صفات المربي الناجح

الاثنين, 04 ديسمبر 2017


للمربي الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحه في تربية ولده بعد توفيق الله وقد يكون المربي أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو عماً أو جداً أو خالاً أو غير ذلك وهذا لا يعني أن التربية تقع على عاتق واحد بل كل من حول الطفل يسهم في تربيته وإن لم يقصد.وصفات المربي كثيرة أهمها: العلم والأمانة والقوة والعدل والحرص والحزم والصلاح والصدق والحكمة.
- العلم: عُدَّةُ المربي في عملية التربية. فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي إضافة إلى فقه الواقع المعاصر والعلم الشرعي: هو علم الكتاب والسنّة ولا يطلب من المربي سوى القدر الواجب على كل مكلف أن يتعلمه وقد حدده العلماء بأنه القدر الذي يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها فإنه في هذا الحال يجب أن يَعرف كيف يتعبد الله بهذه العبادة وإذا كان المربي جاهلاً بالشرع فإن أولاده ينشأون على البدع والخرافات وقد يصل الأمر إلى الشرك الأكبر - عياذاً بالله -.
- الأمانة: وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات. ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات آمراً بها أولاده ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن فيكون قدوة في بيته ومجتمعه 
- القوة: أمرٌ شامل فهي تفوّقٌ جسديٌّ وعقليٌّ وأخلاقيٌّ وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم ولكن قليلٌ أولئك الآباء الذين يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا. وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما ولكن لابد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة   ولابد أن تسلم المرأة قيادة الأسرة للرجل أباً كان أو أخاً كبيراً أو خالاً أو عماً وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة وإن مَنَعَ شيئاً فعليها أن تطيع وإن خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تتستر عليه لأن كثيراً من الانحرافات تحدث بسبب تستُّر الأم.
- العدل: وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القُبَل وعاتب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رجلاً أخذ الصبي وقبَّله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جانبه فقال له: ألا سوَّيت بينهما وفي رواية فما عدلت بينهما  
- الحرص: وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه وتلبية جميع رغائبه.
والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة عديم التفكير. 
- الحزم: وبه قوام التربية والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق وضابط الحزم: أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه. 
- الصلاح: فإن لصلاح الآباء والأمهات أثر بالغ في نشأة الأطفال على الخير والهداية _ بإذن الله _ وقد قال سبحانه: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} وفيه دليل على أن الرجل الصالح يُحْفَظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى درجته في الجنة. 
- الصدق: وهو التزام الحقيقة قولاً وعملاً والصادق بعيد عن الرياء في العبادات والفسق في المعاملات وإخلاف الوعد وشهادة الزور وخيانة الأمانات وقد حذر النبي   {صلى الله عليه وعلى آله وسلم} المرأة المسلمة التي نادت ولدها لتعطيه فسألها: ماذا أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً فقال: لو لم تعطيه شيئاً كُتبت عليكِ كذبة ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل فإن لم يستطع فليعتذر إليه.
- الحكمة: وهي وضع كل شيء في موضعه أو بمعنى آخر: تحكيم العقل وضبط الانفعال ولا يكفي أن يكون قادراً على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب بل لابد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية .
وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الأسلوب التربوي المناسب وإذا حدث أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم فعليها أن لا تعترض أو تسفِّه الرجل بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سراً لتصحيح خطأ أحد الواليدن دون أن يشعر الطفل بذلك.