أناشد بوتفليقة إلغاء قانون الانتخابات الجديد

  • PDF

البروفيسور أحمد قوراية في حوار لـ أخبار اليوم :
أناشد بوتفليقة إلغاء قانون الانتخابات الجديد

ـ هذه مقترحاتنا لتخطي الأزمة المالية
ـ سعداء بفشل محاولة الانقلاب بتركيا

وجّه البروفيسور أحمد قوراية رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة رسالة صريحة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال حوار أجرته معه (أخبار اليوم) حيث طالبه بضرورة التدخل العاجل لإبطال قانون الانتخابات الجديد الذي قال أنه ضرب لحرية التعبير مشيرا إلى أنه في حالة ما إذا لم يبطل هذا القانون فإن ذلك من شأنه أن يولّد انفجارا في المستقبل يفقد الانتخابات مصداقيتها ويساهم في إفراغ السياسة من محتواها.. وقال البروفيسور قوراية أن حزبه متواجد في 43 ولاية بالإضافة إلى تواجده بالخارج عن طريق ممثلين..

حاورته: عبلة عيساتي

* بداية هل من نبذة عن شخصكم الكريم وعن الحزب وما مدى تقدمه ميدانيا وكم عدد مناضليه وما هي استعداداته لاستحقاق الانتخابات التشريعية لـ2017؟ وهل صحيح أنكم حزب بلا مقر؟
**البروفيسور أحمد قوراية أستاذ جامعي مفكر وأكاديمي يدرّس في الجامعة وكوّن العديد من الطلبة سواء على المستوى الليسانس أو الماجستير أو الماستر أو الدكتوراه فهناك من الطلبة من درسناهم من السنة الأولى الليسانس وأشرفت على مذكرتهم ثم في الماجستير وأشرفت عليهم في المستوى الدكتوراه واليوم هم يدرسون معنا في الجامعة وهم زملائي.
- ومؤهلاتي هي كثيرة ولم أترك فراغا في حياتي لقد وظفت كل أوقاتي وقدراتي في العمل بحيث تحصلت على الدكتوراه الدولة والماجستير والليسانس ثم خبيرا دوليا في الميدان علم النفس وشاركت في العديد من الملتقيات وأعمال علمية دولية حول الصحة النفسية للإنسان.
كما أني تحصلت على شهادات العليا في القانون ومحامي وتحصلت على شهادة جامعية في البيولوجيا. وكانت لي العديد من الكتب منشورة وبعضها في طريق النشر ومفكر في ميدان الصحة النفسية والتنمية البشرية وفي القضايا التي تهم في الوطن العربي. واعتبر نفسي مناضلا دائما إلى آخر ساعة من حياتي بمنظور التوفيق بين الدين والدنيا والدولة.
فيما يخص حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة فهو حزب معتمد 2012 وفرض وجوده بأفكاره المتميزة وبشجاعته النضالية ونحن متواجدون عبر 43 ولاية وفي الخارج لنا ممثلين عن الحزب ونحمل سمعة جيدة ومحبوبون عند الناس ولنا مناضلين كثيرون ومتمسكون بالحزب وكلهم حاملون لرسالة الحزب الذي يمتلك مقرا في الجزائر العاصمة.
ونحن دائما نقوم بالتوعية والتحسيس عبر الندوات علمية وفكرية التي ننظمها في حزبنا لمناضلينا كما نقوم باجتماعات في مقر حزبنا المتواجد بعين بنيان الجزائر بحضور بعض الصحفيين وبعض القنوات ونحن شاكرين لهم.

* قانون الانتخابات الجديد هاجمته المعارضة ورأت بأن يحمل نية إقصاء للأحزاب الجديدة والصغيرة. ما هو موقفكم منه؟
** نعتبر قانون الانتخابات الجديد هو كبح لحرية التعبير وضرب للديمقراطية في الجزائر جاءت ولادته من الأحزاب القديمة لتخوفها من الأحزاب الجديدة التي تملك حب الوطن وتحمل المستوى الراقي وتحمل عنصر الشباب إنها الفوبيا السياسية لأن كفاءة شبابنا وتاريخنا النظيف وتاريخ أبائنا مشرف جدا فلا يمكن أن ينجحوا لو تكون انتخابات حرة وبدون قيود فلجؤوا إلى هذه القوانين الجائرة والظالمة لحرية التعبير وهي تعتبر انتقاص لحرية الشعب الجزائري الذي هو مصدر كل السلطة.
ونحن نطالب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل وإبطال هذا القانون وفي الأصل وضع لضرب حرية التعبير وإن لم يبطل أتنبأ بأنه يولد انفجارا في المستقبل ويفقد مصداقية الانتخابات ويزيد من الشحنة السياسية في بلادنا وإفراغ السياسة من محتواها ويحل محلها المال الفاسد الذي يقضي على الوطن ويغيب الوطنيين ويقتل الروح الوطنية لدى الجزائريين وربما يزعزع الأمن والاستقرار في بلادنا ولهذا نتنبأ من رئيس الجمهورية التدخل وإبطاله قبل فوات الأوان وربما سيحدث الله أمرا كان مفعولا ويتغير كل شيء

* تنص المادة 73 من قانون الانتخابات الجديد على وجوب الحصول على نسبة 4 بالمائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات الفارطة أو 10 منتخبين في الدائرة الانتخابية التي تريد القائمة الحزبية دخول معترك السباق الانتخابي فيها كشرط أساسي لتقديمها ترشيحات في الانتخابات القادمة. في حالة عدم توفر هذين الشرطين القائمة مجبرة على جمع 250 توقيع على كل مقعد في الانتخابات التشريعية و50 توقيعا على كل مقعد في الانتخابات المحلية. كيف ترون هذه الشروط وهل بإمكان حزبكم جمع التوقيعات بحكم أنه لا يستوفي تلك الشروط؟.
** وحسب ما تنص المادة 73 من قانون الانتخابات الجديد على وجوب الحصول على نسبة 4 بالمائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات الفارطة هو مغالطة المشرع الجزائري ومناقضة خطيرة كيف لدولة تعطي اعتماد حزب ثم تعرقله وتنقض من قوته وعمله وتشترط عليه ما يضيق على المواطن الجزائري الذي يريد الترشح فالاعتماد الحزب يعطي حق الترشح للمواطن ولا يمكن اشتراط عليه النسبة فالشعب هو الذي يختار من يقبل به بدون كبح من أي طرف.
وهذا القانون يظهر عملية تهميش الدولة وتغييبها لأنه جاء من صنع حزبين ومن المال الفاسد ابتلعوا الدولة وغيبوا إرادة الدولة وشعبها وأقول كرجل القانون يجب على الرئيس التدخل وإبطاله حفاظا على العدالة القانونية والسياسية وعلى سمو القانون وعلى هيبة الدولة وهو أيضا يعتبر هذا القانون جزاءا لمن ساعدوا رئيس الجمهورية في الاستحقاقات الرئاسية 2014 إنه جزاء سينيمار لا أكثر..

* بالإضافة إلى قانون الانتخابات الجديد صادق البرلمان على القانون الخاص باللجنة العليا لمراقبة الانتخابات. كيف ترون هذه الآلية الجديدة التي وصفتها الحكومة بالمهمة في إضفاء المزيد من الشفافية على الانتخابات؟
** أما اللجنة العليا لمراقبة الانتخابات هذه الآلية الجديدة التي وصفتها الحكومة بالمهمة في إضفاء المزيد من الشفافية على الانتخابات ربما تكون جيدة نوعا ما ولكن ستظهر نقائصها في المستقبل من حيث تغيب الدور الأحزاب وتهميش السياسي الذي لا يخدم الجزائر فهذه القوانين الجديدة منها ما يصلح ولكن منها ما ينفر ويفرغ الساحة السياسية ويجب على المشرع الجزائري أن يفهم نفسية المواطن قبل مصادقته على القوانين.

* ولكن الأحزاب أقصيت من اللجنة وتم إلغاء اللجنة الوطنية التي كانت ممثلة فيها إلا الأحزاب ؟
** نحن في حزبنا نحمل أفكار سياسية راقية لمعنى النضال والمداومة حبا في الوطن والدين والمواطنين وحفاظا على الدولة الجزائرية سنتكيف مع مختلف الحالات مهما كانت وسنحدث المفاجأة ولأننا فقط نؤمن بأن الجزائر قوتها فينا كشباب ويمكن أن نغير نحو الأحسن وبهدوء والحكمة والفطنة نحن شاركنا في صناعة الدستور الجزائري الجديد من خلال المشاورات مع المدير الديوان لرئاسة الجمهورية لكن كنا نطمح إلى دستور لا يضيق الحريات للأحزاب بأي شكل من الأشكال وقد تعرقل لمسار الديمقراطي مستقبلا.

* ما رأيكم في المعارضة التي ترفض كل هذه الإصلاحات؟
** هناك حقيقة اليوم مرّة وهي أنها البعض لا يفكرون في الجزائر ولا في تطورها ولا في تقدمها بل يفكرون فقط في بقائهم في مناصبهم ويفكرون فقط في آليات وسن بعض القوانين لتحمي مصالحهم وهذه انتهازية بامتياز فبعضهم فقد المصداقية من الشعب وفرض على الشعب وبعضهم حتى زوجته لا تنتخب عليه ومع ذلك تجده في مرتبة وزير أو في مكانة المشرع وهؤلاء أساؤوا إلى برنامج رئيس الجمهورية قبل إساءتهم للمواطنين وهذا ما جعل تشريع بعض القوانين غير منطقية منها كيف تعطي الدولة اعتماد حزب ويأتي موظف أو مشرع يعيق عمل الحزب إنها تناقضات غير خدومة للوطن وللمواطن الجزائري ولا للبلاد وانتقاصا من قيمة الدولة.

* تفاعل كثير من الجزائريين مع الانقلاب الفاشل في تركيا. كيف تابعتموه وما تعليقكم على ما جرى؟
** نعم تفاعل كثير من الجزائريين مع الانقلاب الفاشل في تركيا لأن نفسية الجزائري بحبه الاستقرار والسلام ونحن ضد الانقلاب مهما كان وأين ما يكون لأنه يدخل البلاد إلى الخراب والدمار والقتل ودنس كرامة الإنسان ونحن جد سعداء بفشل هذا الانقلاب في تركيا وخاصة حينما يكون مهندسون الانقلاب من الخارج ومن القوى الإمبريالية والصهيونية.

* هل ترى أن الجزائر مازالت في منأى عن عاصفة ما سمي بالربيع العربي؟ وكيف تنظرون إلى التحديات الإقليمية في ظل الفوضى التي تشهدها بعض بلدان الجوار؟
** نحن نعيش وضع مميز وخطير يستدعي تماسك الجبهة الداخلية خاصة الجبهة السياسية إننا في وضع لا يحسد عليه وأعداء الجزائر الكلاسيكيون ما يزالون يتربصون بنا لهذا يجب أن نكون أكثر حيطة وحذر خاصة أن الجزائر مازلت في منأى عن عاصفة ما سمي بالربيع العربي في ظل الفوضى التي تشهدها بعض بلدان الجوار ونحيي ونبارك الجيش الشعبي الوطني على حفاظه لأمن البلاد والعباد هذه المؤسسة سليلة أبائنا المجاهدين والشهداء تدافع باستمرار عن الوطن في كل الظروف فنحن مطمئنون جدا بعملها وبقدرتها ودائما نحن نفتخر ونعتز بها.

* ما هي مقترحاتكم لتخطي الأزمة المالية الناجمة عن انهيار أسعار النفط؟
** نقترح لتخطي الأزمة المالية الناجمة عن انهيار أسعار النفط العودة نحو العمل وإلى الصناعة المصنعة والاستثمار في الفلاحة والسياحة وعودة المصانع الدولة لفتح مناصب عمل دائمة للمواطنين واعتماد على الرأس المال البشري وإلى تغيير المفاهيم الاجتماعية حتى تصبح قيمة الإنسان في العمل ولا في الربح السريع الذي أنهك جيب وجلد المواطن البسيط لأنه هو الذي يدفع الثمن وأخطاء المسيرين لشؤونه وكما يجب التركيز على الشباب ووضع ثقة الدولة في هذه الشريحة التي هي بإمكانها المساهمة في بناء الوطن وكبديل للبترول.

* كيف تنظرون إلى راهن المنظومة التربوية وما تشخيصكم للحلول اللازمة لمعالجة اختلالاتها؟
** أما في راهن المنظومة التربوية اليوم يبعث للكآبة والحزن الشديدين فيجب إعادة النظر فيه من أعلى نقطة وأن يكون اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب فمن يفقد المفهوم والهدف لبناء التربية لا يمكن أن يزرعها ولهذا جاءت النتائج السلبية لمدرسة أصبحت لا تربي بل الجيل الصاعد يعيش خطرا كبيرا في الفراغ التربوي في مدارسنا ومما دفعه إلى الذوبان في القشور الثقافة الغربية بدءا من ثقافة نصف البدن الأسفل وتسريحة الشعر واللباس وثقافة السروال الهابط إلى غير ذلك وهذا سببه عجز المسيرين لملف التربية في التأطير والتعليم والتنظيم وخير دليل على ذلك مهزلة البكالوريا 2016 بكل أبعادها لهذا التعفن في الميدان التربوي يزداد يوم بعد يوم والتقهقر في المستوى التعليمي التربوي لأبنائنا نخجل به ولهذا يجب إسناد التربية لأهلها حتى نرفع مستوى الجيل الصاعد الذي يبني الدولة مستقبلا.