مواطنون ساخطون على واقعهم المعيشي وحياتهم اليومية

  • PDF


بعدما حلت الجزائر الرابعة عربيا من حيث السعادة
مواطنون ساخطون على واقعهم المعيشي وحياتهم اليومية


تعتبر السعادة من أكثر الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته لأنها من أكثر الأمنيات التي يصعب تحقيقها فهي لا تباع ولا تشترى بالمال وهو الأمر الذي يجعل الفرد يعمل جاهدا ليحقق سعادته وسعادة أفراد عائلته والجدير بالذكر فإن السعادة تبنى على صحة الفرد بالإضافة إلى تمتعه بحياة الرفاهية وفي كل سنة تقوم بعد المؤسسات العالمية على قياس مدى سعادة الشعوب في مختلف دول العالم وقد حلت الجزائر في المرتبة الرابعة عربيا من حيث السعادة سنة 2016.   


عتيقة مغوفل
أصدرت جامعة كولومبيا الأمريكية تقريرا حول مؤشر السعادة لعام 2016 وقد جاء في هذا التقرير ترتيب مختلف الدول العربية والعالمية من حيث سعادة شعوبها وقد حلت الجزائر في المرتبة الرابعة عربيا بعد كل من الإمارات العربية المتحدة التي حلت في المرتبة الأولى عربيا تليها المملكة العربية السعودية ثم قطر فالجزائر في المرتبة الرابعة والجدير بالذكر أن الجامعة الأمريكية اعتمدت في تقريرها على مبدأ المساواة في الرفاه داخل المجتمع الواحد إلا أن هذا التصنيف أثار حفيظة الجزائريين كثيرا وذلك مقارنة بالمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها المواطن البسيط والذي لا يكاد يحصل على قوت يومه بسبب غلاء الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائية الضعيفة لأغلب الجزائريين.


شباب ناقم على واقعه المعيشي 
أردنا أن نعرف رأي الجزائريين في التصنيف الجديد الذي حصلت عليه الجزائر في ترتيب دول العالم في مؤشر السعادة لسنة 2016 وبما أن الجزائر العاصمة واحدة من أكثر المدن الجزائرية اكتظاظا بالناس تجولنا فيها واخترنا بلدية باب الوادي بداية مشوارنا حتى نتمكن من مقابلة بعض المواطنين كان أول من قابلناه السيد مراد.ق البالغ من العمر42 ربيعا موظف بمصلحة الضرائب متزوج وأب لطفلين سألناه عن رأيه في التصنيف الذي حصلت عليه الجزائر في التصنيف العالمي للسعادة فرد علينا أنه نوع من أنواع الاستهزاء الذي يتعرض إليها الجزائري يوميا لأنه من المستحيل أن تصنف الجزائر في المرتبة الرابعة بين الدول العربية من حيث مؤشرات السعادة بل حسبه العكس الصحيح فالجزائريون أكثر الناس شقاء في العالم فالجزائري منذ أن يستيقظ صباحا وهو يتكبد الويلات في هذا الوطن إلى أن يحل الظلام وينام كالحيوان عدنا وسألنا مراد مرة أخرى عن الأسباب الذي دفعته إلى التعليق بهذه الطريقة عما جاء في التصنيف العلمي فرد علينا: أنا متزوج منذ 4 سنوات بقيت أزيد من 7 سنوات وأنا أجمع في المال حتى أتمكن من تأسيس بيت الحلال فزوجتي بقيت مخطوبة لخمس سنوات بسبب مشكل السكن والعمل فبرغم من أنني متحصل على شهادة دولة في الإعلام الآلي لم أتمكن من الظفر بمنصب عمل قار إلا بعد مضي 3 سنوات من تخرجي و بقيت أنتظر في مصالح البلدية عساها تحن علي وتمنحني سكنا اجتماعيا حتى أكمل نصف ديني لكن لا حياة لمن تنادي فقد اضطررت لاستئجار مسكن بـ25 ألف دج حتى أتزوج فيه ومع ذلك لم أجد السعادة التي أرغب فيها فكل سنة أرحل من بيت لآخر لأن أصحاب المنازل التي استأجرها يطلبون مني مغادرتها بعد مضي سنة من تأجيرها فأحيانا أفكر لو أني بقيت أعزبا ولم أتزوج البتة بسبب هذه المعاناة التي أعيشها  فلم ولن أجد السعادة أبدا في حياتي.           
  
غلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية هاجس الزوالية
وعلى ما يبدو أن مراد ليس الجزائري الوحيد الناقم على الظروف الاجتماعية المزرية التي يعانيها المواطن يوميا فغيره كثيرون وهو حال الأم والجدة السيدة حنيفة صاحبة68 ربيعا قابلناها هي الأخرى في باب الوادي وبالضبط بالسوق البلدي كانت تقوم باقتناء بعض الخضر والفواكه التي تحتاجها من السوق سألناها مثلما سألنا سابقها عن نتائج مؤشر السعادة فردت علينا أنها لم تسمع به شرحنا لها الأمر قليلا فتبسمت وقالت(ومن أين تأتينا السعادة في هذه البلاد من البطاطا التي وصل سعرها إلى 100 دج للكلغ الواحد أو من الفلفل الذي قارب ثمنه 180 أو من فواتير الماء والكهرباء التي تحرق المواطن كلما لمسها بسبب ارتفاع تكاليفها حتى أننا نكاد نعود للكانكي مثل زمان ونستغني عن خدمات الكهرباء حتى لا ندفع الكثير من المال فالسعادة في بلادنا تنطلق من جيب المواطن والقدرة المعيشية له لا من أشياء أخرى لتسكت بعدها خالتي حنيفة وتواصل حديثها إلينا ذاكرة بعض المشاكل الاجتماعية الأخرى على غرار مشكل السكن الذي أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة والعزوبة في بلادنا وهو الأمر الذي أدى بالكثير من الشباب إلى السير في طريق الهاوية وضياع المستقبل الجماعي لهم.