هذه قصة داعش مع الجزائر

الأحد, 19 فبراير 2017

1100 مغرّر بهم التحقوا بالتنظيم.. قُتل 300 منهم في سوريا
**
* داعش يحاول اختراق الجزائر بكل الطرق
*جنايات العاصمة تتابع 67 داعشيا محتملا منذ أكتوبر 2016
*تجار ورجال أعمال مجنّدون لتمويل داعش في الجزائر


تتباين الأرقام والمعطيات الصادرة عن الجهات الرسمية المختصة فيما يخص التنظيم الإرهابي داعش والتي اختصرت عدد الجزائريين الذين التحقوا به في قرابة مائة شخص ـ حسب تصريح لوزير الشؤون الدينية ـ وهو رقم يبدو بعيدا جدا عن الواقع الذي يتحدث عن مئات الملفات القضائية التي تعج بها مختلف المحاكم خاصة محكمة جنايات الجزائر العاصمة التي تميط اللثام يوميا عن حقائق خطيرة عن نشاط هذا التنظيم الإرهابي حيث كشفت مؤخرا عن التحاق 1100 جزائري مغرّر بهم بمعاقله في الشام والعراق منهم 300 شخص لقوا مصارعهم في الحرب الدائرة هناك ناهيك عن تمكن السلطات الأمنية من تفكيك عدة جماعات دعم وإسناد وإحباط محاولات التحاق العديد من الشبان.
يجمع خبراء أمنيون ان تنظيم داعش صناعة أمريكية بحتة هدفه زعزعة امن واستقرار المنطقة العربية وجعلها بؤر توتر دائمة دوا أن تُستثنى الجزائر التي يسعى التنظيم إلى التوغل اليها بشتى الطرق لكن الاستراتيجية الامنية التي تعتمدها وقفت عائقا في وجهه بدليل عدد الملفات القضائية التي تحال يوميا على المحاكم حيث تحدث آخر تقرير أمني أعده أعده الخبير الجزائري المختص في الشأن الأمني وإدارة الأزمات ويشغل في نفس الوقت منصب رئيس اللجنة الأفريقية للسلم والمصالحة أحمد ميزاب عن الوضع القائم في دول جوار ليبيا قائلا إن الجزائر قد تمكنت وبفضل استراتيجيتها الأمنية والإصلاحات المطبقة عليها من تجاوز التحديات والمخاطر رغم أن الخطر لازال محيطا بها وهو يفرض نفسه بشكل كبير وعليه يتوجب اليقظة والحذر وتحيين خططها وفقا للتطورات .
وأبرز أحمد ميزاب في تقريره الذي نشر على أحد المواقع الإلكترونية المحلية أربع نقاط سوداء موزعة على الشريط الحدودي الجزائري سماها بـ المناطق العالية الخطورة وهي المثلث الحدودي (تونس- الجزائر- ليبيا) المثلث الحدودي (النيجر- ليبيا- الجزائر) والمثلث الحدودي (مالي- موريتانيا- الجزائر) إضافة إلى منطقة الممتدة من الشعانبي في تونس إلى المناطق الجبلية المتاخمة للشعانبي في الجزائر حيث وسمها بـ المناطق عالية الخطورة وعرفت أخيرا العديد من العمليات الأمنية الجزائرية التونسية المشتركة تم من خلال القضاء على العديد من المتطرفين.


جنايات العاصمة تتابع 67 شخصا بالإشادة والانخراط في تنظيم داعش
تابعت محكمة جنايات العاصمة منذ انطلاق دورتها التكميلية لسنة 2016 شهر أكتوبر الماضي 67 جزائريا لهم صلة بتنظيم داعش حيث وجهت لهم تهم انحصرت بين الإشادة والدعم والإسناد والانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج ومحاولة الانخراط ومن بين المتهمين امرأة في العقد الرابع من العمر أدينت بالحبس غير النافذ شهرين لإشادتها بتنظيم الدولة الإسلامية والجهر بذلك وهي نفس التهمة التي ادين لأجلها ناشطين حقوقيين بعدما ضبط بحوزتهما فيديوهات لعمليات جهادية وصور مسيئة لرئيس الجمهورية والوزير الأول عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش قايد صالح.
ومثل امام الهيئة القضائية 33 متهما موقوف فيما تمت محاكمة 34 غيابيا على راسهم الضابط الشرعي المدعو م.محمد المكنى أبو مرام الجزائري وأول دباح بداعش الذي يعد بطل الجزائر في رفع الاثقال وحاصل على 17 إجازة علمية في الفقه والشريعة وإمام مسجد ابو بكر الرازي ببلدية الكاليتوس والذي تحول إلى اخطر العناصر الداعشية ونجح في تجنيد العشرات من ابناء حييه قبل ان يسافر على سوريا ويصبح قيادي بارز في تنظيم الدولة الاسلامية وتطلق عليه صفة القاضي الشرعي ويتعلق الأمر بـ د.محمد المكنى ابو ايوب الجزائري .


الفضاء الأزرق لتجنيد الجزائريين وتطبيق تيلغرام للإفلات من الرقابة الأمنية
وكشفت مختلف الملفات القضائية أن داعش يعتمد على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك للتغرير بالشباب الجزائري لعجزه عن ولوج منابر المساجد بسبب التضييق الامني الممارس عليها حيث يتم تجنيد الشباب باستقطابهم إلى مواقع جهادية تشيد بعملياته الإرهابية وتعمل تحث شعار إقامة دولة إسلامية ومحاربة الكفار ومن ابرز هذه المواقع منتدى اللمة السورية الجزائرية ن حفيد الحسين والشبهات والردود وغير ها من المواقع.
وقد كان الفضاء الأزرق الخيط المشترك في جميع الملفات القضائية والتي تمكنت عبرها مصالح الأمن من الإيقاع بالمشتبه فيهم من خلال مراقبة محادثاتهم غير ان هذا التضييق الممارس دفع بقيادي تنظيم داعش إلى اللجوء إلى تطبيق تليغرام في الهواتف الذكية الذي يمكنهم من الإفلات منها وهو ما كشف عنه ملف قضائي متابع فيه 09 شبان من بينهم 03 يتواجدون بسوريا ينشطون ضمن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام داعش الذي يتوغل في الجزائر إلكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق تيلغرام للتهرب من المراقبة الأمنية للمكالمات التي تدور بين عناصره عن طريق استغلال تقنية 3 جي بالهواتف النقالة ولجأ إلى عباقرة تكنولوجيا المواقع الإلكترونية لتأمين اتصالاته وكذا مواكباته لأهم تقنيات التصوير المنصوبة داخل ألعاب الأطفال على غرار الطائرات بدون طيار التي تلتقط بسرية تامة أهم الأماكن المستهدفة وكذا استغلالها لرغبة الشباب في الهجرة ووتمكنه من تجنيد مجموعة من الشبان أوكل لهم مهمة التجنيد ودعمه بفتيات جزائريات وتصوير مواقع حساسة على غرار ثكنة الدرك الوطني عن طريق ألعاب أطفال مزودة بكاميرات.
وتمت متابعة المتهمين من بينهم طالب جامعي راقي موظف بمؤسسة سيال وأخر بشركة النقل العمومي بجناية محاولة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج والإشادة بالأعمال الإرهابية وتشجيعها وتمويلها بعدما ضبط بحوزة المتهمين الموقوفين جوازات وسفر وتأشيرات السفر إلى تركيا التي تعد المعبر الوحيد للتسلل إلى الأراضي السورية للالتحاق بتنظيم داعش وفيديوهات وصور للعمليات الإرهابية التي ارتكبها التنظيم وعدة صور لمنشآت الدولة على غرار مركز الدرك الوطني وأحد الملاعب وصور لعدة شخصيات منها علي بلحاج وعدة شعارات خاصة بتنظيم داعش وشرائط فيديو ولوحات رقمية وذاكرة خارجية فلاش ديسك ووثائق تشرح كيفية صنع العبوة الناسفة وكذا صور لأهم قيادي التنظيم واستمارة فارغة مدون عليها الدولة الإسلامية وتسجيلا صوتية لأناشيد ومحاضرات للمدعو خالد الراشد وكذا صور لبعض الطائرات الصغيرة والسيارات التي تلتقط الصور بسرية تامة.
وتم الإيقاع بالمتهمين شهر مارس من سنة 2014 عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر معلومات مفادها وجود شخص ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي بحساب أبو دانيال حذيفة ويمجد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش كما انه على تواصل مع شخص جزائري التحق بالتنظيم يدعى أبو دجانة البتار وتبادلا عدة رسائل منها شكره من طرف الأخير على نجاحه في تجنيد شخص يدعى لموشي الذي يعد أحدد القياديين في التنظيم ويكنى بـ أبو حفص الجزائري وتمكينه من الالتحاق بالتنظيم إلى جانب مطالبه بإيصال سلامه لعناصر التنظيم الموجودين بسوريا وتوصلت التحريات إلى تحديد هوية أبو دانيال ويتعلق الأمر بـ غ. الهادي تقني في الإعلام الآلي ليتم توقيفه وحجز بمنزله على وحدة مركزية وشاشة كمبيوتر مزودة بعدة مناشير تمجد تنظيم داعش الذي أدلى بهوية جميع المتهمين الذي كان يتعامل معهم من بينهم م.فارس المكنى أبو دجانة البتار و ف.محمد و ح.محمد الذين ساعدهم في الوصول إلى معاقل التنظيم بعدما قدم لهم المساعدة لاستخراج الجوازات وتأشيرات السفر إلى تركيا ومنح لكل واحد منهم مبلغ 500 دولار والتي كان يتحصل عليها من عند شخص ينحدر من ولاية سطيف ويكنى بـ الشنوي مهمته دعم التنظيم ماديا عجزت مصالح الأمن في تحديد هويته وهذا بعدا إيهامهم بأنه سيقوم بمرافقته لكن بمجرد وصولهم إلى المطار يتحجج لهم بأي عذر ويعدهم بالالتحاق بهم قريبا غير أن مهمته هي كانت التجنيد فقط كما صرح بهوية باقي المتهمين الستة الذين تم توقيفهم.


إرهاب متعدد الجنسيات
أنكر المتهم خلال جلسة المحاكمة علاقته بتنظيم داعش وأن حيازته لتأشيرة سفر إلى تركيا كان غرضها السفر للعلاج مصرحا انه فعلا كان يتردد على مسجد علي بن أبي طالب وانه فعلا حاول بعض الشبان تجنيده لكنه رفض فتعرض لتهديدات بالقتل وفيما يخص أدلة الإدانة الذي ضبطت بمنزله أكد انه اشترى جهاز الإعلام الآلي قبل تاريخ توقيفه لكنه لم يقم بمسح ذاكرته ليواجهه القاضي بالأحاديث التي دارت بينه وبين أبو دجانة البتار المتواجد بسوريا والذي طلب منه المساعدة لتمكين زوجة أبو حفص الجزائري من الالتحاق به وهي سيدة تونسية وقد سعى إلى ذلك من خلال تجنيد شقيق أبو دجانة وهو الطالب الجامعي م.عبد النور المقيم بولاية الطارف والذي تم وصفه بالكافر لعدم أدائه فريضة الصلاة غير أن هذا الأخير لم يتمكن لان السلطات التونسية كانت قد منعتها من السفر كما طالب منه إرسال سيدة تنحدر من وهران لضمها لسبايا التنظيم.
من جهته ق. لقمان موظف بسيال الذي كان يتواصل مع عناصر تنظيم داعش بحساب أبو عفرة العاصمي والذي يُنسب له أنه قام بتجنيد ف.محمد الذي يحارب ضمن تنظيم داعش فقد نفى ذلك وهو الإنكار الذي تمسك به الراقي والإمام المتطوع م.بلال المكنى أبو دجانة البليدي مؤكدا انه تم توقيف فور انتهائه من جلسة رقية وان حيازته لتأشيرة السفر إلى تركيا كان غرضها التجارة رفقة شقيقه المتهم الآخر في الملف م.حمزة في حين واجه القاضي المتهم ب. بوعلام المكنى أسامة أبو البنات موظف بشركة النقل العمومي بحيازته لصور ملعب وثكنة للدرك الوطني الذي صرح بشأنها انه حاول تزويد دخله من خلال اللجوء إلى شخص يدعى أبو البراء المصري الذي كان ينشر عبر حسابه شروحات وتطبيقات للهواتف النقالة حيث طالبه تعليمه تلك التقنيات بعدما فتح موقع خاص به نافيا علمه بان تلك الشروحات موجهة لعناصر التنظيم الإرهابي لتعليمه تقنية الإفلات من المراقبة الأمنية الكترونيا واللجوء إلى تطبيق تليغرام الذي لا يمكن اختراقه من طرف أي جهاز الأمني لضمان سرية أحاديثهم فيما أنكر الطالب الجامعي معرفته بالتحاق شقيقه بتنظيم داعش إلا عندما أعرب له نيته في السفر إلى النمسا للزواج من فتاة للحصول على وثائق الإقامة تعرف عليها عبر الأنتريت وطالبه بمساعدته ماديا غير أن شقيقه الإرهابي اعترض على الأمر ووصفه بالكافر.


1100 جزائري التحقوا بداعش تم القضاء على 300 منهم في سوريا
كشف ممثل الحق العام خلال مرافعته في ملف جنائي متعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش يضم 08 متهمين على رأسهم د. محمد الملقب إعلاميا بـ ذبّاح داعش أنه تم القضاء على 300 جزائري التحقوا بالتنظيم الإرهابي من طرف الجيش النظامي السوري وقد أخطرت القوات المسلحة السورية سفارة الجزائر التي أوكلت لها مهمة إخبار ذويهم في حين تم إحصاء مابين 800 و1100 جزائري لا يزالون يقاتلون ضمن صفوفه مقارنة بـ3000 جهادي تونسي.
وافدا الملف القضائي أن تنظيم الدولة الإسلامية اخترق أحياء بلديتي الكاليتوس وشراعبة عبر إمام مسجد أبو بكر الرازي المدعو د.محمد المكنى أبو أيوب الجزائري الذي كان ينظم حلقات للترويج للفكر الداعشي التكفيري الجهادي ومن بين المتهم .م.سالم التي أفادت تقارير أمنية بشأنه أنه قد فجر نفسه في عملية انتحارية بالعراق إلى جانب 03 متهمين موقوفين أمن بينهم راق وعون امن بشركة خاصة تشرف على أشغال مصفاة تكرير البترول بسيدي رزين ببلدية براقي حيث تم متابعتهم بجنايات الانخراط في جماعات إرهابية تنشط في الخارج ومحاولة الانخراط والإشادة بالأعمال الإرهابية.
وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 19 مارس 2015 عندما تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالناصرية معلومات عن وجود خلية تابعة لتنظيم داعش تنشط بأحياء الكاليتوس وعن التحاق عدد من الشباب سواء بالتنظيم أو بجبهة النصرة بسوريا عن طريق تركيا أو تونس وأنه نجح في تجنيد عون امن يعمل بشركة حراسة نقل الأموال والمواد الحساسة التي كان تشرف على أشغال بمصفاة تكرير البترول بسيدي رزين إلي كان على اتصال بجماعات إرهابية تنشط بسوريا ويتعلق الأمر بـ خ.محمد الشريف الذي كان على اتصال بالمدعو ش.حمزة الذي يقاتل ضمن صفوف جبهة النصرة.
وخلال استجواب المتهم صرح انه تعرف على المتهم الفار حمزة المكنى سعيد زرزور وهو تاجر مخدرات خلال تربص كعون امن ثم عملا معا في شركة الحراسة وقد كان يقوم رفقة المتهمين الفارين على إجباره على أداء الصلاة بانتظام في مسجد أبو بكر الرازي وهناك كان الإمام د.محمد المكنى أبو أيوب الجزائري يدعوهم لمغادرة بلاد الكفر والقتال في صفوف تنظيم داعش وبقي يتواصل مع المتهمين في حلقات يومية بالمسجد حيث التقى بهم 14 مرة وأضاف انه على علم أن الراقي ج. نور الدين متشبع أيضا بـ الفكر الجهادي .
وأسفرت عملية تفتيش هاتف المتهم على حجز صور للمتهمين ط.حمزة و هـ.عبد الرحمن بالزي الأفغاني حاملين أسلحة رشاشة خلال تواجدهم بمعاقل تنظيم داعش في معسكر التدريب كما تم حجز بمنزله على أقراص مضغوطة تحرض على قتال الشيعة وصور وفيديوهات جهادية لتنظيم داعش وملف إداري لاستخراج جواز السفر وقد سافر المتهمين الفارين في الفترة الممتدة مابين 17 جوان 2013 وفيفري 2015 سواء عبر تركيا أو برا عبر تونس ثم ليبيا مرورا بمصر ثم دخول التراب السوري.


هذه مصادر تمويل داعش بالجزائر
توصلت تحريات أمنية إلى أن تنظيم داعش بالجزائر يتم تمويله من طرف رجل أعمال فاحش الثراء يقيم بحي الشراعبة في الجزائر العاصمة الذي يتكفل بمصاريف سفرهم إلى تركيا من تكاليف التأشيرة وتذاكر السفر والإقامة قبل عبور الحدود إلى جانب لجوء التنظيم إلى حيلة إرسال الراغبين في التجند لأداء مناسك العمرة من أجل تحويل مبالغ بالعملة الصعبة لصالح التنظيم حيث تكفل تاجر بمصاريف سفر عائلة احد المتهمين وزودهم بمبلغ مليار و50 مليون سنتيم بعد تحويله للعملة الصعبة لتهريبها من المملكة العربية السعودية إلى قيادي تنظيم داعش فيما تمكن جزائري أخر من تحويل 20 الف اورو لصالح التنظيم وهو ما يفسر قيام التنظيم بصرف راتب شهري يقدر بـ100 دولار لمقاتليه وتقديم إغراءات مالية وصلت إلى 200 مليون سنتيم لاستقطاب الشباب والنساء لجهاد النكاح.
ب. حنان