خطبة الوداع والتركة الثقيلة

  • PDF

بقلم: حافي وجيدة *

قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض خطب أوباما خطبة الوداع    الأخيرة على شعبه والعالم أكمل خطبة شغلت الرأي العام والخاص وخصوصا اللحظة التي ذرف فيها الرئيس دموعه فبرافوا سيد حسين أوباما لأنك استطعت جذب العالم قبل ثماني سنوات وبعدها فمن منا لا يتذكر سنة تنصيب أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية يومها العالم كله والعربي منه استبشر الخبر باعتبار الرجل افريقي الأصل وذو بشرة سوداء ومن أب مسلم زيادة على الوعود والآمال التي أطلقها قبل تنصيبه فأوباما كما يعرف الجميع جاء بعد فترة حكم بوش العصيبة أين استنزفت كل الثروات المادية والبشرية على حرب العراق ودمرت كثير من البلدان باسم الديمقراطية وووو لذا خرج وهلل الجميع يقدوم هذا الفتى الإفريقي الذي على الأقل لن تكون درجة عدائه للعالم مثل سابقه رجل وعد بحل القضية الفلسطينية وإيجاد مخرج للظلم والتعسف الذي طال ويطال أبناء الأرض من الأعداء لكن على ما يبدو أن حبل الكذب قصير والدليل ما يحدث الآن في العالم في فترة حكمه فداعش استوطن العراق وسوريا وليبيا والمستوطنات مازالت تبنى وتهدم منازل الفلسطينيين قصرا وظلما والتمييز العنصري في أمريكا على فوهة بركان وينتظر فقط شرارة لتعود أزمة السود في أمريكا بلد الحريات والديمقراطية صحيح أن الرجل مقارنة بغيره لم تكن له فضيحة أخلاقية ومالية لكن الأكيد طبعا أن انسحابه من سوريا وفتح المجال لروسيا وإيران وخذلانه لتركيا والخليج أخلط أمور العالم كله وغير الحسابات والتحالفات التي تصب كلها لصالح إسرائيل عدو العالم اللذوذ والذي لحد الآن لم يستطع أحد إيقافه والوقوف ضده فهل نقول وداعا أوباما وشكرا على كل الخراب والتناقضات التي خلفتها خلفك فتركتك ثقيلة وأثقل مما كنا نتوقع فثكالى سوريا لن ينسوك بدون شك في دعائهم ومتشردو العراق واليمن وليبيا سيذكرونك عند كل برد وحرارة قاسية وذل وهوان يعيشونه ومسجونو غوانتاموا الذين توسموا خيرا فيك وأنت الذي وعدت بإغلاق هذا الكابوس فمن أين تلقاها حتى دموعك التي ذرفتها لن تشفع لك ولثماني سنوات التي قضيتها وأنت تتلوى كالأفعى كل مرة بجلد ولم تصل إلى قرار إيجابي حتى خطوتك برفض الاستيطان في الأراضي الفلسطينية جاءت متأخرة كثيراااا فنحن نعرف أن الأخت الكبرى لن تخون الصغرى مهما كانت درجة العداء فأوباما أنجز مهمة وانتهت وحان الأوان له أن يخلد للراحة والاستقرار مع عائلته الصغيرة لكن هل سيغمض لك جفن وأنت ترى أطفالا في عمر ساشا وماليا يتلوون جوعا ويشكون ألما طبعا لا ولكن ستمر على الصورة والحدث مرور الكرام وتقول في آخر المطاف  (أنا مثل غيري ولا أختلف عنهم وسواء ذكرني أو لم يذكرني التاريخ سيكون البيت الأبيض محطة من المحطات التي رسى فيها كل رؤوساء أمريكا) وبالفعل فابتداء من العشرين جانفي ستكون ذكرى جميلة عند البعض وخاصة أبناء وطنك الذي حاولت جاهدا كسبهم بإصلاحات داخلية والصحية على وجه الخصوص وفي نفس الوقت ذكرى سيئة عند أولائك الذين حرمتهم لذ ة الحياة في العالم فوداعا أوباما ومرحبا ترامب الرئيس اللغز إن صح التعبير.