحتياجات على أن يكون النشاط مكثفا ومثمرا·

10- لكن من يكون هؤلاء الأجانب؟
هم مسيحيون تابعون لكنائس أوروبية ويهتمون كثيرا بالنشاط التبشيري في العالم الإسلامي ويمولونه·

11- هل هذا يعني أن الكنائس التي تنشط في الجزائر اليوم هي تابعة في الأصل لكنائس أوروبية؟
لا، ليس بالضبط سأعطيك مثالا حتى تفهمي ما أقصده غالبا ما يلتقي المبشرون أو القساوسة عبر العالم في مؤتمرات تقام في دول أجنبية سواء في أوروبا أو في أمريكا أو غير ذلك ويجتمع في هذه  المؤتمرات الكثير من القساوسة من مختلف البلدان لكنك تجدهم يركزون دائما على التقرب من المسيحيين القادمين من بلدان العالم الإسلامي لمعرفة مستوى النشاط التبشيري ونتائجه في بلدانهم وغالبا ما يعرضون تمويل هذا النشاط بتوفير كافة الوسائل اللازمة لنجاحه مثل السيارات ووسائل النقل عامة أو منازل تستعمل للتبشير وكل ما يحتاجه المبشر في نشاطه بصفة عامة وهذا هو ما يربط الكنائس في الجزائر بكنائس أوروبية·

12- هذا يعني أن عمليات التبشير في الجزائر تنطلق من أوروبا؟
نعم عن طريق التمويل طبعا لكن بشرط أن تكون تابعة لهم

13- وهل يكون تمويل النشاط التنصيري في الجزائر متجها إلى القساوسة الذين يشرفون على الكنائس بصورة واضحة أم أن لكل منصر فرصة للحصول على تمويل؟
المهم لدى الأجانب هو النشاط والتوسيع على أوسع نطاق، بإمكانهم تمويل قس مشرف على كنيسة كما بإمكانهم تمويل أفراد المهم أن تظهر نتائج هذا النشاط، المسيحية في الجزائر ليست مبنية على قاعدة واضحة وعمليات التنصير في الميدان لا تسير وفق خطة معينة بل هي مجرد فوضى وقليلة جدا تلك الكنائس التي تضع مخططا واضحا وأشخاصا مكلفين بالنشاط التنصيري، ولعل أقوى دليل هو تعيين القساوسة في الجزائر، مثلا القس الذي كان مشرفا على كنيسة الأربعاء ناث ايراثن من الذي جعله قسا، أين درس أين تكوّن كقس صحيح أن لديه خبرة طويلة ولكنه ليس قسا، لا يوجد قس في الجزائر درس أو استفاد من تكوين معين ليصبح قسا، الجميع كانوا مسلمين، الكل له خلفية إسلامية، هناك مدرسة لتكوين القساوسة في ولاية وهران، تحدد مدة التكوين بتسعة أشهر لكن العارف بعمل القس وواجباته سيؤكد لك أن تسعة أشهر غير كافية لتكوين قس·

للتواصل مع محمد عباش:
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
يتبع

--------------------------------------------------

محمد عباش" يكشف أطراف تمويل عالم التنصير في الجزائر لـ"أخبار اليوم":
7 "تلقيت عروضا محلية وخارجية لتمويل مهنة التنصير"

7 "علاقات سرية بين الكنائس وقناة الحياة التنصيرية"
7  بيوت تتحوّل إلى كنائس بالجزائر
7 قصص وأناشيد للأطفال تروج المسيحية


يواصل محمد عباش ضيف (أخبار اليوم) في الحلقة الخامسة من حوارنا معه سرد تجربته في النصرانية، كاشفا بعض الحقائق التي عاشها وهو نصراني وأحد العناصر التنصيرية أيضا، حيث تطرق ضيفنا في هذه الحلقة إلى طرق التمويل الخارجي للنشاط التنصيري في الجزائر مؤكدا أنه قد تلقى شخصيا عروضا خارجية ومحلية لدعم نشاطه في هذا الإطار، وأشار عباش في السياق ذاته إلى خطر الكنائس البيتة التي تنشط في سرية تامة دون اعتماد ما يصعب عملية متابعتها وكشف تحركاتها، كما تطرق إلى العلاقات المشبوهة لبعض الكنائس في الجزائر بالقنوات الفضائية التنصيرية والتي تقوم على ربط المتصلين بأقرب منصر لهم من أجل ضمان تركهم للإسلام·

1- قلت أن الممولين الأجانب يوفرون للمنصر عقارات وسيارات وغير ذلك مما يحتاجه خلال نشاطه لكن كيف يتم تسوية الجانب القانوني لهذه الممتلكات؟
كل ما يوفره الممول الأجنبي يكتب على اسم المنصر المعني مثلا الأرض التي بنيت عليها كنيسة بوغني كتبت على اسم قسها، كنيسة الأربعاء ناث ايراثن كتبت على اسم قسها الذي هاجر إلى سويسرا بعد ادعائه أنه مهدد في الجزائر مع أن القس الذي كان يعمل إلى جانبه أخبرني شخصيا بأنه غير مهدد وقد افتعل هذه القصة فقط للخروج من الجزائر·

2- هناك أيضا منازل تستغل للتبشير كما أسلفت الذكر هذا يعني أن هناك نشاطا تنصيريا يحدث في الظلام بعيدا عن الكنائس التي صرنا متأكدين من مخالفتها للقوانين الجزائرية وممارستها للنشاط التنصيري
طبعا وهو ما يعرف بالكنائس البيتية، المشكل حقيقة ليس في تلك الكنائس الظاهرة التي تنشط في العلن ولها اعتماد ومحمية من طرف الدولة كما أنها بمثابة مكان عام بإمكان أي شخص دخولها الناس كلهم يوجهون أبصارهم نحو هذه الكنائس ويبدون مخاوفهم من نشاطها ولكن الخطر الحقيقي يكمن في تلك الكنائس البيتية التي تنشط بصفة جد سرية وتتواجد في كامل التراب الوطني على مستوى 48 ولاية، ودعيني ألفت نظر القارئ إلى أن كل هذه الكنائس التي تقوم بالنشاط التنصيري هي كنائس إنجيلية ولا علاقة للكاثوليك بهذا النشاط، الكاثوليك لا يبشرون وقد اختبرت ذلك شخصيا لأنني لما أردت أن أدخل إلى المسيحية ذهبت إليهم لكنهم رفضوا استقبالي وقاموا بطردي·

3- خلال تجربتك في النصرانية هل تلقيت عروضا لتمويل نشاط تبشيري؟
هناك شخص جزائري مقيم بالخارج اتصل بي وعرض علي المساعدة من خلال إرسالي إلى الخارج للقيام بدورة تدريبية ليس في الكتاب المقدس وإنما في طرق التبشير في الميدان وهي طرق نفسية يتبعها المبشرون للإيقاع بالناس، وكان من المفترض أنه بعد القيام بهذه الدورة التدريبية أن أعود إلى الجزائر وأتكفل بعملية التبشير في المنطقة التي أسكن بها وبعد أن أنجح في تبشير مجموعة من الأشخاص أتحمل مسؤولية متابعتهم وتعليمهم وهنا تظهر مهمة الممولين من خلال توفير مكان نلتقي فيه ووسائل للتنقل وغير ذلك·
وتلقيت عرضا آخر من جماعة هنا في الجزائر قدموا إلى العاصمة وأرادوا أن ينشطوا هنا من خلال الاعتماد عليّ بحكم أنني من سكان الجزائر العاصمة وأعرف مناطقها جيدا، المهم عرضوا علي أن أفتح كنيسة في العاصمة ويتولون هم عملية التمويل انطلاقا من كراء مسكن، وقد عرضوا عليّ المال أيضا بطريقة غير مباشرة مع فرصة الاستفادة من دورات تدريبية في الخارج، سألتهم من سيكون قس الكنيسة فأجابني أحدهم قائلا أنا قلت وكيف ذلك، فقال إن هناك امرأة رأته في المنام وهو يبشر الملايين ففسر هذا المنام على أنه كلام من الله وهو من يريده أن يكون قسا، رفضت هذا العرض فذهبوا ولم يعاودوا الرجوع إلى العاصمة ولكنهم واصلوا نشاطهم في بلاد القبائل يتنقلون بين منطقة وأخرى إلى أن نجحوا في بناء كنيسة·

4- هل حصلوا على اعتماد؟
ليس هناك أي اعتماد قانون 2006 غير مطبق على أرض الواقع أنا شخصيا أوقفت في حاجز للأمن بسيارة محملة بعدد كبير من نسخ الكتاب المقدس، لكن أعوان الأمن لم يطلبوا مني إظهار فاتورة ولم يسألوا حتى عن المكان الذي سننقل إليه هذا الكم من الكبير من الأناجيل وقانونيا حيازة هذا العدد من الأناجيل دون أي وثيقة تثبت وضعها القانوني ممنوع، ولكن أعوان الأمن لم يتعاملوا معنا على هذا الأساس وكل ما سئلنا عنه هو ما سنفعله بهذه الأناجيل فقلنا أننا سنأخذها إلى الكنيسة فقالوا لنا (اذهبوا ربي يسهل)، لهذا أؤكد لك بأن قانون 2006 هو مجرد حبر على ورق لا يطبق من أحكامه شيء في الواقع·

5- كيف تحصل الكنائس في الجزائر على الأناجيل؟
تأتي من الخارج، هناك مؤسسة خاصة بالكتاب المقدس في الخارج ولها مكتب في الجزائر، والكتاب المقدس يدخل إلى الجزائر بطرق قانونية عن طريق هذا المكتب·

6- ولكن يقال إن هناك مطبعة للكتاب المقدس في الجزائر تعمل بصفة سرية؟
نعم، هناك مطبعتان للكتاب المقدس بولاية تيزي وزو تتخصصان في طبع الكتاب المقدس وتعملان بصفة سرية، وفيما يتعلق بما يطبع محليا أيضا، هناك بعض الكتب التي تروج للنصرانية كقصص الأطفال مثلا فهناك بعض المطابع التي تقبل طبع مثل هذه الكتب وهناك أخرى ترفض ذلك، هذا بالإضافة إلى الترويج لبعض الأناشيد المسيحية على أقراص مضغوطة يتم تسويقها·

7- ألا يعتبر تسويق مثل هذه السيديهات غير قانوني أيضا؟
هي تباع للكنيسة شأنها شأن الأناجيل والكنيسة بدورها تقوم ببيعها وربما تقدم بعضها كهدايا، كما تبيع الأناجيل وتقدم بعض الأناجيل الصغيرة وغير المكلفة كهدايا لأن الأناجيل أسعارها مرتفعة، وفي بعض الحالات نجد بعض المسيحيين الأوفياء يقومون بشراء عدد من الأناجيل وتوزيعها على الناس مجانا·

8- كم يبلغ سعر الإنجيل؟
الأسعار متفاوتة قد تصل إلى 3000 دينار بالنسبة للأناجيل المزينة، وهناك أخرى أرخص وتبلغ 800 دينار، فنوعية الطباعة والتجليد إضافة إلى اللمسة الجمالية كل هذا يدخل في ضبط سعر الإنجيل·

9- هل كلفت بالتبشير باعتبارك مسيحيا؟
لا، ليس هناك تكليف بالتبشير وإنما يقنعونك بأنك كمسيحي من واجبك أن تبشر انطلاقا مما نص عليه الكتاب المقدس وأن عيسى قد أوصانا بالتبشير لإنقاذ الناس الضالين الذين يتبعون مللا أخرى، ولأن المسيحي في النور وبقية الناس في الظلام فلا بد من مساعدتهم·

10- قبل حوالي سنتين كنت لاتزال مسيحيا وكنت من أبرز الوجوه التي كانت تنشط في مجال التنصير إلى جانب السيدة ج هذا ما لاحظناه من خلال الزيارة التي قمنا بها للكنيسة آنذاك ألا يعتبر ظهوركما دون البقية تكليفا؟
- لا على الإطلاق، أصلا السيدة ج كانت جديدة في الدين المسيحي مقارنة بي أما بالنسبة لي فسأروي لك كيف أصبحت من العناصر البارزة في التبشير، كنا في مؤتمر عقد هنا بالعاصمة وكان من بين الحاضرين جماعة من ولاية وهران عن بيت الرجاء كان من بينهم شخص مكلف بالاتصالات مع قناة الحياة التنصيرية يدعى (ر· ص) عرض علي أن أتكفل بالأشخاص الذين يتصلون به من العاصمة لأنه بعيد ولا يستطيع الوصول إليهم حيث يقوم بتوجيههم إليّ من خلال إعطائهم رقم هاتفي وأنا من باب العمل في سبيل الله قبلت العرض وأصبح الناس يتصلون بي وكنت من بين المتصلين، ولأنك امرأة رأيت ألا ألتقي بك أنا فاتصلت بـ (ج) وعرضت عليها أن تلتقيك بدلا مني وبما أنها أيضا تريد العمل لله رحبت بالفكرة وكانت هي التي استقبلتك ورافقتك طيلة وجودك في الكنيسة·

11- ما طبيعة العلاقة التي تربط الكنائس في الجزائر بقناة الحياة؟
كما قلت لك هناك شخص من بيت الرجاء في وهران يدعى (ر· ص) هو المسؤول عن ربط الاتصالات بقناة الحياة عن طريق الهاتف يعني أنه يتكفل بالأشخاص الذين يتصلون بهذه القناة من الجزائر ربما للسؤال أو طلب كتاب أو غير ذلك وهو من يقوم بتلبية هذه الطلبات·

12- هل تذكر كم عدد الأشخاص الذين تنصروا على يدك؟
ليسوا كثيرين كنت سببا في تنصر 4 إلى 5 أشخاص طيلة الخمس سنوات التي كنت فيها مسيحيا، في حين هناك من هو قادر على تنصير المئات في ظرف قصير هناك قس أجنبي من الكونغو نجح لوحده في ظرف أقل من سنة في تعميد العشرات·

13- هل لديك أي مقابل مادي لما تقدمه لصالح النشاط التنصيري؟
لا، ليس هناك أي مقابل مادي بل هو عمل خالص لله، صحيح توفر لنا شروط الراحة التي تساعدنا على العمل ولكن أن يكون هناك مقابل مادي لا إلا إذا أردت التلاعب فيمكنني بذلك الحصول على الكثير من الأموال، لأن الممولين لا يمنحون الأموال لاستخدامها في أغراض شخصية وإنما لا بد أن تكون لفائدة التنصير، وهم يقومون بين الفينة والأخرى بإجراء جولة استطلاعية للكنائس أو الأشخاص الذين يمولونهم للتأكد من سير النشاط التبشيري على أرض الواقع وإن كان هناك تعميد، وخصوصا التعميد عندما تكون هناك معمودية في أي كنيسة من الكنائس الموجودة في الجزائر نجد أن هناك أجانب، هؤلاء الأشخاص هم الذين يتولون عملية التمويل·

14- كيف يتم تنظيم عمليات التمويل أمام هذا الكم من الكنائس المعلنة والسرية إلى جانب انتشارها على مستوى 48 ولاية؟
التمويل ليس خاصا بجهة معينة ولا يأتي من جهة واحدة أيضا بل لكل كنيسة ممولها الخاص، مثلا كنيسة تيزي وزو يمولها صموئيل بيتر شميث وهو قس فرنسي هذا الشخص الظاهر ومن يقف وراءه لا ندري ولكن من المؤكد أن هناك من يقف وراء هذا القس وما هو إلا واجهة لشبكة تعمل في الخفاء، والشرط الوحيد الذي يجب أن تتقيد به الكنائس في الجزائر هو أن تكون على عقيدة الجهة التي تمولها ولو ترين قس كنيسة تيزي وزو ستجدين أنه نسخة طبق الأصل عن القس صموئيل بيتر شميث الفرنسي في جميع حركاته وطريقة كلامه الفرق الوحيد بينهما هو أن الأول يتحدث بالأمازيغية بينما يتكلم الثاني بالفرنسية، ولو تذهبين أيضا إلى كنيسة بوغني وتلاحظين قسها ستجدين أنه نسخة عن بني هن، المهم كل قس ينتمي إلى جهة معينة ويؤمن بعقائد معينة مع أن الجميع ينتمون إلى مذهب واحد هو المذهب البروتستانتي لكن هناك اختلافات جذرية بين العقائد، مثلا هناك عقيدة تقول بأن المسيحي مهما أذنب فسيدخل الجنة لأن اليسوع قد خلصه وهناك عقيدة أخرى تقول لا يمكن أن يدخل المسيحي أيضا إلى جهنم، والمفروض ألا تكون هناك اختلافات على مثل هذه الأمور التي تمس جوهر الدين، نحن في الإسلام مثلا قد تكون لدينا اختلافات ولكنها لا تمس الأصول العامة للدين·

للتواصل مع محمد عباش:
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
يتبع.....................................................


"30 بالمئة من المتنصرين يتركون المسيحية"
"إثارة الشبهات أسهل وأنجح طريقة لتنصير المسلمين"
"الروح القدس لا وجود لها والديانة النصرانية مجرد كذبة"


بعد خمس حلقات من الحوار الذي جمعنا بمحمد عباش العائد إلى الإسلام بعد تجربة تنصر دامت خمس سنوات يصل ضيفنا إلى الحديث عن بداية شكه في النصرانية والذي توصل به إلى دحر أسطورة الديانة النصرانية القائمة أساسا على الروح القدس الذي استنتج بعد طول بحث وتقص أنها مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة، وتطرق عباش في الحلقة السادسة من الحوار إلى الطريقة التي كان يعتمدها في تنصير المسلمين والتي قال إنها نفس الطريقة التي نصر بها، مؤكدا أن إثارة الشبهات حول الإسلام تعد أسهل وأنجح وسيلة يتبعها المنصرون، أما عن وجهة المتنصرين بعد اكتشاف حقيقة النصرانية فقد أكد عباش بأن 30 بالمئة منهم يتركون المسيحية و1 بالمائة فقط هم من يعودون إلى الإسلام في حين تتجه البقية إلى الإلحاد·

* ما هي الطرق التي كنت تتبعها لإقناع المسلمين بالنصرانية؟
كنت أتبع أسهل طريقة وأكثرها نجاحا، وهي طريقة بطرس زكرياء التي ترتكز على إثارة الشبهات حول الإسلام لزعزعة المسلم وجعله يشك في دينه، فأنا لا أكلم المسلم عن المسيحية في البداية وإنما عن الشبهات الموجودة في القرآن كما يراها المسيحيون طبعا، لأنه لكي أبيع لك سلعة معينة لا بد أن أقنعك أولا بأن السلعة التي تملكينها ليست جيدة وهذه هي الفكرة التي كنت أؤمن بها وأعمل بها خلال تبشيري للناس·
هي نفس الطريقة التي تنصرت بها أليس كذلك؟
نعم تقريبا، تستطيعين قول ذلك، وأنا أؤكد لك أن 90 بالمائة ممن اعتنقوا المسيحية من الذين عرفتهم تنصروا بالطريقة نفسها، الجميع يقول بأنه تابع بطرس زكرياء وهو من كان سببا في اعتناقهم للمسيحية لذلك فإن إثارة الشبهات حول الإسلام تعد أنجح طريقة يتبعها المبشرون الذين غالبا ما يجدون استعدادا للتنصر عند بعض الناس خاصة النساء لأن أغلب المنصرين هم من النساء لاسيما أولئك اللواتي ينادين بحرية المرأة والمساواة بين المرأة والرجل يعني تلك الشخصيات المتمردة على المجتمع، ونقطة ضعف هذه المرأة هي الحجاب وأن يكون الرجل قوام وغير ذلك من القيم الدينية وأنا لا أقول هذا اتهاما لهذه الفئة أو غيرها وإنما هذا ما لا حظته من خلال تجربتي لأن سيدة المنزل المحجبة التي تصلي وتقوم بفرائضها الدينية نادرا ما تدخل إلى النصرانية وحتى وأن تنصرت فإن ذلك سيكون بصعوبة كبيرة هناك امرأة تنصرت بتأثير من أبنائها الذين تأثروا بدورهم من بطرس زكرياء تقول هذه المرأة إنها بقيت لمدة أربعة أشهر تصلي صلاتها الإسلامية التي اعتادت أن تصليها تتبعها بصلاة مسيحية إلى أن تنصرت في الأخير بسبب طريقة بطرس زكريا التي ترتكز على إثارة الشبهات·
لو تعطينا بعض الشبهات التي تطرح على المسلمين؟
هناك عدد كبير من الشبهات التي تثار حول الإسلام من بينها أنهم يطعنون في القرآن الكريم ويقولون بأنه لم  يأت من عند الله بل كتبه ورقة بن نوفل، ويستدلون على ذلك بما يرون أنه  تناقضات وأخطاء في القرآن مثلا يقولون في الآية 28 من سورة مريم والتي يقول فيها الله تعالى: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) أن مريم أم عيسى لم يكن لها أخ وأن القرآن قد جعلها أخت هارون أخو النبي موسى عليهم السلام فكيف تكون أختا لهم إ كان بينهم وبينها حوالي 500 سنة، فيقولون هنا إن القرآن قد أخلط بين مريم أم عيسى ومريم أخت هارون ولم يفرق بينهما فأخطأ في النسب وأخطأ في المدة التاريخية أيضا، هناك شبهة أخرى أيضا تقول بأن القرآن قد أثبت تجسد عيسى عليه السلام من خلال آية (فأرسلنا إليه روحنا فتمثل لها بشرا سويا)·
هل لديك فكرة عن الجماعات التنصيرية  الأجنبية التي تدخل إلى الجزائر تحت غطاء مشاريع استثمارية؟
التبشير ليس مخفيا يتم في العلن ولكن وتيرته تتفاوت من منطقة إلى أخرى مثلا في العاصمة نكاد نقول إنه ليس هناك تبشير أصلا لأنها مجرد نشاطات فردية وغير منظمة، بينما في بلاد القبائل النشاط التبشيري جد مكثف ومنظم·
أين يكمن الفرق حتى نستطيع التمييز بين ما هو عشوائي وما هو منظم؟
هذا يعود إلى تخطيط الكنيسة هناك كنائس تحدد أشخاص معينين للقيام بالنشاط التبشيري بعد أن يتم تحضيرهم طبعا لهذه المهمة من خلال حضور المؤتمرات والاستفادة من دورات تدريبية في تقنيات التبشير، وهناك كنائس أخرى تبشر الأشخاص وتبقى تتابعهم حتى وهم في المسيحية لاسيما إذا تعلق الأمر بتنصير عائلة كاملة وغالبا ما يكون المكلفون بمتابعة العائلات المسيحية زوجين أيضا وهم متخصصون في القيام بهذا النوع من النشاطات فقط·
أنت تعترف إذا بوجود كنائس تكلف بعض أتباعها بتنصير المسلمين؟
لما قلت لك إن التبشير ليس تكليفا كنت أعني أنه ليس هناك أمر صريح بالتبشير وإنما يقوم المسيحيون بالتبشير لأنهم اقتنعوا بأنه خدمة لله وعمل في سبيله، وفي حالة التبشير المنظم الذي تكلمنا عنه والذي يحدث في بلاد القبائل خاصة يتم اختيار أشخاص معينين للقيام بهذا النشاط، كما يتم اختيار أشخاص لتنظيم الصلاة مثلا وهكذا يعني أن المسؤوليات توزع بين أفراد مختارين للحفاظ على سير ونظام الكنيسة ولا يتعلق الأمر بالنشاط التبشيري فقط، بينما يختلف الوضع في العاصمة تماما في ظل الغياب الكلي لاستراتيجية تنظيمية أو تخطيط واضح لسير الكنيسة ونشاطها فكنيسة العاصمة تعرف فوضى كبيرة كل شيء يسير بطريقة عشوائية بسبب المشاكل الداخلية التي تعيشها لاسيما مع وجود قس أناني يركض وراء مصالحه الشخصية ويفرض آراءه بدكتاتورية هو الذي كان يتكفل بكل صغيرة وكبيرة ولا يدع أحدا يتدخل وعلى جميع المنتمين إلى الكنيسة اتباعه فقط، لذلك فقد اضطر الكثير من الأشخاص الذين وقفوا ضد هذه السياسة إلى الانشقاق عن الكنيسة أو تركها·
هم يتركون تنظيم الكنيسة فقط ولا يتركون الديانة أليس كذلك؟
هناك من يعود إلى الإسلام وهناك من يتجه إلى الإلحاد وأيضا هناك من يكتفي بتغيير الكنيسة فقط أو الابتعاد عن الكنيسة أصلا والامتناع عن الذهاب إليها، وقد يفضل البعض الالتقاء بعيدا عن الكنيسة من أجل القيام بالصلاة·
ما تقديرك لنسبة المتنصرين العائدين إلى الإسلام مقارنة بأولئك المتجهين إلى الإلحاد؟
يمكن تقدير نسبة المتنصرين الذين يقررون ترك المسيحية بحوالي 30 بالمائة من العدد الإجمالي لمعتنقي هذه الديانة، والعائدون إلى الإسلام في تقديري لا يتعدون 1 بالمائة، لأنه من السهل إخراج المسيحي من النصرانية لكن من الصعب جدا إعادته إلى الإسلام، لأنه كان في السابق مسلما وجرب الإسلام واكتشف أنه لا يصلح طبعا من منظوره كما جرب المسيحية وخرج بالنتيجة نفسها ومن المنطقي أن يصنف الديانتين في خانة واحدة ولم يبق أمامه سوى الإلحاد، زد على ذلك أنه ليس هناك في الميدان من يحاول إعادة الناس إلى الإسلام، في الوقت الذي يبشر فيه المسيحيون على أوسع نطاق وحققوا نجاحا كبيرا في تنصير عدد كبير من المسلمين هذا لا يعني بأن المسيحيين يملكون تنظيما قويا لا يخترق أو أن تأثير المسيحية أقوى من تأثير الإسلام على الجزائريين على العكس تماما وما النتائج التي حققوها في مجال التنصير إلا لأنهم وجدوا الميدان فارغا فاستغلوا الوضع ونشطوا فزادهم ذلك ثقة في أنفسهم فراحوا يطلبون المناظرات من الأئمة ورجال الدين ولكن لا حياة لمن تنادي لا من جانب رجال الدين ولا من جانب السلطات، الميدان خال لهم ليفعلوا ما شاءوا، صحيح أن الدولة قد سنت قانون 2006 لتنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين فخاف منه المسيحيون آنذاك لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنه لم يطبق على أرض الواقع فراحوا يتفننون ويبدعون في أساليب التنصير، كنيسة بوغني مثلا قامت بتنظيم مخيم صيفي شارك فيه 300 شاب مسيحي بين إناث وذكور كلهم غير متزوجين ودام المخيم 15 يوما صرفوا خلالها مليون و500 ألف دينار، وكان الهدف من هذا المخيم هو تعريف الشباب ببعضهم ليصلوا في النهاية إلى تكوين عائلات جزائرية مسيحية ستمثل الأقلية التي ستطالب بحقوقها في المستقبل، وتعتبر كنيسة بوغني من بين الكنائس التي تملك نظرة مستقبلية ومشاريع بعيدة المدى لأن هناك كنائس تسير وفق مخططات بعيدة المدى وهناك كنائس أخرى تسير بعشوائية المهم التبشير كيفما كان، ومن أخطر الكنائس في الجزائر كنيسة تيزي وزو التي تقع في المدينة، تحتوي على قاعة مخصصة ضخمة مخصصة للصلاة تسع حوالي 1200 شخص، كما أنها تملك إمكانيات هائلة وتسير وفق استراتيجية منظمة، أهم ما يمكن ملاحظته عند المسيحيين في هذه المنطقة هو كثرة الزيجات مقارنة بغيرهم في المناطق الأخرى وهذا بهدف تكوين أسر مسيحية جزائرية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف وصل بعض رجال الدين المسيحيين إلى تحريم زواج المسيحي من مسلمة أو المسيحية من مسلم مع أن الكتاب المقدس لا يعارض ذلك ولكنهم لجأوا إلى إصدار هذا الحكم لأنهم علموا مدى تأثير الطرف الآخر وعجز المسيحي عن مقاومة وإنكار صدق الإسلام، وقد اختبروا ذلك في الكثير من الحالات أين عاد المنصر إلى الإسلام بمجرد زواجه، فرأوا أن يحرموا الزواج من غير المسيحيين لتجنب ذلك·
ما رأيك بالأحداث التي وقعت في رمضانات السابقة عندما قام نصارى في منطقة القبائل بانتهاك حرمة رمضان علنا؟
لا علاقة لهذا الحدث بالمسيحيين، المسيحيون لا يقومون بمثل هذه الأمور هم مشغولون بالعمل على تحقيق أهداف أكبر وأكثر أهمية وهي تكوين أقلية مسيحية في دولة مسلمة من خلال تكوين أسر مسيحية محلية، هذه ليست طريقتهم ومن يقول إن مسيحي هو من قام بالإفطار علنا في شهر رمضان فهو كاذب، قد يأتون بشخص يقول في وسائل الإعلام بأنه مسيحي لكنني أتحداه أن يكون مسيحيا المسيحي يعرف من طريقة كلامه هو يحرص دائما على الحفاظ على طريقة التمويه التي تكلمنا عنها في بداية الحوار والخطأ ممنوع في هذه النقطة بالذات، أنا عاشرتهم خمس سنوات وأعرفهم جيدا·
متى بدأ التردد والشك في النصرانية؟
خلال آخر سنة بدأت أخرج ببعض الاستنتاجات التي كانت تؤكد لي أنه من المستحيل أن تكون هذه الديانة صحيحة أو أن تعاليمها قد جاءت من عند الله حقا، كل شيء مبني على الروح القدس ووصلت إلى فترة اكتشفت فيها أن الروح القدس لا وجود لها ولذلك فإن الديانة المسيحية التي نراها اليوم مجرد كذبة·
ما الذي يثبت ذلك؟
أول شيء هو التناقضات التي يمتلئ بها الكتاب المقدس مثلا إنجيل لوقا من المفروض أنه قد كتب بالوحي ولكن هذا الإنجيل يعترف فيه كاتبه بأنه يسرد ما حكي له من طرف الذين عاصروا عيسى عليه السلام، هذا في بداية الإنجيل لكن المسيحيين ينسبونه إلى الروح القدس، أيضا هناك أربع أناجيل تحكي عن شخص واحد وكل واحد يأخذ زاوية معينة من حياته والأشخاص الذين كتبوا هذه الأناجيل لم يعاصروا كلهم عيسى عليه السلام فقط يوحنا ومتى هم من كانوا مع المسيح أما مرقس ولوقا فلا هم تلاميذ بولس الذي لم يكن هو الآخر مع المسيح بل كان ضد المسيحيين وكان يضطهدهم قبل أن يعتنق المسيحية ويقول المسيحيون في قصة دخوله في المسيحية بأنه كان ذاهبا إلى دمشق في مهمة كلفه بها اليهود وهي إعادة المسيحيين الذين هربوا من فلسطين وفي طريقه إلى ذلك ظهر له المسيح وذهب ببصره ولما وصل إلى دمشق بقي بها ثلاثة أيام فقدم إليه أحد المسيحيين الذي كلف من الله بأن يصلي على بولس ليبصر ومن ذلك الوقت أصبح مسيحيا وتحكى هذه القصة في كتاب أعمال الرسل مع وجود تناقض فيها ففي الأول يقول الكتاب إنه عند ظهور المسيح الجنود الذين كانوا برفقة بولس رأوا النور ولم يسمعوا الصوت ثم نجد النقيض في نفس الكتاب حين يقول إن الجنود قد سمعوا الصوت ولم يرو النور وهذا تناقض واضح في نفس الكتاب وهوه ما ينطبق على الإنجيل أيضا، ولو سلمنا بأن الروح القدس هي التي كانت تكلم أصحاب الأناجيل الأربعة فمن المفروض أننا لن نجد تناقضات بينما ما دون في كل إنجيل، زد على ذلك الفراغ الكبير الموجود في حياة عيسى عليه السلام في الإسلام مثلا كل ما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم مبين بتفاصيله حياته سيرته، صحابته وغزواته وغير ذلك لا نحس بأن هناك فراغا في حياته، أما المسيح فإننا نجد في حياته فراغا كبيرا طفولته مثلا ليس هناك أي شيء يحكى عن هذه الفترة من حياته، اكتشفت من خلال تجربتي أيضا أن التنبؤات التي يدعون أنها تأتيهم من عند الله لا وجود لها كل شيء يرجعونه إلى الروح القدس، وانطلاقا من هذه الملاحظات تأكدت أن الروح القدس لا وجود لها·         
من جانب آخر كان هناك سؤال يؤرقني أيضا لماذا لما كنت جاهلا بالمسيحية وكنت مسيحيا بالاسم فقط كان الله يتعامل معي بقوة ولما لدي أصبح لدي علم بالإنجيل وأصبحت مسيحيا متدينا لم يعد الرب يتعامل معي ومع الوقت استنتجت بأن الشيطان قد استغلني لفترة ولما ضمن أنني قد أضعت طريق الحق تركني ووجدت نفسي وحيدا بعد أن زال عني ذلك السلام الذي كنت أعيشه هناك آية في الإنجيل تقول (ليس كما يعطيكم العالم أعطيكم أنا بل أعطيكم سلاما)، ولكن من خلال تجربتي أقول بأنه سلام مزيف يعيشه الإنسان في السنوات الأولى فقط ولن يجد في النهاية إلا المعاناة، أنا شخصيا عشت خلال آخر سنة لي في النصرانية أسوأ أيام حياتي ندمت كثيرا لأنني عرفت هذه الديانة وبحثت فيها لم أستطع الإكمال فيها ولا الرجوع عنها·
فهمنا عدم قدرتك على الإكمال في المسيحية بسبب الاستنتاجات التي خرجت بها لكن ما الذي كان يمنعك من الرجوع عنها؟
لأنني كنت أكره الإسلام كونوا لدي صورة سوداء عن الإسلام، وهذا ما يجعل الكثير من الإخوة الذين تنصروا يتجهون إلى الإلحاد وقليلون جدا هو من يعودون إلى الإسلام وأنا كنت من الذين عادوا والحمد لله·
للتواصل مع محمد عباش:

هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
يتبع -----------------------------------------------

7 هكذا عدت من عالم الظلمات إلى نور الحق والقرآن
7 "تجربتي في النصرانية عرفتني بحقيقة الإسلام"
7  هذه نصيحتي الخاصة للشباب الجزائري
يصل محمد عباش في آخر حلقة من حواره مع (أخبار اليوم) إلى آخر مرحلة من حياته في النصرانية والتي عاش خلالها معاناة كبيرة بعدما أصبح يشك في الدين الجديد أيضا، ويروي ضيفنا في الحلقة السابعة والأخيرة من الحوار المطول الذي جمعنا به كيف عاش عامه الأخير في النصرانية  تتقاذفه الشكوك فيقف عاجزا عن حسم الأمر واتخاذ القرار الصائب إلى أن هداه الله إلى الإسلام، ويخطط عباش اليوم لاستغلال تجربته من أجل كشف حقيقة النصرانية ومحاربة المنصرين وكشف أهدافهم·

* مررت بأيام صعبة بعدما بدأ الشك في النصرانية أيضا ألم تفكر في الاتجاه إلى الإلحاد كحل يريحك من هذه الحالة؟
- بكل صراحة كنت أفكر في ذلك ولكن عقلي لم يكن يتقبل الفكرة هناك الكثيرين وصلوا إلى الإلحاد فعلا ولكنني شخصيا لم أتقبل ذلك لأنني كنت أؤمن إيمانا كاملا بوجود الله، ومشكلتي أنني ضعت بين تلك الشبهات التي كانت تثار حول الإسلام والتناقضات التي كانوا يدعون وجودها في القرآن·
* متى قررت وضع حد لحياتك في النصرانية لتعود إلى الإسلام؟
- في الحقيقة هذا القرار لم يأت صدفة بل سبقته الكثير من المقدمات، كان ينتابني شعور غريب اتجاه كل ما له علاقة بالإسلام مثلا عندما أسمع الأذان وأرى المصلين وهم يدخلون إلى المسجد أشعر برغبة شديدة في الدخول معهم والصلاة إلى جانبهم مع أنني كنت أكره الإسلام، كان ذلك المشهد يذكرني بحياتي قبل اعتناق المسيحية لما كنت أذهب لأداء الصلاة في المسجد كان هذا الشعور يثير الشك في نفسي ويطرح ألف سؤال وسؤال، هل أنا على صواب؟ لماذا يقتنع كل هؤلاء بالإسلام وأنكره أنا؟ هل أنني أفوق الجميع ذكاء وفطنة حتى أكتشف الحقيقة ويغفل عنها غيري؟ كان رأسي يعج بالأسئلة التي لم أجد لها أجوبة فتوجهت إلى عجوز مسيحية وأخبرتها بما أشعر به فقالت لي بأن الشيطان هو من يوهمني بكل هذه الأفكار حتى يعيدني إلى الظلام الذي كنت أعيش فيه حسب منظورهم، أقنعني كلامها فقررت ألا أفكر في الموضوع مجددا لكنني وجدت نفسي أفكر فيه مرغما ولم أرتح إلا بعد عودتي إلى الإسلام·
* لماذا اخترت الإسلام وأنت تكرهه؟
- عدت إلى الإسلام لأنه الحل الوحيد الذي بقي أمامي لا أعرف غيره، كان هذه الفكرة الأولى التي بدرت إلى ذهني وأنا أبحث عن حل يريحني لكنني تأكدت فيما بعد أنه مهما ابتعد الإنسان عن الإسلام فسعود إليه يوما لأن المسلم مهما راودته الشكوك فبداخله هناك يقين، أما في المسيحية فالأمر يختلف تماما لأن هناك يقين ظاهري وبالداخل شكوك لا تنتهي، وقرار عودتي إلى الإسلام في الحقيقة كان عشوائيا لم أفكر في شيء ذهبت إلى الوالد وسألته عن وقت آذان الفجر وكان في نيتي أن أصلي علي أجد حلا للحيرة التي كنت فيها فقال الوالد لماذا تسأل أجبته أني أريد الصلاة فقال لي اذهب الآن واستحم ولنذهب سويا إلى المسجد، دخلت إلى المسجد وصليت ركعتين ثم عدت إلى البيت وعاودت الذهاب إلى المسجد لصلاة المغرب، لا أستطيع أن أصف لك شعوري وأنا أقف وسط المصلين وأسمع صوت الإمام يتلو الإقامة لم أشعر في حياتي بهذا الشعور مع أنني كنت أصلي قبل اعتناقي المسيحية، لكنني فيما بعد فهمت سبب هذا الشعور فهمت أنني قد عرفت أمام من أقف عرفت أنني أقف أمام الله الذي يستحق العبادة حقا، في المسيحية نصلي على وقع أنغام الغيتار ويقولون إن الله حاضر معنا، المهم أكملت الصلاة وعدت إلى المنزل ونمت تلك الليلة على صوت القرآن واستيقظت في الصباح مسلما، مسحت تلك الخمس سنوات من حياتي وكأنني لم أعشها، ولكن بعد عودتي إلى الإسلام لاحظت الكثير من المظاهر التي تشوه صورة الإسلام وقد تنفر أي شخص تائب وعائد إلى الإسلام·
* ماذا تقصد؟
- أقصد أن هناك تصرفات تصدر من بعض الأشخاص تنفر الناس من الإسلام لأن من لا يعرف الإسلام سيعممها ويحسبها سلوكات أشار بها الإسلام وصفات يتميز بها جميع المسلمين لاسيما إذا رأيت مثل هذه المظاهر في المساجد، مثلا في أول أيام رمضان الماضي لم تمر مدة طويلة في ذلك الوقت على عودتي إلى الإسلام، كنت عازما على الإكثار من العبادة وتعويض ما فاتني خلال الخمس سنوات التي مضت خصوصا وأنني قد اعتنقت المسيحية أيضا أياما قليلة قبل رمضان لسنة 2009، المهم ذهبت إلى المسجد مساء فوجدت جماعة من الإخوة الذين يعرفون بالتكفيريين يرفعون السكاكين في وجه الإمام ويتهمونه بالكفر ويطالبونه بمغادرة المسجد وتركه، وعدت لأداء صلاة الفجر في اليوم الموالي فوجدتهم يقيمون الصلاة لوحدهم بينما يصلي الجميع وراء الإمام، موقف آخر حصل معي شخصيا دخلت مرة إلى مسجد بمنطقة تقصراين فالتقيت بصديق لم أره منذ مدة وما إن رآني أدخل المسجد حتى خاطبني متعمدا رفع صوته لإضحاك الناس قائلا: (عدت إلى الإسلام؟ هل اغتسلت قبل أن تأتي إلى المسجد؟)، أحرجني الموقف كثيرا لكنه لم يثنني عن عزمي لأنه من يهده الله فلن يزعزع إيمانه أحد·
* أنعم عليك الله وعدت إلى الإسلام ألا تتذكر اليوم من كنت سببا في تنصرهم ألا تشعر بتأنيب الضمير؟
- بلى نوعا ما، لكنني أعود وأقول إنني كنت مسيحيا كنت مقتنعا بهذه الديانة وكان كل همي أن أكون سببا في هداية غيري كما اهتديت أنا إلى الحقيقة، ومع ذلك لن أدع الحال على حاله بعد أن هداني الله أنا الآن أحاول الاستقرار بنفسي أولا لأنني عدت إلى الإسلام من فترة قصيرة، لكنني طبعا أريد الالتقاء مجددا بكل من كنت سببا في تنصره فلربما أكون سببا في عودته إلى الإسلام·
* ما الحل في رأيك حتى لا يقع غيرك فيما وقعت فيه؟
- من أكثر الأسباب التي أدت إلى تنصير المئات من الجزائريين هي تلك الشبهات التي تثار حول الإسلام والقرآن الكريم خاصة لذلك فلا بد من تصحيح هذه الشبهات وتوضيح الحقيقة للناس، وفي رأيي لابد من القيام بمناظرات مع المسيحيين بشرط أن يتفقه شيوخنا في الدين المسيحي وأن يكونوا على علم بالمعتقدات المسيحية حتى لا يكون جهلهم بالنصرانية نقطة ضعف يستغلها خصومهم، الطريقة التي كان يستعملها أحمد ديدات رحمه الله هي من أروع الطرق التي كشفت ضلال المسيحيين وجهلهم، لأنه كان يعتمد على التناقضات، وليس هناك أقوى من التناقضات لتحطيم أية ديانة، يجب أن نواجه المسيحيين بإنجيلهم وعندما يتأكدون من حجم التناقضات التي يحتويها هنا نظهر لهم القرآن الكريم الذي سيصحح جميع معتقداتهم الخاطئة، ولكن للأسف دعاتنا وشيوخنا لا يعطون هذا الجانب حقه·
* عشت في النصرانية خمس سنوات وعرفت خباياها واستطعت اكتشاف تناقضاتها هل لديك مشروع وأنت اليوم مسلم للعمل في هذا المجال؟
- في الحقيقة هذا الأمر ليس من اختصاصي، ولكن أريد فعلا إرجاع الناس إلى الإسلام، هناك الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم لازالوا مسيحيين حبذا لو أستطيع إعادتهم إلى الإسلام، لكن الكنيسة اليوم تحاربني لأنني أسلمت، هم يشيعون داخل الكنيسة أنني كنت مسلما وادعيت اعتناق المسيحية تارة وأن الإسلاميين قد هددوني أو دفعوا لي مالا لأعود إلى الإسلام تارة أخرى هم يعملون ما بوسعهم لتشويه صورتي كل هذا من أجل أن يمنعوا تأثيري على غيري من المسيحيين، يحاولون قطع صلتي بجميع من كنت أعرفهم في الكنيسة حتى لا أؤثر عليهم، اكتشفت حقا أن المسيحيين لا يورونك الوجه الحقيقي إلا إذا عدت إلى الإسلام، لكن كل هذا لا يثنيني أريد أن أبدأ العمل في الميدان لأن دوري ليس حضور حصة والكلام فيها أو سرد تجربتي في حوار صحفي ينشر في الجرائد ليس هذا هدفي·
لكن الحوار بإمكانه أن يصل إلى آلاف الناس ليكشف الهم الكثير من الحقائق التي يحاول البعض تعتيمها·
لكنه لن يقنع المسيحي كوني على ثقة من ذلك، أنا كنت مسيحيا وأستطيع الكلام في المسيحية لذلك أريد العمل في الميدان حتى لا يكون كل ما أقوم به مجرد سرد لتجربة قد يستفيد منها البعض ولكن هذا لا يكفي، لا يجب أن يقتصر دوري على ذلك·
* هل ترى نفسك قادرا على خوض مناظرة؟
- ليس بالمعنى الحقيقي للمناظرة، أنا لست أحمد ديدات، ولكن الأمر الذي يمكن أن أفيد به هو علمي بالمسيحية لما أتكلم مع مسيحي أو مع قس أستطيع مواجهته ومجاراته لأنني على علم تام بكل تفاصيل الديانة المسيحية لن أقول إنه بإمكاني أن أعيده إلى الإسلام ولكن على الأقل أستطيع أن أجعله يشك ويعيد النظر في اعتناقه للمسيحية·
* في الأخير ماذا يمكن أن تقول عن تجربتك في النصرانية؟
* ارتكبت خطئا فادحا بخروجي عن الإسلام،  ولكن بفضل الخمس سنوات التي عشتها في المسيحية عرفت الإسلام على حقيقته عرفته بوجه آخر لم أكن أعرفه من قبل، كنت مسلما تقليديا قبل تنصري أما الآن فقد عرفت الإسلام بصورة مختلفة بالكامل، الحمد الله اهتديت وأسأل الله أن يغفر لي ولكن بصراحة لو عدت بالزمن إلى الوراء ما تركت الإسلام يوما·
للتواصل مع محمد عباش: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته