جزء ثاني :زين العابدين يكشف عن أساليب جديدة للتنصير في الجزائر

السبت, 14 مارس 2015

* جهود القساوسة لإعادة زين العابدين إلى المسيحية لم تفلح
* زين العابدين: تنصّرت لأني لم أقرأ القرأن الكريم، وعدت إلى جادة الصواب

قصته غريبة مع الإسلام والمسيحية، انساق وراء موجات التنصير ليكون أحد ضحاياها وقبع في غياهب التثليث مدة 5 سنوات، إنها قصة زين العابدين غرابي من ولاية المسيلة التي بدأت قصته وهو في سن العاشرة، عندما بدأ أخ زين العابدين مراسلة إذاعة مونتيكارلو الدولية التي تدعو إلى التبشير والنصرانية، والتي كانت بدورها ترسل إليه كتبا تدعو إلى النصرانية وعبادة الصليب، كان زين يطالعها معه بحكم حب القراءة، تطور هذا الفكر عنده بالرغم من أنه اعتبره في ذلك الوقت مجرد فضول طفولي لكنه فيما يبدو كان فضولا خطيرا، ليصبح عقيدة يؤمن بها ويمارس طقوسها غير أن الله عز وجل منّ عليه بلطفه وهداه، فاعتبر أن من واجبه كمسلم أن يروي قصته مع النصرانية ومع المسيحيين الجدد في الجزائر والذين كانوا إخوة له في الإيمان كما يقولون، لكنه عارض أنهم مؤمنون حقا وأنهم مصدقون لما بين أيديهم من التوراة والإنجيل، التقينا بزين العابدين وكان لنا معه هذا الحوار·
حاورته: حسيبة موزاوي

- بداية من هو زين العابدين غرابي؟
* بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، أنا شاب في الـ 28 من عمري من ولاية المسيلة وأعمل حاليا (مهندس كيمياء) في شركة خاصة لصناعة الألمنيوم·

- كيف كانت علاقتك بالإسلام قبل أن تخوض تجربة التنصير؟
* العلاقة كانت سطحية كمعظم شباب هذه الأيام فلا أعرف من الإسلام إلا ما درسناه في التعليم، والظاهر أني كنت أحكم عليه من خلال الصورة التي انطبعت على سلوكات المسلمين الظاهرة،  فما نراه من الناس من كذب ونفاق وقتل وتجريم وتكفير وتحريم كله ينسب إلى الإسلام، هذه الأمور تترك حتى المسلم الجاهل بدينه يصدق أن هؤلاء يمثلون حقا الإسلام·

- تركت الإسلام واعتنقت المسيحية ما الذي قادك إلى البحث في دين غير الدين الإسلامي؟
* كما قلت سابقا، لم أجد الراحة في الإسلام الذي كان هؤلاء يبثونه لنا ويعبرون عنه فصدقتهم لجهلي وإسرافي في أمري، وأيضا أثرت عليّ كثيرا حادثة فقدان أبي رحمه الله، حيث أن مبدأ النصرانية يقوم على محبة الأب السماوي لأبنائه -حسب ما يعتقدون- هذه المحبة الأبوية جعلت من قلبي يتجه للنصرانية وتتغلب على عقلي فلم أعد أرى إلا السلام والمحبة والأمان في هذا الدين الجديد وقد طال بي الأمد حتى فهمت أن هذه النظرية الخبيثة هي أكبر كذبة في التاريخ·

- قلت إنك كنت في سن 10 عندما بدأت تقرأ الكتب التنصيرية سؤال ربما يطرحه الكثير ممن اطلع على قصتك كيف تمكنت من فهم محتوى هذه الكتب وكيف كان لها هذا التأثير عليك وأنت في سن صغيرة؟
* نعم بدأت الاطلاع على الكتب النصرانية والإنجيل بعهده الجديد بداية من سن العاشرة وهو نفس العام الذي توفي به والدي رحمه الله وذلك عن طريق المراسلة والاستماع إلى إذاعة مونتيكارلو الدولية، أما عن الفهم فتلقين النصرانية لا يتم بطرق عقلية إنما يتجه اتجاه العاطفة والقلب دون التطرق إلى المسائل العقائدية المعقدة الموجودة في الكتاب المقدس، كما أن رسائلهم المشفرة بسيطة للغاية لأنهم يخاطبون الأمي قبل المتعلم والجاهل قبل المثقف، وكما قلت سابقا حالتي النفسية في ذلك الوقت كانت مهيئة لاستقبال هذا الكم الكبير من المحبة الأبوية والرحمة الإلهية كما يزعمون·

- لحد الآن كان الأمر مجرد فضول وانجذاب طفولي لكن كيف تطور وأصبح اقتناعا عقائديا؟
* كبرت وكبر معي هذا الفضول ليصبح اعتقادا راسخا خاصة في مرحلة الجامعة وبدأت أعرف أكثر عن ما يكتبونه وينقلونه عن النصرانية الضالة وكنت أشاهد العديد من الحلقات والبرامج التي تبث مثل هذه السموم على القنوات الفضائية كسات سبعة وقناة معجزة وهي قنوات موجهة بشكل كبير للمسلمين وخاصة الجزائر وأرقام القساوسة ومراكز المشورة في الجزائرلا تكف عن الظهور عبر شاشاتها فقررت الاتصال بهم رغم أني كنت مترددا في ذلك الوقت ليس بسبب عدم اقتناعي بالنصرانية والعياذ بالله بل بسبب الخوف من التغيير·

- كيف كانت تجربتك خلال هذه الفترة؟
* كانت التجربة قبل الإسلام مليئة بالشك والحيرة وعند تنصري واتباعي لهواي شعرت براحة نفسية كاذبة خاطئة قادتني إلى دوامة أخرى من الحيرة والخوف والبحث، إلى أن وجدت الله فمن وجد الله وجد كل شيء ومن خسر الله خسر كل شيء والحمد لله على نعمة الإسلام التي تتفق مع فطرة الإنسان·

- كيف كان شعورك عندما تركت الإسلام؟ وكيف كان رد فعل الأسرة والمجتمع حيال ذلك؟
* لا أخفي عليك أختي الكريمة أنى شعرت في بداية الأمر بالفرح خاصة وأنني وجدت الكثير منهم يدعمونني ويسألون عني ويهتمون بي لكن الشعور تحوّل فيما بعد إلى تعب الشك وآلام الصراع الداخلي بين الإسلام والنصرانية وبين عبادة الله الواحد وهو من فطرة الإنسان وبين اتباع الضلال والآلهة الثلاثة المتحدة وهو من هوى النفس، أما عن الأسرة فأنا لم أخبرهم وساعدني في ذلك بعدي عنهم، أما المجتمع فمنهم من تقبل الأمر ومنهم من خاصمني لكني لم أجد ناصحا ولا دالا للطريق الحق وليس من عادتي الاهتمام بآراء الناس حول شخصي·

- ماهي التناقضات والخبايا التي اكتشفتها في المسيحية طوال مدة تنصرك؟
* من خلال مكوثي في كنيسة ورقلة البروتسنتية ومن خلال ملاحظاتي حول المتنصرين هناك، لم أكن أرى الإيمان الحقيقي في أغلبهم بل أرى كراهية الإسلام، لم أر تلك المحبة التي يتكلمون عنها وذلك الرابط الأخوي بينهم، وقد رأيت ذلك بأم عيني وعلمت من تصرفاتهم وأقوالهم، ومن ناحية أخرى فإن تعمقي في قراءة الكتاب المقدس وتفسيره ومطالعة العديد من الكتب المسيحية (حيث كنت أقرأها وألخصها وأقدم تقريرا عنها) أدى إلى زعزعة إيماني بالمسيحية، لقد خفت على إيماني وأردت التمسك بالشيء الوحيد الذي أملكه، رغم شكوكي واطلاعي وتأكدي، لكن نفسي فضلت المعاندة ولم أصدق أنني على خطأ فأردت الراحة والابتعاد، والنصوص كثيرة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد رغم التحريفات التي طالته تدل دلالة قاطعة على أن الإسلام هو الدين الحق وأن الله لا إله إلا هو ومحمد رسول الله·

- كيف قررت العودة إلى الدين الاسلامي؟
* لم يأت القرار فجاة إنما هي خمس سنوات من البحث عن الحق والمقارنة ومد وجزر، لكن الخاتمة كانت في العاصمة والحمد لله أن هداني وأنار قلبي في تلك الليالي الثلاث في مشروع سكني في بلدية تقصرين حيث كنت أعمل، علمني الله أن المحبة الحقيقية هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله عز وجل وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، هي أن يطاع الله فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر تعلمت أنه ربي وإلهي والقادر على كل شيء، فهمت أني عبده وابن عبده وابن أمته، علمت أنني أنا العبد وهو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الذي لم يمت ولم يقم من بين الأموات وأنه لا يموت، ونزع الله من قلبي الكبر والكبرياء وعلمني أنه هو القوي الجبار المتكبر، ربي إني أقررت بذنبي فلا تجعلني من الخاسرين، والحمد لله وحده وكان ذلك في شهر أكتوبر 2013، باختصار تنصرت لأني لم أقرأ القرآن وعدت إلى الإسلام لأني قرأت الكتاب المقدس·

- هل حاولوا إغراءك ماديا أو معنويا للبقاء في ديانتهم؟
* أنا لم أواجه مثل هذه الإغراءات لكن ربما تكون بشكل غير مباشر وذلك لحاجتي الشديدة للعمل كما هو حال كل من يتخرج من جامعاتنا الجزائرية فقد عرضوا عليّ الوساطة (المعريفة) من أجل ريجاد عمل يناسبني، أما عن الاتصالات الهاتفية فهي لم تتوقف خاصة من قس عنابة الذي حاول بكل مايستطيع من أجل عودتي للضلال لكن والحمد لله، إن أراد الله الهداية لعبده فلا مضل له ولو اجتمعت شياطين الإنس والجن·

أساليب جديدة··
انتظرونا في الجزء الثاني وسيكشف فيه زين العابدين عن أساليب التنصير الجديدة خاصة في الجامعة والصحراء وتبني أطفالا لا آباء لهم وشرائهم من أجل تكوين مجتمع مسيحي بالولادة وغيرها من الملفات الساخنة···

تابع -----------------

زين العابدين يكشف عن أساليب جديدة للتنصير في الجزائر

منظمات تنشط من أجل تضليل الطلبة في الجامعات الكبرى
شراء أطفال مجهولي النسب من أجل تنشئتهم على النصرانية

المد التنصيري يزحف إلى الصحراء الجزائرية

بعد خمس سنوات في ظلام النصرانية زين العابدين يعود إلى نور الإسلام، يتابع قضية التنصير في الجزائر ويكشف عن أسرار التبشير الخبيث الذي يعتمد أجندة خفية سياسية وربما أكثر من سياسية، رجال متمرسون في تأليف الأكاذيب عن الإسلام، يرتبطون بمنظمات لها مشاريع كبرى على مستوى العالم، ولهم إيمان يقول إن أحداثا يجب أن تقع حتى يظهر يسوع ثانية، وإن لم تحدث تلك الكوارث تلقائيا نراهم يعملون سرا على تحقيق تلك التنبوءات، خاصة التي ذكرها كتابهم المقدس·

حاورته: حسيبة موزاوي
زين العابدين في الجزء الثاني من الحوار يتحدث عن أساليب تنصيرية جديدة في الوسط الجامعي، فبالرغم من المستوى الثقافي فإن فئة الطلبة أكثر عرضة من غيرها إلى هذه الظاهرة، بالإضافة إلى زحف المد التنصيري في الصحراء الجزائرية بعدما كان النشاط موجها إلى منطقة القبائل، وقضية تبني أطفال لا آباء لهم وشراؤهم لخلق أقلية أو جالية بروتستنتية كما هو مكتوب في وثائق الكنيسة، ومن أجل تكوين نشء نصراني وملفات أخطر سنكتشفها معا في هذا الحوار·

- بعد عودتك إلى الدين الإسلامي هل تابعت قضية التنصير في الجزائر؟ -  
- خالط الناس أربعين يوما تصبح منهم وأنا خالطتهم خمس سنوات فأصبحت أعرفهم وأعرف كيف يفكرون وكما كنت أنشر ضلال النصرانية من قبل أليس من المنطق أن أعوض الخطأ بالثواب ؟هذا واجب كل مسلم، لقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا)، فمن واجب المسلم أداء الأمانة بإيصال رسالة الإسلام إلى هؤلاء الذين لا يفهمونها، أنا لست داعية ولا علامة لكنني أحاول بقدر علمي بهؤلاء وجهدي أن أصل إليهم وإلى قلوبهم علّ الله عز وجل يهديهم فباب التوبة دائما مفتوح، حاولت أن أنسق مع الأساتذة والمهتمين في الجزائر لكن الظاهر أنهم لا يهتمون إلا بالندوات واللقاءات الفارغة والحديث الذي لا طائل منه فتعبت منهم وتعبوا مني· ولأن النصارى يبثون سمومهم عن طريق الإعلام فقد قصدت هذا الأخير لأصطدم بأنهم لا يهتمون بهده القضية لأن لهم اهتمامات أخرى تخص الغناء والرقص والأفلام ولا أنسى هنا شكر جريدتكم المحترمة على هذه الفرصة لإيصال رسالتي· أما الآن فإني أحاول عن طريق الهاتف والأنترنت مع الذين أعرفهم من النصارى لافتقاري للوقت والمال بسبب العمل، والحمد لله فقد هدى الله أربعة من المتنصرين الذين عرفتهم في الستة أشهر الأخيرة·
-  ماهي أساليب التنصير الجديدة خاصة في الجامعة والصحراء؟
- المعلوم أن التنصير في أي بلاد يتم عن طريق مراحل وقد بدأ التنصير في بلادنا موجها إلى منطقة القبائل ليس حبا في سكان هذه المنطقة بل لأغراض سياسية خبيثة تبحث عن أقلية غير مسلمة عنصرية من أجل إحداث مشاكل داخلية ربما تصل إلى حد التقسيم ولما لا، أما المرحلة الثانية والتي بدأت في النصف الثاني من العشرية السابقة فهي تستهدف المناطق الغربية والجامعة والصحراء خاصة· ففي الجامعة توجد منظمة تجمع الطلبة المسيحيين وهي تنشط من أجل تضليل الطلبة خاصة في الجامعات الكبرى كعنابة وبجاية وقسنطينة وتيزي وزو والعاصمة ووهران، من أجل رنتاج متنصرين مثقفين قادرين على الدراسة والتلقين، وقد يعتقد البعض أن التأثير طفيف لكن هذه الفئة أي الطلبة هي الأكثر قابلية للتنصير نظرا للحرية المفرطة في الجامعة وتميع أغلب الشباب في هذه الفترة، الأساليب تتمثل في نشر المنشورات سواء الداعية إلى النصرانية أو الطاعنة في الإسلام والدعوة إلى الحوار الذي يكون فيه الطالب النصراني عادة هو الغالب والمقنع والصحيح حسب نظر هؤلاء الجاهلين بالإسلام الحق· قضيت أربعة أشهر كتلميذ في كنيسة ورقلة الكنيسة البروتستنتية الوطنية الموجودة في شارع سوق الحجر وسط مدينة ورقلة)، لاحظت خلالها مدى تمدد خطر التنصير في الجزائر ككل، فرغم أنها منطقة محافظة إلا أن الإقبال على الضلال كبير (رجالا ونساء) حتى أنه كان هناك متنصرا بلحية وقميص سلفي لكنه كثيرا ما يتردد على الكنيسة·
التنصير في الصحراء الجزائرية يشمل أغلب الولايات مثل ورقلة وبسكرة والواد وغرداية وتمنراست فإن لم تكن هناك كنيسة قائمة مثل ورقلة عوضتها الكنائس البيتية غير المرخصة في نشر الأكاذيب عن الإسلام والتضليل عن النصرانية، من منشورات وسيديهات توضع في مقاهي الأنترنت خفية· المعلوم أن المنصر لا يقرأ كتابه (الكتاب المقدس) و لايعتمد عليه في التنصير لأنه لو فعل ذلك لكان داعيا إلى الإسلام بطريق غير مباشر، إنما يعتمد على استهداف العاطفة والقلب والتحدث في الأمور المثالية الخيالية والمحبة غير المحدودة التي جاء بها يسوع ويعتمد في أغلب الأحيان أسلوب المقارنة والتصوير حيث يقارن بين الفرد المسلم والذي للأسف لا يمثل الإسلام في أغلب الأحيان وبين النصراني الذي يعتمد في حياته على المعاملة الحسنة·
- فيما يخص قضية تبني الأطفال غير الشرعيين وشرائهم ما تعليقكم حول هذه النقطة؟ كيف يتم ذلك وما الهدف منه؟
- يعتمد المنصر قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) ولأن التنصير في الجزائر ليس الهدف منه إلا زيادة عدد المتنصرين لخلق أقلية أو جالية بروتستنتية كما هو مكتوب في وثائق الكنيسة ومن أجل تكوين نشء نصراني فإنه يتم شراء هؤلاء الأطفال من النساء اللواتي غرر بهن وخاصة في بجاية وتيزي وزو ووهران، ويتم ذلك بطريقة سرية حتى أن المرأة المسكينة لا يخبرونها بأنهم نصارى وأن ولدها هذا سيتربى على النصرانية· والغريب أختي الكريمة أن معظم المتنصرين في الجزائر المتزوجون منهم مصابون بالعقم كأن الله عز وجل يريد قطع نسلهم من أرض الجزائر الحبيبة·
-هل هناك ملفات أخرى تريد طرحها أو كشفها فيما يخص قضية التنصير في الجزائر؟
- التنصير في الجزائر هو من الأبواب الرئيسية لعودة الاستعمار وهذا أمر معروف، لا أريد طرح ملفات لأن أغلبها سرية ما أريده هو طرح تساؤلات للمسلمين وخاصة المهتمين بهذا الموضوع من أساتدة وشيوخ ودعاة من جهة وإلى وزارة الشؤون الدينية التي تعطي الترخيصات لهؤلاء بل وتمدهم بالعدة والعتاد تحت ضغوط لا أعلمها· إلى الدعاة، إن كنتم مهتمين بإخوانكم الذين يتنصرون فمتى تتركون القاعات المكيفة لإلقاء محاضراتكم وتذهبون إلى هؤلاء وتسألونهم عن أسباب تنصرهم وعن مشاكلهم وتحاولون تبيان الإسلام الحقيقي الذي تمثلونه، هؤلاء في حيرة من أمرهم، هؤلاء لا يحتاجون إلا من يوجههم ويرشدهم وبما أنهم وجدوا المضللين متحمسين لنشر ضلالهم فهم في ضلال حتى يأتي من يرشدهم إلى نور الله بإذن الله· أما الوزارات المعنية فهي تهمل قانون أن الإسلام دين الدولة وتهمل قانون تجريم التنصير، فالكنائس البيتية وغير المرخصة في الجزائر أكثر بكثير من الكنائس المعتمدة وهم يعلمون ذلك ولا يتحركون ولا يواجهون، وكما قال لي قس عنابة في وقت من الأوقات (الدولة لا تخاف منا ولا تعتبرنا تهديدا إنما تخاف من المسلمين الملتزمين)·
- بعد التجربة التي عشتها هل تعتقد أن ظاهرة التنصير في الجزائر لا تعدو كونها موجة عابرة لا تستوجب كل هذا القلق؟ أم أن المسألة تتعلق باستلاب ديني قد نلمس نتائجه المباشرة على المدى القريب؟
- ليس من سمع كمن رأى، قد يعتقد البعض أني أهول الأمر وأن لا تنصير في الجزائر، لكن من خلال ما عشته أرى أن التنصير قد يكون من أكبر الأخطار والمكائد التي تهدد أمن الجزائر وشعبها المسلم، أن هذا الحماس الكبير من أجل نشرها هنا (النصرانية) والدعم غير المحدود من الدول الخارجية كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والمؤتمرات الأسبوعية والشهرية التي تقام في كنائس الجزائر بحضور قساوسة جزائريين وعرب وأجانب ووجود مدارس لتكوين الخدام والقساوسة في الجزائر (مدرسة الرجاء تيموثاوس لتكوين الخدام في عيون الترك بوهران) والبعثات التي تتم إلى فرنسا والبرازيل ومصر ولبنان من أجل تكوين قساوسة جزائريين أهم شروطها إتقان اللغة العربية وأسلوب الحوار الممنهج، والعدد المتزايد للمتنصرين الجزائريين سواء كانوا من بلاد القبائل أو من العرب أو من الصحراء، والسكوت الرهيب لوزارة الشؤون الدينية حول هدا الموضوع رغم أن الحكومة تعلم هذا من خلال عيونها المدسوسة في الكنائس، كل هذا ألا ينذر بخطر هؤلاء؟
- ماذا لو تحققت أهداف هذه الجماعات التنصيرية أو التبشيرية على أرض الواقع هل يحتمل حدوث كارثة طائفية في البلاد؟
- هذا هو هدفهم، ولتعلمي أختي الكريمة أن الكنائس والمتنصرين في الجزائر لا يكفون عن بعث رسائل الشكوى والعنصرية والاضطهاد بغض النظر إن كانت صحيحة إلى الدول الخارجية وخاصة الولايات المتحدة والتي تدفع رواتبهم وإلى المنظمات الإنسانية العالمية والأقلية اليوم ستكبر غدا وليست الجزائر ببعيدة عن السودان في هذا المجال فالسبب الأكبر لانقسام أكبر دولة عربية مساحة هي تلك التقارير التي تثير الأحقاد بين الإخوة في البلد الواحد· فالضغط على الجرح يولد جرحا أكبر، هذه الخطة التنصيرية الخبيثة تضغط الآن على قاعدة (أنا أمازيغي وأنا عربي) (أنا مسلم وأنا مسيحي) هناك سيناريوهات كثيرة لإحداث شعلة من خلال هذه القاعدة لإحراق الجزائر عندما ننسى أننا كلنا مسلمون جزائريون ستحصل حرب لأسباب ترونها تافهة الآن·

- بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
- قال تعالى (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) صدق الله العظيم· اختم هذا الحوار بدعوة المتنصرين الجزائريين الضالين الى الله تعالى، ادعوهم إلى معرفة المحبة الحقيقية الموجودة في الإسلام وحده، ادعوهم إلى معرفة الخالق من خلال كتاب الله وسنة رسوله الكريم، ادعوهم إلى عدم تفعيل هوى النفس ومقارنة الإسلام بالمسلمين فكلنا نخطئ وكلنا نحب أن ننسب أخطاءنا إلى غيرنا، الإسلام شيء وبعض المسلمين شيء آخر تماما، وكما قال أحد العائدين إلى الإسلام بعدما رأى حال المسلمين (الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل المسلمين)·