تداعيات العملية الإرهابية بـ نيس

  • PDF

بقلم: أحمد خليفة قدوري

المتتبع للشأن الفرنسي يعلم أن فرنسا بلد قوي اقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا وإعلاميا. لقد استطاعت فرنسا أن تجند كل قواها الأمنية من أجل تأمين دورة كأس أوربا لكرة القدم وهذا ما يمنع أي تحرك إرهابي ممكن مع العلم أن الرئيس الفرنسي حذر مسبقا من إمكان وجود عمليات إرهابية الشيء الملفت أنه أثناء التظاهرة لم تقع أية محاولة إرهابية وبعد انتهاء الدورة مباشرة قرعت القارعة بمدينة  ـ نيس ـ  حيث راح ضحية هذه الواقعة ما يقارب أو يفوق السبعين قتيلا ناهيك عن الجرحى.
السؤال: لماذا ضربت  ـ نيس ـ ؟
هناك بعض المحللين يرون أن الدولة ركزت على أمن العاصمة ـ باريس ـ والأماكن الخاصة بالبطولة الكروية مما ترك الجهات الأخرى من البلاد سهلة المنال بالنسبة للإرهابيين..
ففي اعتقادي وتصوري أن الطرح بهذه الصفة ممكن نسبيا ولكن لماذا يكون توقيت العملية بعد انتهاء الدورة أو التظاهرة وليس أثنائها ؟ إذا كان الإرهاب يريد الإضرار بفرنسا.
إن مثل هذا الطرح يدخل الشكوك الأمر الذي يجعل الإنسان ينتقل إلى طرح ثان وهذا الطرح يجرنا إليه تصريح رئيس الدولة الفرنسية في أول خرجة له بعد الواقعة مباشرة بقوله (هذا إرهاب إسلامي) إن مثل هذا التصريح من طرف رئيس دولة ينبئ عما يخبؤه العقل الباطني للرئيس الذي أكد قولنا هذا بتراجعه فيما بعد ومثل هذا التصريح يوحي إلى أشياء كثيرة منها على سبيل المثال تحويل الأنظار إلى الإسلاميين وذلك لحاجة في نفس الرئيس ؟
ونقول لفخامته وماذا عن المسلمين الذين قضوا في هذه الواقعة؟
الطرح الثالث الذي يتلخص في كون أن مقترف العملية تونسي وأن الأمن عثر على بطاقة هويته في مكان العملية وبعد التحريات يظهر والد الانتحاري إن صح التعبير على شاشات القنوات مصرحا أن ابنه ليس له أية علاقة بالإسلام إطلاقا فهو شارب خمر وتارك صلاة ولا يصوم رمضان وله أربع سنوات لم ير ابنه هذا.
من هنا نستنتج الآتي: أن تونس بلد متفتح وتسكنه أجناس كثيرة منها اليهود المستوطنين هناك وهي بلد سياحي بامتياز لكل سواح العالم بما في ذلك الإسرائليون مما يجعل من تونس قاعدة متقدمة للمخابرات الإسرائيلية لماذا لا تكون إسرائيل وراء هذه العملية التي جندت لها هذا التونسي مستغلة ظروفه الاجتماعية وحالته النفسية وإغرائه بشتى المغريات ولهم في ذلك باع طويل.
أما كون أن ـ داعش ـ تبنت العملية فهذا ليس بالشيء الغريب ويعيدنا هذا إلى طرح السؤال الآتي: من أسس ومول ـ داعش ـ ؟ ومن هي إسرائيل ومن هي ـ داعش ـ ؟
إن العملية الانتحارية لم تكن بريئة إطلاقا فهي شبيه بـ11 سبتمبر الأمريكية وتهدف إلى أمر معين ؟ فسألوا فخامة الرئيس الذي يظهر أنه على دراية بمجريات العملية ؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الجديد.