فتيات يعشنَ الجحيم داخل أسرهن

  • PDF


تسلّط أشقائهن يحطم آمالهن 
فتيات يعشنَ الجحيم داخل أسرهن 


خلق الله تعالى البشر وجعلهم يعيشون جميعا في مجتمع متكامل تحكمه العديد من الروابط الاجتماعية المختلفة من فرد لآخر ومن بين العلاقات التي أوجدها بين البشر علاقة الأخوة والتي تعتبر من أقدس العلاقات إلا أن هذه العلاقة قد تشوبها بعض الشوائب بسبب التسلط وهو ما يتجلى بوضوح داخل بعض الأسر الجزائرية عندما يحاول الذكور أن يتسلَطوا على أخواتهم الإناث إلى حد تقييدهن والقضاء على مستقبلهن.


عتيقة مغوفل
من بين العادات الشائعة في المجتمعات العربية عامة وفي المجتمع الجزائري خصوصا تسلط الأخ على أخته الفتاة بفرض هيمنته وسيطرته عليها حتى وإن كان الوالد الذي يعد الآمر الناهي وصاحب القرار في البيت حي يرزق وهو الأمرالذي يؤدي إلى تأزم العلاقات داخل الأسرة الواحدة فتتحول أنبل العلاقات إلى علاقات حقد وغل بين الأخوة. 
      
ظلم شقيقها حطّم مستقبلها 
عادة ما تعاني الفتاة الجزائرية من العديد من المشاكل داخل أسرتها وهو ما يجعلها تعيش في جحيم يدوم طوال العمر في بعض الأحيان وذلك بسبب تسلَط شقيقها الأكبر وهو الأمر الذي وقع مع الآنسة (حورية) التي تبلغ من العمر 47 سنة هذه الأخيرة كانت ضحية لأخيها الأكبر الذي حرمها حتى من فرحة العمر التي تنتظرها كل فتاة منذ صغر سنها ومن حلم لباس الثوب الأبيض والزف إلى بيت زوجها بدأت معاناة الآنسة حورية مع شقيقها الأكبر منذ بلغ عمرها 13 سنة فهذه الأخيرة تتمتع بجمال رباني خارق للعادة وهو الأمر الذي جعل شقيقها يقوم بتوقيفها عن الدراسة بحجة أن الشبان يعاكسونها كثيرا في الشارع وقد خضع والداه لرغبته لأنه شخص حاد المزاج وقاس للغاية وهو الأمر إلى أبكى أم حورية كثيرا ففكرت أن تجعل ابنتها تتعلم صنعة تقتات منها في المستقبل فبدأت ترسلها عند إحدى الجارات حتى تتعلم الخياطة والرسم بالألوان الزيتية على الحرير وهو الأمر الذي رفضه شقيقها جملة وتفصيلا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط فحين بلغت حورية سن 17 سنة بدأ يطرق بابها الكثير من الخطاب وكان شقيقها في كل مرة يجد سببا في الخاطب وذلك حتى لا يتركها تتزوج مثل كل فتاة في سنها وحجته في ذلك أن تبقى في البيت لتخدم والدتها المريضة طريحة الفراش إلا أن هذا الأخ كان يفكر دائما في حياته ومستقبله وحين بلغ 32 سنة قرر الزواج و السكن مع والديه في البيت ومع مضي الوقت حول شقيقته إلى خادمة في البيت له ولزوجته وأبنائه إلا أن دوام الحال من المحال كما يقال فحين توفيت والدة حورية بدأت الأخت  تفكر في مستقبلها وتغيير مجريات حياتها فقررت أن تتمرد على شقيقها المتسلط وذلك بالخروج من البيت العائلي وذهبت للعيش في ولاية تيزي وزو مسقط رأس والديها وسكنت في بيت جدها وهناك خرجت للعمل ككاتبة في إحدى بلديات الولاية بعدما تكونت في إحدى مراكز التكوين المهني وتحصلت على شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي وهي اليوم تعيش حياة مستقلة كغيرها من النساء بعدما عانت الظلم لسنوات طويلة.


شقيقها يحولها إلى صفقة مربحة 
ولكن وعلى ما يبدو فإن الآنسة حورية (ليست الوحيدة التي عانت من مشكل تسلط شقيقها وظلمه لها بل هناك العديد من النسوة ومن بينهنَ السيدة فتيحة التي تبلغ من العمر الآن 52 سنة هذه الأخيرة عانت كثيرا في شبابها بسبب ظلم شقيقها هذا الشقيق الذي كان يغلّب مصلحته الشخصية على حساب سعادة أخته الوحيدة التي لم تعرف السعادة بعد وفاة والدها فقبل أن يتوفى أبوها  تركها مخطوبة لابن عمتها ولكن وبعد وفاة والدها مباشرة قام شقيقها الأكبر بفسخ خطبتها من ابن عمتها وقرر تزويجها من شخص آخر يكبرها بـ28 سنة والسبب أنه غني وصاحب مال وجاه وقد وعد هذا الخاطب شقيق فتيحة أن يجعله من كبار التجار في حال ما إذا زوجه بشقيقته التي هي في عمر ابنته وهو ما كان فقد فرض الشقيق المتَسلَط الزوج الغني على أخته والتي ارتبطت به في نهاية المطاف رغما عنها عاشت معه في شقاء وبؤس كبيرين وذلك لأنه كان إنسانا سكيرا ومن محبي ليالي المجون والسمر وهو الأمر الذي لم تحتمله فقررت في نهاية المطاف أن تقوم برفع دعوى خلع عليه وبعد انفصالها عنه مباشرة قررت فتيحة أن تذهب للعيش في بيت عمها الأكبر وذلك حتى تتفادى المشاكل مع شقيقها المتسلط.