الوعي البيئي وأثره على المجتمع

  • PDF

جملة من المفاهيم والحقائق والمشاكل اليومية
الوعي البيئي وأثره على المجتمع

بوستة رضا/ صالح بن علي أبوعراد

الوعي البيئي هو تزويد الفرد بتلك المعارف والقيم والاتجاهات من خلال تفاعله مع البيئة الاجتماعية والطبيعية ومن ثم إيجاد الحلول بطريقة صحيحة وإذا أجرينا مقارنة على مستوى الوعي البيئي بالنسبة للفرد لوجدنا انه في الغالب يقع في الاهتمام الأخير فلما بدأت البيئة بالتدهور في شتى المجالات منها:الاختلال بالتوازن البيئي التلوث التصحر.. وصلنا إلى المتسبب الرئيسي والوحيد هو المواطن..
لو طرحنا سؤال كيف يتم المحافظة على البيئة من طرف المواطن وقمنا بعملة إسقاط على المجتمع تتحصل على نتيجة واحدة وأكيدة أنه لو أن أي مواطن مارس دوره المطلوب في المحافظة على البيئة من خلال دخول الفكرة للأذهان وترجمتها إلى سلوك يومي لما وصلنا إلى التدهور المستمر في التلوث البيئي فقد وجدنا اليوم جملة من المفاهيم والحقائق والمشاكل اليومية وأثرها على صحة الإنسان وحياته ومن هنا بدأت خطط وبرامج من: إدارات منظمات جمعيات ونقابات للحد من انتشار هته المشاكل من خلال طرح الوعي البيئي للمواطن حيث أصبح المجتمع الآن يدرك أهمية المحافظة على البيئة وكذا انتشار مفهوم الوعي البيئي من خلال ندوات ومحاضرات في الآونة الأخيرة لكنها غير كافية.
إن الحديث عن تنمية الوعي البيئي حديثٌ ذو شجون ولاسيما أن البيئة تمثل أهميةً كبيرةً للإنسان فهي المحيط الذي يعيش فيه ويحصل منه على مقومات حياته من طعام وشراب وهواء وكساء. وهي المحيط الذي يتفاعل معه ويمارس فيه علاقاته المختلفة مع غيره من الكائنات والمكونات. ومنذ أن خلق الله تعالى الإنسان وهو دائم البحث في البيئة عن مختلف المتطلبات والحاجات التي تلزمه لتحقيق عملية تكيفه مع البيئة مستخدماً في ذلك كل ما توافر له من المعارف والمهارات والخبرات التي وهبها له الخالق سبحانه. 
أهمية تنمية الوعي البيئي وكيفية تحقيقه
على الرغم من أن البيئة بما فيها من موارد متنوعة كانت في حالة توازن طبيعي يُمكِّنـُها من الوفاء بمطالب الإنسان وإمداده باحتياجاته اللازمة لاستمرار حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى إلا أن تصرفات الإنسان غير المسؤولة مع ما يُحيط به من كائنات ومكونات وعناصر البيئة قد أخلَّ كثيراً بتوازن النظام البيئي وترتب على ذلك حصول العديد من المشكلات البيئية التي كان لها أثرٌ واضحٌ في تدهور البيئة والعمل على تدميرها ولاسيما أن هذه المشكلات البيئية ليس لها حدود جغرافية ولا تمنعها الحدود السياسية إذ إنها تنتشر في كل مكان وتصل إلى كل البقاع. الأمر الذي يفرض علينا جميعاً ضرورة الحد من هذه المشكلات ومنع حدوث مشكلات جديدة تحقيقاً لمفهوم حماية البيئة والمُحافظة عليها حيث تُشير المؤتمرات الدولية التي عُنيت بالبيئة ومُشكلاتها إلى أن الإنسان بتصرفاته غير المسؤولة وسلوكياته الخاطئة يُعد المسؤول الأول عن هذه المشكلات وعليه يتوقف حلها عن طريق تفهم مدى خطورتها والعمل الجاد لنشر الوعي البيئي بين مختلف أفراد المجتمع وفئاته لأن ذلك _ بإذن الله تعالى _ هو الحل الوحيد الكفيل بتحقيق التوافق والانسجام والتوازن المطلوب بين الإنسان والبيئة. والمعنى أن الوعي البيئي مطلبٌ مُهم وضروريٌ على جميع المستويات وعلى الرغم من وضوح ذلك للمسئولين عن البيئة إلا أنه غائبٌ عن أذهان الكثير من أبناء المجتمع الذين لا بُد من تعريفهم به وتربيتهم عليه.

لست بالأمر السهل
أما كيفية تحقيق الوعي البيئي فليست بالأمر السهل ولكنها في الوقت نفسه ليست أمراً مستحيلاً حيث يمكن تحقيق الوعي البيئي عند الإنسان متى تمت مراعاة ما يلي التركيز على تنمية الجانب الإيماني عند الإنسان إذ إن هذا الجانب يؤكد على ضرورة تعامل الإنسان مع البيئة من منطلق إيماني خالص يُربي الإنسان على أهمية احترام هذه البيئة وحسن التعامل مع مكوناتها فغرس الشعور بالانتماء الصادق للبيئة في النفوس والحث على إدراك عمق العلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة بما فيها من كائنات ومكونات. وهذا بدوره كفيل بتوفير الدافع الفردي والجماعي لتعَرّف كل ما من شأنه الحفاظ على البيئة وعدم تعريضها لأي خطر يمكن أن يُهددها أو يُلحق الضرر بمحتوياتها.
العناية بتوفير المعلومات البيئية الصحيحة والعمل على نشرها وإيصالها بمختلف الطرق والوسائل التربوية والتعليمية والإعلامية والإرشادية لجميع أفراد وفئات المجتمع حتى تكون في متناول الجميع بشكل مبسط وصورة سهلة ومُيسرة وإخضاع جميع العلوم والمعارف ذات العلاقة بالنظام البيئي لتعاليم وتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف وتربيته الإسلامية الصحيحة حتى يكون استخدامها إيجابياً ونافعاً ومُتفقاً مع الصالح العام.
وخلاصة القول فإن مسألة تحقيق الوعي البيئي عند الإنسان ليست أمراً فطرياً في جميع الأحوال ولكنها مسألةٌ تُكتسب وتُنمى وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود المشتركة لمختلف المؤسسات الاجتماعية التي عليها أن تُعنى بهذا الشأن وأن توليه جانباً كبيراً من عنايتها.