البروفيسور كمال بداري:نجاح الآل آم دي مرتبط بتوظيف المتخرجين

  • PDF

البروفيسور كمال بداري مدير جامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة لـ أخبار اليوم :
نجاح الآل آم دي مرتبط بتوظيف المتخرجين

* (كثافة التعداد البشري أثرت على مستوى التعليم)
* (لا يجب أن نُعطي ترتيب الجامعات أهمية أكثر من اللازم)

زارت (أخبار اليوم) البروفيسور كمال بداري مدير جامعة آكلي محند أولحاج بالبويرة الذي وهب حياته للعلم والمعرفة بمقر رئاسة الجامعة وجمعتها به جلسة علمية حميمية فبقلب مفتوح تحدث البروفيسور بداري ـ الذي سبق له تأليف ستة (06) كتب باللغتين العربية والفرنسية تخص (الآل آم دي) ـ عن العديد من المواضيع التي تهم الباحثين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي مُجيبا عن مختلف التساؤلات نترك لكم اكتشاف كل ذلك في هذه الفسحة الحوارية ..

أخبار اليوم : من هو كمال بداري؟
البروفيسور كمال بداري مدير جامعة البويرة أستاذ تعليم عالي منذ 1998 ابن مدينة بسكرة.. متحصل على شهادة مهندس دولة في الجيوفيزياء دكتوراه فلسفة في الرياضيات ودكتوراه دولة في الفيزياء والرياضيات. شغل سابقا منصب عميد لكلية العلوم بجامعة بومرداس لمدة 11 سنة ونائب رئيس الجامعة مكلف البيداغوجيا بهذه الجامعة لمدة 4 سنوات كما تولى إدارة مخبر بحث لمدة 15 سنة بذات الجامعة ويشغل حاليا منصب مدير جامعة البويرة له عدة مؤلفات منها 05 في الإختصاص و06 حول (الآل آم دي). رافق تطبيق (الآل آم دي) بالجزائر منذ 2004.
 
* بصفتكم خبيرا في نظام ليسانس ـ ماستر ـ دكتوراه (آل. آم. دي) وبعد الإجتماع الأخير الذي قامت به وزارة التعليم العالي كيف تقيمون هذا المسار؟
ـ إن التقدم العلمي والتكنولوجي للأقطاب الجامعية وخاصة منها الأمريكية أدى بمعظم الدول الحريصة على نموها الاقتصادي ودخولها للعولمة لمراجعة نظام تعليمها العالي وإدخاله في النظام الجديد مما دفع بالجامعة الجزائرية إلى مراجعة علمية لخارطة طريقها في انتظار ثمار هذا الاستثمار المنتظر منها والذي يُترجم خاصة بإشباع حاجيات القطاع الخاص والعام في جانب المهارات.
وعليه كان من واجب الجامعة الجزائرية عصرنة نمط تعليمها فالإصلاح ذكرنا بوجود عالم ليس بإمكاننا إنكاره ولا رفضه.
الإصلاح لا يمكن القيام به مرة واحدة بل يجب أن يميل إلى إصلاح نعدّله بصفة منتظمة هذا ما كانت تهدف إليه ندوة تقييم تطبيق (الآل آم دي) للنظر في مستقبل الإصلاح والميادين التي يجب أن نستثمر فيها بمعنى تحسين وتقوية الإصلاح فتوصيات هذه الندوة سيكون لها جوانب إيجابية جدُ هامة سترجع بالفائدة على حاضر ومستقبل الجامعة.
تجدر الإشارة إلى أن التكوين البيداغوجي للأساتذة سيلعب دورا هاما في تذليل العقبات التي رصدت خلال فترة تطبيق (الآل آم دي). ونجاح الإصلاحات يعتمد على مردودية محتويات العروض التي أتى بها الأساتذة المطالبين باستثمار فكري مستمر في هذا المجال فالأستاذ يعتبر المرافق والمرشد الحقيقي للطالب وهذا الذي يجب أن نعمل من أجله في المستقبل.

* هل لك أن تعرفنا بجامعة البويرة؟
ـ جامعة البويرة الفتية في تطور مستمر رُتبت في المرتبة الخامسة (05) وطنيا في مجال الرصيد العلمي الوثائقي. أغتنم الفرصة لأشكر الأساتذة الباحثين على نشاطاتهم ومثابرتهم في مجال البحث العلمي بشتى تخصّصاته. الطريق مازال طويلا ولنا أملٌ كبير أن تصبح جامعة البويرة من أفضل الجامعات الجزائرية والإفريقية بتضافر جهود الجميع. للجامعة عدّة اتفاقيات تعاون في مجال البحث العلمي مع القطاع الاجتماعي والاقتصادي وهيئات البحث العلمي الوطنية والدولية.

* ما رأيكم في عملية ترتيب الجامعات؟
ـ هناك نوعان من الترتيب ترتيب خاص بالسمعة وآخر خاص بالفعالية الأول يرتكز على نسبة رضا المستخدمين والثاني على عدد المقالات المنشورة وتأثيرها عموما الترتيبان اللّذان يشغلان أكثر الإعلاميّين هما: ترتيب (شنغهاي) Academic Ranking of World Universities وترتيب THES( The times higher education world university rankings) لترتيب الجامعة ترتيبا جيدا يجب أن تخضع للعوامل الثلاثة مجتمعة وهي: تجميع المواهب من طلبة وأساتذة التمويل وأخيرا استقلالية التسيير.
وعلى سبيل المثال جامعة هارفارد التي تضم 12 ألف طالبا ميزانيتها 30 مليار دولار سنويا أما جامعة كمبردج التي يدرس بها 15 ألف طالبا فميزانيتها السنوية 4 مليار دولار لا يجب أن نُعطي ترتيب الجامعات أهمية أكثر من اللازم فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لا يهمها ترتيب (شنغهاي) فالتقييم هناك يتم من طرف أكاديمية العلوم كل تخصّص على حدى يمكن أن يكون ممتازا في الرياضيات لكن ضعيف في الآداب إلى غير ذلك.
 
* ما هو ملاحظ في الجامعة الجزائرية بصفة عامة هو كثافة الطلبة في مستوى الماستر هل هذا يؤثر على مستوى الخرّيجين؟
ـ بديهيًا يصعب التوفيق بين تكثيف التعداد البشري في الماستر ونوعية التعلم بالرغم من أن ظاهرة تكثيف التعداد البشري ظاهرة اجتماعية والجامعة معنية بها. على مستوانا تبذل مجهودات كبيرة لتقديم نوعية تعلم تتماشى مع هذا الواقع وعليه أنشأنا لهذا الغرض خلايا لتقييم الجودة التي نعتبرها مسؤولية الجميع عناصرها الفاعلة تتمثل في سلوك الطالب مسؤولية الأستاذ مشاركة القطاع الاجتماعي والاقتصادي وإدارة الجامعة. بالفعل نسجل صعوبات لاحتضان هذه الرباعية لكننا نسعى بصفة إيجابية لجعل الجودة عملية  وهدف يجب تحقيقه من خلال القيام بتقييمات ذاتية باستمرار تكوين الموارد البشرية وإبرام اتفاقيات شراكة مع جامعات أو جمعيات أجنبية لها تجربة في هذا الموضوع.

* هل الجامعة تُغطي جميع التخصّصات بالتأطير البيداغوجي واللوجيستي أم هناك نقص في هذا الإطار؟
ـ يُدرّس بالجامعة أكثر من 100 تخصّص تتوزع على إحدى عشر (11) ميدان تكوين التأطير يقوم به أساتذة شبان كوّنوا بالجامعة الجزائرية. يسجل نقص في مجال التأطير خاصة في تخصّصات الرياضيات والإعلام الآلي لكن في المجمل يمكننا التعبير عن رضانا في هذا المجال. من ناحية التجهيزات العلمية جامعة البويرة تتوفر على رصيد هام في هذا المجال يرجع الفضل فيه إلى تجاوب الوزارة الوصية مع متطلباتنا.

* كيف ترون العلاقة بين الجامعة ومحيطها؟
ـ للجامعة اتصالات متعددة مع القطاع الاقتصادي والاجتماعي المبادرة التي قمنا بها هذه السنة والمتمثلة في المشاريع تحت الوصاية التي يلعب فيها الطالب والمؤسسة الاقتصادية دورا هاما في تنشيطها تعتبر خطوة إيجابية في طريق تعميق الإصلاحات وتسهيل الإدماج المهني لخرّيجي الجامعة وكذا إزالة الحاجز النفسي والتشاركي والتعاوني بين قطاعي التشغيل والتعليم يضاف لهذا الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها الجامعة والتي تمكن من حركية الأساتذة الباحثين في الاتجاهين.

* وماذا عن إدماج خريجي الجامعة في عالم الشغل؟
ـ إن نجاح (الآل آم دي) مرتبط بالإدماج المهني للخرّيجين فوجود قطاع توظيف فعال يتماشى واهتمامات الجامعة وكذلك تماشي الجامعة مع احتياجات قطاع التوظيف يعتبران مفتاح نجاح الإصلاح فعلى المؤسسة الاقتصادية الاستثمار في مجال الموارد البشرية لضمان تنميتها المستدامة وعلى الجامعة تلبية هذه الإستراتيجية إذن المعادلة يشترك فيها الطرفان.

* كثيرون يعوّلون على نجاح ( ل.م.د) في المجتمع الجزائري من أجل تخريج كفاءات تساهم في بناء وطننا الجزائر كلمة توجهوها إلى أسرة التأطير الطالب وإلى المجتمع ككل؟
ـ الحقيقة لا يمتلكها أحد وجامعة البويرة هي جزء من هذا فيجب أن نشارك الجميع في بناء جامعة البويرة من طلبة أساتذة باحثين وإداريين. إذن المؤسسة مؤسستنا المؤسسة مؤسستهم وعلينا الحفاظ عليها والرقي بها لتصبح جامعة البويرة من الجامعات الراقية في العالم إن شاء الله.
وفي الأخير أود وبالنيابة عن مصالح الجامعة أن أتقدم بالشكر إلى (أخبار اليوم) التي منحتنا هذا المنبر الذي سمح لنا برفع النقاب على بعض وجهات النظر حول بعض المواضيع التي طرحتموها.
حاوره: طيب جيلالي أمين