المعارك الدامية بين الجزائريين ديكور الشوارع

  • PDF


غياب ثقافة الاعتذار سبب رئيسي
المعارك الدامية بين الجزائريين ديكور الشوارع


لا يختلف اثنان على أن أغلب الجزائريين يتصفون بالقلق الزائد والعصبية من خلال المواقف التي تصادفهم في يومياتهم وعلى العكس من ذلك يشهد لهم الكل بالتضامن في أوقات الشدة ما تبرزه صور التكافل الاجتماعي الذي أصبح مفخرة للجزائريين  بين الدول بحيث تختلف نظرة الأجنبي لهذا المجتمع عن نظرة الجزائري التي قد تكون سلبية في بعض المرات لكن على الرغم من صفات النخوة والمواقف الشجاعة إلا أن الواقع أظهر صفة سلبية يشتكي منها الكثيرون في السنوات الأخيرة وهي انعدام  ثقافة الاعتذار كسلوك أخلاقي مطلوب في العلاقات بين الأفراد.
أبو بكر موسى 


التسامح أو ثقافة الاعتذار هل تقف عند كلمة سامحني ؟ أم الألفاظ التي تتبعها والضغينة تدفع أحد المتخاصمين إلى إرتكاب جنحة أو جناية تلحق صاحبها إلى المجهول وهذا مارصدناه في هذا التحقيق فبداية الجريمة كانت ألفاظ عنف  وشتم لتصل إلى جنحة راح ضحيتها شخص وقع بين أيادي وحوش بشرية. 


لوحة مغشوشة تؤدي إلى عراك دام
تنقلت (أخبار اليوم) إلى شرق العاصمة وبالضبط إلى ناحية مقهى الشرقي ببلدية برج الكيفان (الدلالة) أو السوق السوداء التي تباع فيها الهواتف المستعملة والآلات الكهرومنزلية وحتى الأحذية والملابس القديمة أو (الحرّة) مثلما يسميها تجار هذا السوق ونحن نجوب في مساحة ضيقة متربعة على بضعة أمتار تضم كل شرائح المجتمع والعديد من السلع التي لا تخطر على بال أي شخص بعدها لم نكمل جولتنا فلفت انتباهنا صراخ ثلاثة أشخاص تحركنا في الوهلة الأولى للاقتراب ومعرفة سبب هذا العنف اللفظي والإيماءات الموحية بالشر لا محالة  
اكتشفنا أن سبب الصراع يعود إلى بيع صديقين لوحة إلكترونية مغشوشة للطرف الثالث وبالرغم من محاولته إقناعهما لإرجاع المال لم يكترثا مستصغران الرجل ووصل الأمر إلى التلفظ  بعبارات الاستهزاء ليتحوّل الصراخ إلى عراك بالأيدي واتخذ المواطنون موقف المتفرج وكأنها حلبة صراع سينال أحدهما كأس البطولة لكن المشهد هو الضرب المبرح والعنيف الذي راح ضحيته الشخص الذي غدر في الأول ببيعه لوحة مغشوشة  وسقط على الأرض غارقا في دمائه كأنه أضحية العيد وهي تتخبط على الأرض ولم يتدخل المواطنون إلا بعد وقوع الفاس في الراس بحيث تم الاتصال لجلب سيارة إسعاف مما يطرح التساؤل هل هذه هي الجزائر التي وصل أبناؤها إلى هذه السلوكات الإجرامية التي نهانا عنها الشرع والقانون لتملأ السجون بالمسجونين وتغرق المحاكم  بالجنايات أم بعض شبابنا ومراهقينا اعتادوا على القفة والنوم في السجون.


عبارة خرّيج السجون تقتله ألف مرة 
لنواصل جولتنا ونكتشف حقائق مجتمع لم يعد يعرف متى يعطي كلمة حق بديل كلمات ظلم وبهتان لمن أراد التوبة وإصلاح نفسه مشكلين بذلك مفهوم انعدام الأمن الاجتماعي وهذا ما يعيشه سليم نتيجة خطأ ارتكبه منذ سنتين فبات يلاحقه طول حياته ولم يسلم من لسان المجتمع ليسرد لنا قصته قبالة البحر  خفية عن أنظار العديد من سكان الحي مجهشا بالبكاء اقترف جنحة السرقة في سن العشرين ولقي جزاءه أين قضى قرابة سنة في السجن لكن لم ينس سكان حيه ما فعله ويذكرونه دوما  بفعلته إما لفظيا بنعته بخريج السجون أو بنظرات الحقد والإهانة التي تؤثر فيه أكثر من الكلام مما أدخله في دوامة النفور من المجتمع والتفكير في الانتحار فبأي زاوية يدمج التائب في المجتمع الجزائري فالله يغفر وخير الخطائين التوابون وسليم وهو في عمر الثلاثينات اليوم يعيش بين خطأ الماضي ومستقبل مجهول أدخله في بوابة صعب اجتيازها مادام لسان المجتمع كالساطور وراء كل مخطئ ومتعثر في هفوات الحياة. 
فهذه مجريات الحياة التي تجوب بين ثنايا أغلب شوارعنا وقرانا أهو مجتمع سيء في التفكير أم ابتعد بعض من يعيشون فيه عن عروبتهم وشهامتهم وأخلاقهم الفاضلة التي كتبت عنها أقلام من ذهب لتتلاحق الأخطاء وتتفشى الجرائم التي لا تتناسب مع بلد الشهداء وتتوسع حلقة الانحراف الاجتماعي التي لا تمت بصفات بلد عُرف بالمواقف الإنسانية وتقديم المساعدات للدول العربية وحتى الأجنبية فكما تظهر الدولة بأبنائها يظهر الحي بسكانه.