محلات الرئيس هيكل دون روح! عبر البلديات

  • PDF


تحتلّها الجرذان بدل الشباب 
محلات الرئيس.. هيكل دون روح! عبر البلديات


لازالت محلات الرئيس تطرح آلاف الاستفسارات حول عدم توزيعها والانتفاع منها بحيث تحولت إلى هيكل من غير روح في معظم بلديات العاصمة وغيرها من الولايات وسكنتها الجرذان بدل الشباب على الرغم من أنها موجّهة إلى فئة الشباب من أجل تقليص البطالة إلا أن دار لقمان بقت على حالها ما يظهر من المحلات المهجورة والتي ملأتها النفايات وكانت جدرانها لاتكاء الشباب بدل انتشالهم من البطالة بممارسة بعض الحرف والدخول إلى عالم الشغل.


نسيمة خباجة 
أضحى التماطل مسجلا في مختلف المشاريع فبالإضافة إلى تلك المحلات المهملة عبر العشرات من البلديات نجد بعض الأسواق الجوارية التي تم إنجازها في ظرف قياسي وفق سياسة القضاء على التجارة الفوضوية إلا أنها لم تستغل وبقيت موصدة  الأبواب ونذكر منها السوق الجواري ببئر توتة الذي مكث مغلقا لسنوات ومازال السكان القاطنون بالإقليم يترددون على السوق القديم الذي يعاني فيه التجار الأمرين وكذلك الزبائن بالنظر إلى عدم توفر الظروف اللائقة لممارسة التجارة عبر تلك الطاولات المهترئة لاسيما مع تساقط الأمطار بحيث تتسرب إليه المياه وتتحول أرضه إلى برك مائية يصعب التنقل عبرها.


محلات تحوّلت إلى مفارغ للنفايات
يتأسف الكثيرون من الوضع الذي آلت إليه أغلب المحلات التي تدخل في إطار مشروع 100 محل في كل بلدية الذي وضعه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ سنوات من أجل امتصاص البطالة وإعطاء فرص للشباب البطال قصد دخوله إلى سوق العمل إلا أن ذلك المشروع تبخّر رغم تشييد تلك المحلات التي بقيت موصدة الأبواب عبر 48 ولاية بهدف إفشال المشروع  واضمحل طموح مئات الشباب بعد أن علقوا آمالا كبيرة على المشروع لإنقاذهم من البطالة إلا أنه بقي حبرا على ورق ورغم الإنجاز لم تصل إليهم تلك المحلات التي تم توزيع البعض منها بطرق ملتوية وبقيت موصدة مما يؤكد عدم الحاجة إليها من طرف المستفيدين وكانت نفس النتيجة بقائها موصدة بحيث لا ننفي شروع بعض البلديات في توزيع المحلات في العاصمة وغيرها من الولايات إلا أن النشاط لم ينطلق بها وكان فيما سبق قد أعطى الولاة في العديد من الولايات الضوء الأخضر لرؤساء البلديات الذين تعود إليهم ملكية المحلات المنجزة في إطار 100 محل من هذا النوع من استرجاع المغلقة منها وإلغاء عقود التأجير واسترجاع مفاتيح المحلات أو استبدال أقفالها في حضور محضر قضائي وإعادة توزيعها على أشخاص آخرين من ذوي المشاريع الممولة من مختلف وكالات التشغيل التي أقرتها الدولة الذين هم في أمس الحاجة إليها بغرض تفعيل مشروع الرئيس والتخفيف من نسبة البطالة.
وعلى العموم تحولت تلك المحلات إلى مفارغ عمومية للنفايات وملأتها القوارض بعد أن بقيت مهجورة لسنوات كما طالتها عمليات سطو للأقفال وتجهيزاتها الضرورية فتحولت إلى هيكل من غير روح.   


... وأخرى تستقطب المنحرفين لتعاطي المخدرات  
صارت بعض المحلات المنتشرة هنا وهناك وجهة مفضلة للمنحرفين من أجل تعاطي المخدرات والخمور وممارسة مختلف  الموبقات الأمر الذي أثر على سكان الأحياء التي تحاذيها من جراء الجرائم التي تتربص بهم من كل جانب بحيث أضحت تلك المحلات تستقطب المنحرفين من كل حدب وصوب وتحولت إلى فضاءات لاجتماعاتهم المشبوهة الأمر الذي يجلب الحيرة والاستغراب ففي الوقت الذي كان الهدف منها امتصاص البطالة والاستثمار في فئة الشباب صارت مركزا لتدريب المراهقين في تلك الأفعال المشينة والسبب الرئيسي هو تجميد استغلال تلك الثروات ومثلها الأسواق الجوارية التي برمجت هي الأخرى من أجل تشغيل الشباب وامتصاص البطالة والقضاء على التجارة الفوضوية إلا أنها بقيت موصدة لسنوات لحجة واهية وهي تجنب توزيعها لتوخي موجة الاحتجاجات إلا أنها لو ذهبت لمستحقيها لا تكون طبعا تلك الاحتجاجات كما أن رئيس البلدية الذي يتخوف ولا يمسك بزمام الأمور ليس له مكان في البلدية فمن غير المعقول أن تُجمّد مشاريع من ذهب  بناء على تلك الأسباب  فبدل أن يعمل بعض الشباب لا يعمل كل الشباب لذلك السبب  وهو ما تفوه لنا به أحد رؤساء البلديات عندما استفسرناه عن سبب عدم توزيع الطاولات بالسوق الحوارية الجديدة فردّ: (ماراناش حابين تشعل) ويكفينا اشتعال الشباب واختناقهم من البطالة وخلو جيوبهم من دينار واحد...!