الدكتور أشرف الوحش: الجزائر تستحقّ أن نكتب عنها

  • PDF

7 (لا وجود لفتنة بين المصريين والجزائريين)
7 (هذه خلفيات ما جرى بمناسبة تصفيات مونديال 2010)

قال الدكتور أشرف محمد الوحش الكاتب المصري صاحب كتاب (1000 معلومة عن الجزائر.. الأمّة التي أدهشت العالم) الحاضر في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر إن كتابته عن الجزائر جاءت عن قناعة نابعة من داخله بأن الجزائر بلد تستحقّ الكتابة عنه قائلا إن التاريخ الجزائري أغنى من التاريخ المصري حيث ذكر أنه بحث في مراجع عن التاريخ الجزائري تعود إلى 150 سنة خلت.
ذكر الكاتب أشرف محمد في حوار خاصّ أجرته معه (أخبار اليوم) أن ما حدث بمناسبة تصفيات مونديال 2010 بين الشعب المصري والجزائري كان نتيجة خلفيات سياسية مفتعلة مؤكّدا أن العلاقة بين البلدين استعادت رونقها ولم يبق أثر للفتنة الكروية مشيرا إلى أنه رغم كلّ ماحدث إلاّ أن الشعبين انصهرا في كتلة واحدة وتجاوزا ما حدث.
حاورته: عبلة عيساتي

* هل لاقى كتاب (1000 معلومة عن الجزائر) نجاحا تجاريا في مصر؟
*** الكتاب تمّ عرضه في كلّ الدول العربية وليس في مصر فقط ولكلّ دولة خصوصية أمّا في مصر فهناك العديد من المصريين يحبّون معرفة تاريخ الجزائر. وللعلم أن الجزائر تعني لي الشيء الكثير ففي مصر لفت الكتاب الأنظار كما في بعض الدول العربية على غرار دول الخليج حيث أن هناك الكثير من الجزائريين يعيشون في تلك الدول ومن هنا أقول إن الكتاب (1000 معلومة عن الجزائر) لقي رواجا كبيرا ولفت أنظار الجالية الجزائرية المقيمة في الدول العربية.

* هل واجهتك عراقيل لدى طباعتك الكتاب بسبب ما أحدثته (فتنة مونديال 2010) من شرخ في علاقة الجزائر بمصر؟
*** أنا في تصوّري شخصيا أن الفتنة التي حدثت (مفتعلة) وكلّنا نعلم خلفياتها السياسية في ذاك الوقت بالذات وأنه كان هناك أناس يمنّون المصريين بالوصول إلى كأس العالم وأن هذا الأمر بالذات كان وراءه مكاسب سياسية عند بعض الأفراد هذا الأمر لم يكن يعني للشعب المصري شيئا من الشعب الجزائري والموضوع كلّه إعلام قام بإيصال الأمر إلى هذا الحدّ. وللعلم أن الكتاب صدر بعد هذه المرحلة وموضوع النشر شيء وما حدث في (أم درمان) شيء آخر انتهى هذا الموضوع في وقته. ويمكن القول إن المصريين إذا كانت كرة القدم تعني لهم شيئا كان هناك نوع من إثبات الذات وقد أثبته المصريون بفوزهم على الجزائر في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 في أنغولا وبذلك اعتبر الموضوع سجالا ولا يعتبر الفوز بتأشيرة التأهّل إلى كأس العالم بالشيء الضخم هذا من الناحية الرياضية. أمّا من ناحية الفتنة أوّلا الكتاب صدر العام الماضي فقط وبعدما استعادت العلاقات الجزائرية المصرية رونقها وحتى أن البعض اعتبروه نوعا من (التملّق) وأنا أقول إننا دار خاصّة لا نسعى إلى التملّق أو أيّ شيء آخر وهذا الكتاب صدر ضمن موسوعة تتكلّم عن علوم المعرفة وسأكتب بإذن اللّه عن كافّة البلدان العربية لكن التاريخ الجزائري أغنى -أنا لا أبالغ- من التاريخ المصري في هذه المرحلة.
* هل ترى أن الجزائر ومصر قد طوتا نهائيا صفحة تلك الفتنة؟
*** أنا لا أعلم لماذا أنتم تصرّون على تسميتها بـ (الفتنة) هذا كان شيئا (مختلقا) وفي النهاية من اختلق الموضوع انتهى يعني من افتعل الموضوع هو غير موجود الآن والأمر انتهى تماما. وهناك شباب جزائريون جيران لي في مصر يدرسون في الأزهر الشريف يعيشون في وسط المصريين ويتقدّمون حتى الصفوف الأولى في الصلاة لجمال أصواتهم الموضوع في تصوّري أنه لا وجود للفتنة مطلقا ونحن هنا في وسط الجزائريين هناك حبّ شديد وتعاطف كبير مع الشعب المصري وشعرت أنا بهذا التعاطف والودّ المتبادل بين الشعبين خلال زيارتي الثانية للجزائر.
* ما هو ردّك على القناة الفضائية التي وصفتك بـ (المتملّق) بسبب هذا الكتاب عن الجزائر؟
*** لن أردّ عليها لشيء بسيط جدّا وهو أن المتملّق له أسبابه وأنا لا أسباب لي نهائيا.
* هل ما كتبته عن الجزائر وما عرفته عن الشعب الجزائري وجدته خلال زيارتك للجزائر خلال الطبعة العشرين لمعرض الكتاب الدولي؟
*** أنا عندما كتبت عن تاريخ الجزائر كنت لم أزرها بعد وكنت خائفا خوفا شديدا لا أخفيه عنك إنني عندما أكتب هذا الكتاب وأزور الجزائر أجد ردود أفعال كبيرة هل وفّيت للشعب الجزائري حقّه؟ هل كتبت عنه بما هو لائق له؟ فكنت حريصا جدّا على أن أستطلع آراء القرّاء بحيث كنت أعطيهم أرقام هواتفي وصفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة آرائهم عن كتاب (1000 معلومة عن الجزائر) فكانت ردود الأفعال مشجّعة جدّا وجعلتني أشعر بالرضا بعد هذا الأمر.
* وجدنا في كتابك (1000 معلومة عن الجزائر) معلومات متنوّعة هل كنت على دراية بما كتبته من قبل أم اكتشفت الجزائر من خلال كتابتك عنها؟
*** لا بصراحة المصادر التي وفّرها الناشر وضع تحت يدي مصادر ومراجع نادرة جدّا لم تكن متوفّرة لدى أيّ أحد من قبل حتى أنها تعود إلى 150 سنة خلت حيث أنني خلال بحثي كنت أجدت أيّ معلومة في مرجع أطلبها منه لا يبخل عليَّ وكان يشتريها بمبالغ كبيرة جدّا لتوفير المرجع فكنّا نبحث عنه عند أصحاب المكتبات القديمة فتوفّرت لديَّ مادة دسمة ولم تكن هذه المادة متوفّرة من قبل لذا تركتني أكتشف أرض الجزائر وشعب الجزائر وكان اكتشافا بالنّسبة لي لأن معلوماتي لم تكن بشكل كامل لكن بعد اطّلاعي على هذه المراجع وهذه الكتب اكتشفت أن الشعب الجزائري لم يعطه أحد حقّه من قبل.
* خصّصت معلومات كثيرة للشيخ عبد الحميد ابن باديس ما سبب ذلك؟ وهل تعتقد أن تأثير جمعية العلماء المسلمين وصل إلى مصر؟
*** دائما أصحاب الشرارات الأولى هم من يتحمّلون عبئا ثقيلا جدّا فأنا تأثّرت به شخصيا وهو يدافع عن الهوية الجزائرية وعندها يكون هو النبراس. هناك أيضا الأمير عبد القادر لكن هو سابق لي لأنّي شعرت في الكتابة عن الأمير عبد القادر بأن خيال بعض النّاس جعله مثل الأساطير من خلال بعض الكتب والمؤلّفات خاصّة مؤلّفات ابنه (محمد). أنا أحبّ أن أخاطب العقل وأضع معلومة يصدّقها القارئ فعندما يقرأ المعلومة يصدّق ويعرف القيمة الحقيقية للشخص لذا حرصت على انتقاء المعلومة إلى جانب أن المصادر المتعلّقة بالشيخ عبد الحميد ابن باديس كانت كثيرة ومتنوّعة ولم تكن بالزمن البعيد خاصّة وأن جمعية العلماء المسلمين مازالت موجودة إلى حدّ اليوم. كما شعرت بأن عبد الحميد ابن باديس كان شرارة الجهاد خلال تلك الحِقبة وتصدّى للكثير هو وإخوانه ومنهم من كان حتى في فرنسا لذلك تأثّرت بشخصيته وقصيدته (شعب الجزائر مسلم) وافتتحت بها الكتاب لأنني تأثّرت بها كثيرا كما تأثّرت بالنشيد القومي الجزائري فختمت به لأنّي وجدته من أقوى الأناشيد القومية في العالم فكان التلحين من المسيقار المبتكر محمد فوزي وهذا وحده دليل على مدى إحساس الشعب المصري بإخوانهم الجزائريين. مصر لها طبيعتها الخاصّة وكلّ بلد له طبيعته مثلا في تركيا كان يوجد (سعيد النورسي) في فترة من الفترات أي أن كلّ بلد لديه خصوصياته وطبيعته مصر كان لديها الشيخ (محمد عبدو) وكان عقيلة تحمل ما بين التنوير والعلم نعتبر أن الشيخ عبد الحميد ابن باديس كان إقليميا وليس دوليا أي أن كلّ بلد لديه علماءه.
* كلمتك لقرّاء (أخبار اليوم) الجزائرية...
*** أقول وأنا أكتب عن الجزائر إنني عشقت الشعب الجزائري وبعد زيارتي للجزائر ازددت عشقا لها.