أردوغان ينتصر مرة أخرى

  • PDF

بقلم: أحمد خليفة قدوري*

انتصر أردوغان في تمرير سياسته وهو كرئيس للحكومة واستطاع بحنكته أن يخرج تركيا وفي ظرف قصير من وضع هزيل إلى دولة تحتل مركزا اقتصاديا هاما ومكانة إستراتيجية في السياسة الدولية وقطع شوطا هاما تألقت فيه تركيا من جميع الجوانب.
وينتصر اليوم مرة ثانية أولا في تفويت الفرصة على المتربصين بتركيا والثانية في تعزيز مكانته لدى شعبه بجميع فئاته بما في ذلك المعارضة بجميع تشكيلاتها وهذا يدل دلالة قاطعة على نجاح ونجاع السياسة المتخذة من طرف الرئيس أردوغان هذه السياسة التي تحققت بها إنجازات ضخمة ومعتبرة جعلت         تركيا في الصفوف الأولى اجتماعيا واقتصاديا.
طبعا هذه النجاحات وهذه الإنجازات تقلق البعض وهذا البعض معروف بعدائه لكل من ينتسب للإسلام أو فيه رائحة الإسلام (لن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وهناك من الجيران لا يرغهم ذلك.  
أما إسرائيل فيخيفها تطور تركيا السريع وبالتالي فهي تسعى بكل الطرق لوضع كل ما تستطيع من عراقيل ومتاريس لوقف هذا التطور التركي وإسرائيل لها سوابق مع إيران التي استطاعت أن تكسب السلاح النووي أو هي في طريق اكتسابه وبالتالي فإن تورط الموساد في هذا الانقلاب غير مستبعد وإذا قلنا الموساد نقول المخابرات الأمريكية التي لها سوابق في دعم انقلاب عسكري في تركيا خلال سنوات الثمانينيات.
ومن الملاحظ في كل تحاليل المحللين أن ملفات سوريا وإسرائيل هي إحدى دواعي هذا الانقلاب.
ففي اعتقادي أن الأمر لا يخص إعادة العلاقة مع إسرائيل أو حتى ملف سوريا وإنما يعود أمر هذا الانقلاب إلى نظرة غربية تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في مشروع الشرق الأوسط الجديد هذا المشروع الذي ترعاه أمريكا وإسرائيل. وقد رأينا ما تم إنجازه من هذا المشروع في كل من ليبيا وتونس وسوريا والعراق هذا التجديد بالرؤيا الأمريكية وتركيا مسجلة في أجندة أمريكا وإسرائيل كحلقة من هذا المشروع الذي يسعى إلى تحطيم وضرب كل القوى العربية وإلاسلامية.
كان في نظر الأمريكان وعملائهم أن الوقت قد حان لتنفيذ مخططهم بأياد تركية وهم يعلمون أن الانقلاب غير ناجح ولكن يريدون إدخال البلاد في حرب شبيهة بما يجري في ليبيا غير أنهم أخطأوا في الحساب هذه المرة ولم يحسبوا حساب الشعب التركي الذي أحبط الانقلاب هذا الشعب الذي التف بكل أطيافه ومعارضته من أجل حماية مكتسبات البلاد لدليل على وعي رفيع المستوى لدى كل الفئات.
هناك أحد المحللين السياسيين في إحدى القنوات يرى أن موقف المعارضة يمثل رسالة مشفرة للرئيس.
وفي اعتقادي أن هذا الموقف موقف وطني يدل على مستوى المعارضة السياسي الناضج ويتبين أن المعارضة تعلم تداعيات هذا الانقلاب ومن يقف وراءه وبالتالي فلا وجود لرسالة مشفرة وإنما هي رسالة واضحة المعالم للذين كانوا وراء الانقلاب.
نقول لماذا هذا الانقلاب وكل الأمور تسير في الاتجاه السليم والصحيح ؟ أقول لو كان الأمر يسير بخلاف ذلك لما وقع الانقلاب إطلاقا ولم يقع التفكير فيه أصلا. عندنا مثلا يقول (الكلاب تنبح في الحي لا الميت).