جزائريون يساهمون بقسط كبير في اهتراء الأوراق النقدية

  • PDF


ثقافة الحفاظ عليها غائبة 
جزائريون يساهمون بقسط كبير في اهتراء الأوراق النقدية
* الحافظة النقدية تنقرض لدى البعض    

صنعت فيما سبق ورقة 200 دينار الحدث بين الجزائريين وأغرق الحديث عنها وسائل الإعلام بمختلف منابرها السمعية والسمعية البصرية والمكتوبة إلى أن اتخذ بنك الجزائر المركزي قرارا بسحبها عن التداول  وهو القرار الذي أبهج الكل بعد أن سئموا من التعامل بتلك الورقة المهترئة جدا إلا أن السيناريو لازال متواصلا وسوف يزحف إلى أوراق أخرى على غرار ورقتي 500 و1000 دينار اللتان ظهرت بعضها في حالة يرثى لها والأمر يعود إلى المواطن بالدرجة الأولى الذي أهمل ثقافة الحفاظ على الأوراق النقدية المتداولة مما انعكس سلبا على الحالة الكارثية لبعضها.

نسيمة خباجة 

طي الأوراق النقدية إلى حد جعلها مجهرية هو سلوك سلبي  يلتزم به الكثيرون ومن مختلف الشرائح العمرية فالعادة السلبية انعكست على الأوراق النقدية الذي بدت قديمة جدا وممزقة فبعد مأساة ورقة 200 دينار التي صنعت الحدث يبدو أن البعض عولوا على تمزيق كل الأوراق والمساهمة في قدمها بتصرفات لا تمت للسلوكات الحضارية بصلة فالسيولة النقدية الموضوعة للتداول بين المواطنين في تعاملاتهم وفي انتفاعهم من السلع والخدمات لا تخضع لمقاييس وشروط الحفاظ عليها والتي يخرقها المواطنون فالحافظات النقدية لاوجود لها بين الكثير من المواطنين على الرغم من ضرورتها الملحة في الحفاظ على الأوراق النقدية وحتى جمع القطع النقدية إلا أنها لا تحضر بين المواطنين واستغنوا عنها على الرغم من أنها من السمات التي تعكس رتابة الشخص وسلوكه المنتظم.
   
رأي المواطن في المعضلة
نزلنا إلى الشارع واقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم  ونظرتهم حول الأوراق القديمة المتداولة التي باتت تظهر في مختلف الفئات النقدية ولم يعد الأمر مقتصرا على فئة دون أخرى بل حتى ورقة 2000 دينار الجديدة التي لم يمر على صدورها إلا فترة قصيرة بعضها اهترءت وبات يظهر قدمها وكأنها تعود إلى عقود طويلة خلت تقول السيدة صبرينة إنها بالفعل تنزعج كثيرا لمشكل تلك الأوراق خاصة وأنها باتت سببا في اندلاع المشاكل بين التجار والمواطنين بسبب الحالة الكارثية لبعضها خاصة وأننا بعد أن أنهينا مشكل ورقة  200 دينار زحف المشكل إلى مختلف الفئات بما فيها فئتي 500 و1000 وحتى ورقة 2000دينار التي بدت بعضها قديمة وكأنها مرت عليها عدة سنوات من الصدور وهي سلوكات غير حضارية البتة وكان على المواطن الحفاظ على الأوراق النقدية خاصة وأنه المتضرر الأول من اهترائها كونها واسعة التداول في تعاملاته اليومية تقول ومن شأنه أن يقترن بعدة صدامات في مختلف الأماكن والمصالح الإدارية مواطن آخر أردف بالقول أنه مؤخرا احتار لعون الشباك بمصلحة الديوان والتسيير العقاري بعد أن رفض أخذ أوراق من فئة 500 دينار مبررا أنها قديمة ومهترئة وسوف يرفضها القابض لا محالة الأمر الذي أدخله في نزاع حاد خاصة وأن رفض الأوراق هو سلوك مناف للقانون مثله مثل تمزيق الأوراق النقدية كجنحة معاقب عليها في القانون وما كان على محدثنا إلا فض النزاع بعد أن أجهد نفسه في البحث بين الأوراق النقدية وسلمه أوراقا أخرى وبقي محتارا من مصير تلك الأوراق التي بقيت عنده. 
الآنسة شيماء طالبة قالت إنها تحتار كثيرا لوضعية الأوراق النقدية ورأت أن المعني الأول هو المواطن بسبب العشوائية التي تطبعه في تعاملاته اليومية وغياب ثقافة الحفاظ على السيولة النقدية بعد أن حلت جيوب الملابس محل الحافظات الجلدية رغم الاختلاف الشاسع بينهما فالحافظة الجلدية تضمن أكثر الحفاظ على الأوراق النقدية لتضيف أنها شخصيا تعتمد على حافظة جلدية من النوع الكبير لحفظ الأوراق وتسلمها في أحسن حال ولكن حسب طبيعة التعاملات اليومية تصادف أوراقا قديمة تزعجها ولكن تحاول قدر المستطاع تلصيقها وعدم الزيادة في قدمها بوضعها في الحافظة الجلدية ولكن رغم ذلك تصادف موقف عدم قبولها من طرف التجار رغم خروج الأمر عن نطاقه في سيولة مطروحة على التداول بين ملايين المواطنين.     

ملاسنات بسبب الأوراق المهترئة
يبدو أن المواطن الجزائري يساهم بقسط وافر في قدم واهتراء  الأوراق النقدية وهو في نفس الوقت يحبذ الأوراق الجديدة في  تعاملاته اليومية ما يضعه في موقف متناقض خاصة وأن الأوراق القديمة تسببت في الكثير من الأحيان في نزاعات وصراعات لا متناهية بسبب رفضها من طرف التجار وبعض المصالح الإدارية في تسديد الفواتير وحتى قباض الحافلات الذين يرفضون الأوراق القديمة والممزقة وهو ما أوضحته السيدة وردة إذ قالت إنها في مرة سلمت القابض ورقة 200 دينار وكانت قديمة بعض الشيء لكنها غير ممزقة إلا أنه رفضها وفضل أن تذهب مجانا على أن يمسك تلك الورقة فما كان عليها إلا السكوت لعدم الدخول في مشاكل معه لكنها احتارت في ذلك الموقف وتساءلت من أين يأتي المواطن بالأوراق الجديدة مادام أن الوضع زحف إلى مختلف الفئات النقدية ولم تسلم من المشكل حتى أوراق 1000و 2000 دينار ورأت أن الكل مسؤول بسبب الغياب شبه الكلي لثقافة الحفاظ على الأوراق النقدية على الرغم من أهميتها القصوى إلا أن التصرفات الهمجية بتنا نصادفها في كل شيء إلا من رحم ربي.  

الحافظات النقدية حل بسيط
يعود السبب في اهتراء الأوراق النقدية بالدرجة الأولى إلى تراجع الاعتماد على الحافظات الجلدية لوضع الأوراق النقدية بين المواطنين ومن مختلف الفئات والشرائح العمرية مما أدى إلى قدم أوراق جديدة كما أن طي الأوراق هي عادة سلبية التزم بها الكل فبالأمس كانت بعض العجائز هن من يقمن بالتصرف لإخفاء النقود ولكل غاية في ذلك إلاأن اليوم سيان بين الشيخ والعجوز الشاب والشابة وحتى الطبقة المثقفة أهملت الحفاظ على الأوراق النقدية مما أدى إلى حدوث تلك الفوضى وظهور أوراق على درجة كبيرة من القدم وحتى ولو كانت الورقة النقدية جديدة فإن طيها المتكرر يؤدي إلى قدمها ويحضرنا موقف مماثل صادفناه مؤخرا على متن الحافلة إذ راحت إحدى النسوة التي تظهر في عقدها الخامس إلى سحب ورقة 200 دينار من بين ملابسها وكانت مطوية إلى حد ظهور حجمها  وكأنها قطعة 10 دنانير أو أقل وليس ورقة يقارب طولها 10 سنتيمتر وعرضها 4 سنتيمتر والأدهى والأمر أن الورقة كانت جديدة جدا إلا أنها كانت في طريقها إلى الاهتراء بفعل تلك السلوكات المتكررة والتي تعود إلى تراجع استعمال الحافظات النقدية المنقرضة لدى الكثيرين فالحافظة النقدية تحافظ على الأوراق ويضمن اتساعها بقاء الأوراق على حالها إلا أن الكثيرين استغنوا عنها وفضلوا طي الأوراق ووضعها في الجيوب التي تكون طريقا إلى اتساخها وقدمها وحتى تمزقها وتحدث المأساة في تداولها بين المواطنين واندلاع نزاعات فيما بينهم ويكون المواطن المتهم والضحية في آن واحد فهو الفاعل وهو المتحمل نتائج فعله بسبب غياب السلوكات الحضارية وانتشار الفوضى والعشوائية في مختلف التصرفات اليومية.