دموع موسمية !!

  • PDF


بقلم: خيري منصور
حين عيّرت عائشة الحوراء ابنها الذي سقطت غرناطة من يديه جوهرة في كف ايزابيلا التي أمرته بأن تخرج خيوله مُدبِرة لم تجد افضل من تذكيره بأن كل ما تبقى لديه هو البكاء كالنساء.
ومنذ عام 1492 كما يقول بعض مؤرخي المانيا واسبانيا بدأ النظام العالمي الجديد ولم يبدأ مع سقوط سور برلين او مقالة كتبها فوكوياما وخلال اكثر من خمسة قرون سقطت للعرب غرناطات عديدة لكن باسماء اخرى ولم يكن سقوط بغداد في مطلع الالفية الثالثة الا نهاية لم يجرؤ احد منا على ان يسميها باسمها الحقيقي لأن الجلوكوز الذي نسميه نفطا اطال في عمرنا السياسي داخل غرفة الانعاش رغم ان هناك تقارير طبية تقول ان الموت سريري وان الغيبوبة من درجة تنذر باللاعودة !
وكم كان سهلا علي ان اضيف الى هجاء ترامب الذي يتلذذ بما يسمع من مفردات جديدة لكن الامر لم يعد مجرد مناسبة لاستدعاء ما لدينا من احتياطي البلاغة او البلاهة والبلادة فالعربي الان على اصعب محك عرفه في تاريخه المديد والاختبار اشد عسرا مما يعتقد بعض الذين ادمنوا الغش في مثل هذه الاختبارات وما قاله شكسبير عن الكينونة والعدم بعبارة واحدة هي ان تكون او لا تكون تلك هي المسألة يليق الان بهذا العربي المهدد بالعودة الى اول السطر بحيث يصبح للمرة الاخيرة مسجى على مائدة مثلثة وليست مستديرة كي يتحول الى غنائم واذا كان كل ما جرى حتى الان لا يتيح لنا الخروج من المجاز والترميز الى البوح والصراحة فذلك لأن الميت لا يتألم من الضرب سواء كان صفعة على الوجه او ركلة بالقدم!
ما ينبغي التحذير منه الان هو ادراج ردود الفعل في خانة الموسميات السياسية وتقاويم الحداد بحيث يسدل الستار بانتظار فصل درامي اشد اثارة!!