صُراخ بلا صدى !!

الثلاثاء, 05 ديسمبر 2017


بقلم: خيري منصور
بعكس المثل القائل ان الجنازة حامية والميت كلب فالجنازة الآن فقيرة وباردة رغم ان الميت اسد او نمر وكلاهما يرمز الى القوة والعنفوان فما هو ميت او على الاقل في طور الاحتضار من حياتنا هو منظومة قيم ومفاهيم عاشت قرونا وكان لها دور فاعل في الابقاء على الهوية وعلى الجغرافيا ايضا رغم كل ما سال عليها من لعاب الاباطرة والغزاة .
ما يحدث الان باختصار هو ان بغاث الطير تستنسر ومن كان يبحث له عن ملجأ في بلاد العرب اصبح صاحب الدار الآمر الناهي وما كذّب الغطاسين ليس الماء كما جاء في الامثال بل الدمّ الذي نزف العرب منه خلال عقد واحد ما يكفي لأن يحملهم وبالتالي يطفون على سطحه! فبأية حواسيب غبية ومعجزات نادرة اصبح الاغنى هو الأفقر والاقوى هو الاضعف والاكثر هو الاقل؟
ان حاصل جمع امكانات العرب ماديا ومعنويا ومواقع استراتيجية وموروثا حضاريا يتفوق على اي حاصل جمع آخر في هذا الكون وهذه ليست شوفينية بل هي من صميم الواقع الذي يعترف به حتى الاعداء سرّا لكنهم ينكرونه علانية.
قبل سبعة عقود كنا بفلسطين واحدة موعودة بالتحرير والان لدينا عدة فلسطينات مدرجة على القائمة في العالم العربي الذي تجاوز عدد اللاجئين والمشردين فيه عدد اللاجئين الفلسطينيين عشرات الاضعاف!
والقضية التي تحولت الى مطية ولم يبق حالم بسلطة لم يستخدمها او سمسار سلاح لم يستثمرها اصبحت الان تعيش على راتب تقاعدي وقد تبحث بعد حين عن ملجأ للعجزة لأن ابناءها ايضا تخلّوا عنها.
وما يدهشنا ليس ما يحدث في هذا العالم العربي الذي كان ذات عروبة غاربة وطنا عربيا بل اساليب التعامل مع ما يحدث فاللامبالاة بلغت الذروة والاب يصعد على جثة ابنه كي يطفو. فهل نلوم اعداءنا ام جيراننا ام اصهارنا ونحن الذين اشعلنا كل هذه النيران في بيوتنا!!.