مهاجرون عرب يعالجون بالحجامة والطب الشعبي القديم

  • PDF


الطب البديل يزحف إلى بلدان المهجر 
مهاجرون عرب يعالجون بالحجامة والطب الشعبي القديم


يلجأ بعض العرب المقيمين في ألمانيا إلى طرق العلاج القديمة كالحجامة واستعمال الأعشاب الصحراوية التي يوفرها بعض تجار العطور والصيادلة العرب المقيمين في ألمانيا عندما لا ينجح العلاج العادي بشفائهم من أمراض مستعصية.
ق. م 


ألمانيا هي من أهم الدول المتقدمة جدا في المجال الطبي لذلك يعتبر كثيرون أن طرق العلاج خارج المنظومة الطبية الألمانية هو أمر غير عادي لكن استخدام العلاج الكيميائي المتكرر الذي لا يصل إلى حد الشفاء يدفع بكثير من المهاجرين المسلمين في ألمانيا إلى تجربة استخدام الطب النبوي والحجامة وغيرها من الوسائل القديمة في العلاج.


إقبال كبير على الحجامة
عن ذلك يقول خالد واصف طبيب مصري مقيم في ألمانيا: لا تستغرب من لجوء البعض إلى هذه الطرق في العلاج فبعضهم يحاول إيجاد طرق بديلة نتيجة اليأس الذي أصابهم من العلاج العادي والبعض الآخر يهرب من العلاج الكيميائي خاصة المصابين بأمراض يستعصى شفاؤها مثل السرطان والسكري. ويضيف قائلا: في كل الأحوال فإن العلاج بالحجامة معروف في ألمانيا وهناك عيادات ألمانية تقوم به مثل عيادة الدكتور انكل مان في ميونيخ وهو أحد الأطباء المشهورين في الطب البديل في ألمانيا ..ثم يستطرد قائلا: إن الحجامة هي أكثر العلاجات الشعبية القديمة التي يلجأ إليها أيضا المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري والعمود الفقري ومعروف أنها كذلك تشفي من الصداع المزمن وآلام الركبتين والشقيقة وغيرها من الأمراض ووفق وصفه فإن الحجامة طريقة علاج آمنة تعتمد على نظرية كاسات الهواء التي كانت مطبقة في الطب الشعبي الإسلامي والعربي القديم ثم تطورت فيما بعد وتشعبت إلى عدة طرق للعلاج.


ألمانيا رائدة في الطب البديل
وألمانيا هي دولة رائدة في هذا المجال ويجب عدم تجاهل أن علم الـ Homopathie ـ أحد فروع الطب البديل هو اختراع ألماني ومؤسسه هو الطبيب الألماني صامويل هانيمان لذلك فإن العلاج بالحجامة والأعشاب ليس فقط موروثا شعبيا عربيا بل يستخدم في ألمانيا أيضا ويقولون عنه إنه متمم علاجي وهناك قسم خاص في مستشفي جروس هادرن الكبير في ميونيخ للعلاج بالأعشاب والطب الشعبي الألماني القديم.


الصراع بين الكيماوي والأعشاب
هناك صراع عالمي محتدم بين شركات الأدوية العالمية والمعالجين بالطب البديل في كل أنحاء العالم فالشركات تبحث عن الربح وهو أكثر ما يهمها كما أنها ضد أي علاج بديل يغني عن العلاج الكيماوي لأنه يؤمن لها الربح المادي الكبير لذلك فهي تحارب الطب البديل بلا هوادة ولا شك أنه لا يمكن الاستغناء كليا عن الأدوية الكيماوية لأنها منقذة للمرضى في بعض الحالات لكن في نفس الوقت لابد من التأكيد على أن الكثير منها كاذب وخادع للمرضى ولم يحقق نتائج شافية كما في حالات مرضي السرطان والسكري وغيرها.
يتفق الأطباء مع هذا الرأي ويقولون إن وسائل علاج الأمراض اعتمادا على الأدوية الكيميائية لا تخلو من مضاعفات جانبية عكس الأعشاب الطبية فالحجامة مثلا تتم بإزالة الدم الفاسد وإخراج الكريات الحمراء الميتة من الجسم باستعمال مشرط وكؤوس معقمة وهي عملية بسيطة وليست معقدة ولا تحتاج لأدوية كيميائية.


الحجامة في المساجد
في أحد مساجد ميونيخ التي تجري فيها الحجامة والعلاج بالقرآن يقول أحد المعالجين الذي رفض ذكر اسمه عن أسباب إجراء هذا النوع من العلاج في المساجد فقال: من المعروف أن الحجامة هي من أسباب الشفاء والطب البديل الألماني يعترف بها ونعالج بها المرضى في المسجد من أجل كسب الثواب والأجر. ويقول أن هناك حديثا نبويا عنها فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس. لكن الأطباء يرون أن التعقيم مهم جدا أثناء الحجامة لذلك لابد أن تجري في أماكن متخصصة لأن ذلك النوع من الحجامة الذي يحتاج إلى تشريط الجسم يحتاج أيضا إلى تعقيم وهو موجود في عيادات الأطباء إن كل الأطباء المعالجين بالطب البديل في ميونيخ عندهم أدوات الحجامة وتقوم بعض الصيدليات بتأجيرها لكن النوع الثاني الذي هو عبارة عن وخز بالإبر يمكن إجراؤه خارج العيادات الطبية.


أعشاب عربية في ألمانيا
يؤكد المختصون والباحثون في عالم الاعشاب أن 90 من أعشاب العلاج التي يطلبها العرب في ميونيخ هي موجودة في ألمانيا لكن لا يعرفون أسماءها بالألماني غير أن هناك نباتات أخرى لا توجد هناك مثل التي تنمو في البيئة الجافة الصحراوية كالحلبة والسدر التي يطلبها كثير من العرب المقيمين في ألمانيا فالحلبة على سبيل المثال مفيدة في علاج حالات التهاب الحلق وتعمل على تخفيف التهابات الرئة وتقوي الذاكرة لكنه يحذر من استخدام الأعشاب البرية التي يجهل مصدرها واسمها  فمن الممكن أن تكون من النباتات السامة لذلك من المهم استشارة الصيدلي أو الطبيب قبل استخدامها.