لاجئون من جنسيات مختلفة يغزون شوارع العاصمة

السبت, 26 ديسمبر 2015

أخبار اليوم تقترب منهم وترصد معاناتهم
لاجئون من جنسيات مختلفة يغزون شوارع العاصمة

* أفارقة وسوريون يحترفون التسول لكسب لقمة العيش

تشهد الجزائر خلال الآونة الأخيرة عدة ظواهر يأسف لها القلب ويعجز العقل عن تصديقها فعند الذهاب إلى أي مكان كل مانراه في الطرقات هو تدفق  اللاجئين بمختلف جنسياتهم يهربون من واقعهم المر ومن ويلات الحرب يبحثون عن مكان آمن يلجأون إليه حيث يتخذون الشوارع مكانا لهم والتسول عمل يجمعون من خلاله قوت يومهم.
سارة عمارة

عرفت العديد من دول العالم ظاهرة نزوح اللاجئين بسبب الحروب والأوضاع التي تعرفها بلدانهم حيث الآلاف يقتلون ويشردون يوميا واتخذ البعض من هذه الدول مفرا لهم من ويلات الحرب والتقتيل ويصبح كل همهم وشغلهم هو البحث عن مكان يأوون إليه والجزائر من بين الدول التي عرفت تدفق اللاجئين ونجد من بينهم الأفارقة والسوريين الذين يعيشون حياة التشرد ويتذوقون طعم فراق الأهل والأصدقاء يتسولون في الطرقات برفقة أطفالهم الصغار ويبحثون عن قوت يومهم ونجدهم قد تناسوا أبسط حقوقهم وتخلوا عن أحلامهم وعن دراستهم وطموح أطفالهم بعد أن فروا نحو المجهول.

مآس صعبة عبر الشوارع
عندما تمشي في زحمة الطرقات ومع برودة الطقس نرى نساء بثياب شبه ممزقة وبوجه خجول برفقة أطفالهن الأبرياء وهم  يحملون في أيديهم ألعابا والبسمة لا تفارقهم أبدا كشعاع أمل نحو غد أفضل إضافة إلى حملهم للافتات مدون عليها نحن سوريون ساعدونا لوجه الله وما يثير الاشمئزاز هو غياب الضمير الإنساني عن البعض ففيما يحظون بمساعدة البعض تلحقهم نظرات دونية من البعض الآخر فالناس أصناف ومعادن.
وفي هذا الصدد اتجهنا إلى أماكن تواجد هؤلاء اللاجئين لمعرفة أوضاعهم وكانت البداية من الجزائر العاصمة مع اللاجئة السورية حياة المتواجدة في موقف للحافلات هي وعائلاتها وهي تسرد لنا عن معاناتها وكيفية وصولها إلى الجزائر عن طريق الهروب من بلد إلى بلد بحثا عن الأمن والسلم كل همها هي وزوجها توفير لقمة العيش لابنتيهما والتي يكون مصدرها المحسنين وأصحاب القلوب الرحيمة وما أثار عاطفتنا هو قولها (أتحمل الجوع والبرد والعراء أحسن من سماع صوت القذائف ورؤية موتى أجسادهم مقطعة).  
وفي الصدد نفسه اتجهنا إلى السيد عمر وهو من محافظة (ادلب) حيث قال إنه متواجد هنا منذ سنتين هو وعائلته المتكونة من زوجته وثلاثة أبناء قال إنه وصل إلى الجزائر بطريقة شرعية عبر الخطوط الجوية السورية واتجه إلى أحد معارفه بولاية سطيف وبقي عنده لمدة لم تتجاوز السنة ثم وجد نفسه هو وعائلته في أحضان الشارع بسبب بعض المشاكل وقرر هو الخروج ووجد أن الشارع أرحم من قساوة بعض البشر وقال إنه يسترزق مع عائلته عن طريق التسول في الطرقات بعد أن كان يتمتع بحياة الرفاهية في وطنه كما أشار إلى وقوف الشعب الجزائري الذي وصفه بالشعب الكريم والطيب بسبب مساندته للاجئين وتقديم المساعدات لهم خاصة في المناسبات والأعياد.

بعد إجلائهم ...الأفارقة يعودون من جديد
لاحظ الكل التدفق النسبي للأفارقة على شوارع العاصمة فبعد مضي فترة على إجلائهم عادوا من جديد إلى شوارع العاصمة وتعددت جنسياتهم فهم نازحون من مالي والنيجر وغيرها من الدول التي تعرف انزلاقات أمنية خطيرة فوجدوا في الجزائر البلد الآمن لكن ما يقال عن اللاجئين الأفارقة أنهم لم تحدث ألفة بينهم وبين الجزائريين على خلاف السوريين بسبب اختلاف اللغة والعادات بينهم فالمواطننين تجاوبوا بسهولة مع الجالية السورية أما الأفارقة فبالرغم من التضامن الذي يظهره البعض إلا أن هناك تحفظا وخوفا من انتقال بعض الأمراض التي تفشت في بلدانهم كفيروسي إيبولا وكورونا الخطيرين لكنهم أبرزوا حضورهم وعادوا من جديد بحثا عن السلم والأمان وبعض الصدقات وما يميزهم هو حملهم للمصاحف و(السبحة) والتنقل بها كرموز دينية لتحصيلهم الصدقات وهو ما وقفنا عليه بمنطقة براقي أين يكثر تواجدهم عبر محطات النقل وبكل ناحية والناظر إليهم يخيل له أنه في بلدة إفريقية وليس في أرض الجزائر ويعيش معظمهم من الصدقات كما أنهم يواجهون ظروفا صعبة عبر الشوارع لاسيما مع برودة الطقس.   

المجموعات الخيرية تغيث اللاجئين عبر الفايسبوك
على إثر هذه المعاناة التي يمر بها اللاجئون من مختلف الجنسيات سواء الأفارقة أو السوريين الذي يقيمون في العراء وفي الساحات العامة وأمام أبواب المساجد متخذين الأرصفة  فراشا لهم رفقة أطفالهم الأبرياء وسط معاناة مريرة وظروف غير إنسانية   فيما تبيت عائلات اخرى في الفنادق المتواضعة لحفظ ماء الوجه وفي ظل تلك الظروف الصعبة قرر بعض الشباب الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مجموعات خيرية تقديم يد المساعدة والتضامن لهؤلاء من خلال تقديم بعض المساعدات والإعانات حيث أصبح شعارهم العمل الخيري وانقسموا إلى مجموعات صغيرة مست العديد من ربوع الوطن حاملين رسالة مساعدة هؤلاء اللاجئين الذين حكمت عليهم ظروف الحرب بذلك المصير المحتوم.