حبوب التنحيف.. كذبة تستدعي الحذر

  • PDF

تجارب مريرة ومخاطرة بالصحة 
حبوب التنحيف.. كذبة تستدعي الحذر 
يحذر أطباء ومختصون من الانسياق وراء إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت حول منتجات إنقاص الوزن بسبب الكوارث التي حدثت والتجارب المريرة التي دفع ثمنها اللاهثون وراء النحافة والقوام الرشيق غاليا وأكدوا أهمية لجوء من يعاني من السمنة إلى الطرق الصحية الآمنة على غرار ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن.

نسيمة خباجة 
تحولت حبوب ومنتجات التنحيف إلى حل سحري بالنسبة للذين لديهم رغبة قوية في فقدان الوزن حيث يقوم مصنِّعو هذه المنتجات بتقديم وعود حول خصائص العقاقير التي يبيعونها في حين أن معظم هذه الادعاءات لا تدعمها الأبحاث السريرية. وفي الواقع فالأدوية التي تقدم وعود التخلص من الوزن أو حرق الدهون قد تحمل أخطارا مخفية على صحة الفرد وعلى الرغم من مخاطر استخدام هذا النوع من الحبوب والمنتجات فإن الطلب عليها في ارتفاع مستمر.
استخدام عشوائي لحبوب التنحيف 

تشير الدراسات إلى أن حوالي 50 بالمائة من الذين يعانون من الوزن الزائد يستخدمون حبوب الحمية دون وصفة طبية أو المكملات العشبية أو الأدوية الموصوفة لإنقاص الوزن في حين أن التحذيرات تؤكد على إن لم تكن أدوية إنقاص الوزن تُستخدم لأسباب طبية تحت إشراف الطبيب فقد تعرض الشخص للأذى باستخدام هذه المنتجات.
لمجرد أن حبوب الحمية أو المكملات الغذائية تُباع في عبوات جذابة في صيدلية أو من خلال بائع عبر الإنترنت لا يعني أنها آمنة ولفتت دراسات عالمية إلى أن العديد من المستهلكين لا يدركون أن المنتجات التي يتم تسويقها لا تخضع للتنظيم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووفقاً لقانون المكملات الغذائية والتثقيف الصحي لعام 1994 تقع على عاتق الشركة المصنعة مسؤولية إثبات أن المكملات آمنة وليس كل الشركات المصنعة تمتثل لهذا الشرط وتم اتهام العديد من المصنعين بتقديم ادعاءات كاذبة حول منتجاتهم أو إضافة مكونات دوائية إليها أو إنتاج مكملاتهم في ظروف غير آمنة.

آلام مؤجلة في الجسد 
من بين التجارب المريرة قصة سهام فتاة عشرينية لم تتوقع أن كل ما كانت تقع عليه عيناها على شاشة هاتفها من حبوب للتخسيس عبر مواقع التوصل الاجتماعي سيجعلها مكبلة بأسلاك سرير المستشفى لبدء الغسيل الكلوي فقد كانت تعاني من الوزن الزائد وبسبب التعليقات شبه اليومية حول شكل جسدها كانت تبحث عن أسرع الحلول لإنقاص وزنها ولم يكن ملاذها سوى هؤلاء الذين يعرضون مختلف الأصناف من الأدوية غير المرخصة والضارة والتي لن يجرؤوا على تناولها بأنفسهم ويدعون أنها أسرع حل لتنقيص الوزن.. فقد لجأت لهذا الحل عبر متابعة عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بائعو الأوهام المتاجرين بالصحة العامة مقابل حفنة أموال تقدم لهم وتزوجت ولم ينقص من وزنها إلا القليل ولم تكن راضية بتلك النتيجة في حين أنها ترى النتائج الهائلة التي كان يعرضها مروجو هذه المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فأكملت تناولها ولم تستوعب مخاطر ما كانت تتناوله من هذه الحبوب حتى أثبت فحصها الطبي إصابتها بالفشل الكلوي جراء تناول هذه الحبوب ومن بعدها وصلت للمراحل الأخيرة من الغسيل الكلوي الذي أنهك جسدها ومن ثم ارتقت روحها إلى بارئها.
عينة لشابة اخرى كانت يائسة عندما لجأت إلى حبوب التخسيس وكانت تعاني من السمنة منذ طفولتها ولكنها فقدت الكثير من الوزن عن طريق الذهاب إلى القاعات الرياضية في أوائل العشرينيات من عمرها وبعدها فقدت التركيز في الحفاظ على وزنها وأصيبت بالسمنة حتى اشترت حبوباً لإنقاص الوزن التي يروج لها في موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام والتي بفضلها خسرت 5 كيلوغرامات خلال 3 أيام وبفضل الحماس واصلت تناولها حتى بدأت تعاني من آثارها الجانبية.
وأضافت: أصبحت أتعرق وأشعر بالبرودة الشديدة بنفس الوقت وازدياد في خفقان القلب والرعشة بكامل الجسد ولم تردعني هذه الآثار الجانبية عن التوقف فهي حبوب المعجزة إلى أن أصابني ألم شديد بالصدر كاد يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية.

كذبة تروج عبر الوسائط الاجتماعية
توجد الكثير من الإعلانات لعلاجات التخسيس وإنقاص الوزن عبر الوسائط الاجتماعية ومنها ما يروّج لحبوب وأدوية تَعِدُ المستهلكين بالتخلص من الوزن الزائد بسرعة ودون جهد كبير ومعظم هذه الوعود غير حقيقي وخاصة ما يصوّر الأمر على أنه مجرّد خطوة سحرية وخلص باحثون بريطانيون من جامعة كامبردج إلى دراسة توضح أهم الأكاذيب الترويجية التي ينبغي أن تحذر منها ومنها أن الكبسولات والحبوب لا تحقق الإحساس بالشبع فما يُشبع هو البروتين والألياف الغذائية وكثير من الحبوب والكبسولات التي تروّج على أنها أدوية للتخسيس تعد المستهلك بأنها ستغير من تركيب الجسم بفضل تنشيط بعض الهرمونات ولا يوجد أساس علمي لهذه الفكرة وهي مجرّد أمنيات.
كما تدّعي نسبة كبيرة من حبوب التخسيس أنها تحتوي على عناصر طبيعية من الشاي الأخضر والكافيين التي تزيد التمثيل الغذائي. وعلى الرغم من صدق ذلك إلا أنه لا توجد أدلة علمية على أن ذلك يقود إلى إنقاص الوزن بشكل مستمر وفعّال. 
كما لوحظ أن المروجون لمنتجات إنقاص الوزن في مواقع التواصل الاجتماعي هم السبب الرئيسي لانتشارها وذلك عبر نشر مقاطع مصورة عن أجسادهم ونمط حياتهم الصحية والتي أتت من تناول حبوب الحمية حتى يقنعوا الجميع بأنه يمكن الحصول على هذه الأجساد من خلال تناول هذه المنتجات فالأمر يتعلق بالضغط النفسي خصوصاً لدى النساء الحالمات بالجسم المثالي واللاتي يعانين من قلة الثقة بالنفس بسبب الوزن الزائد ومقارنة أنفسهن بالعارضات اللاتي يظهرن خلف الشاشات.

حبوب تخسيس غير مرخصة 
يجمع المحللون والصيادلة على استعصاء خطوة مراقبة هذه السوق فالكثير من منتجات إنقاص الوزن غير المرخصة أصبحت تباع ويتم توزيعها من قبل أشخاص غير مختصين وآخرين يعملون من المنزل وبكل سهولة وبكبسة زر يصبح الشراء أسهل ما يكون كما أشاروا إلى أن تخزين هذه المنتجات يتم بطريقة غير صحية ولو يعلم الأشخاص الظروف التي يتم فيها التخزين فقد يقل احتمال شرائها. يقول احد الصيادلة: رزقنا الله بالعقل للتفكير ولو ركز الأشخاص على آثارها الجانبية وأنها قادرة على جعلك طريح الفراش لكان ذلك رادعا كافيا لهم .
ولفت إلى أهمية علاج سوء التقدير للذات والتي تعتبر سبباً رئيسياً لاتجاه معظم الأشخاص لمنتجات إنقاص الوزن السريعة بغض النظر عن آثارها الجانبية. فهم لا زالوا مهتمين بنظرة المجتمع إلى جمال الجسد ويعمل مروجو هذه الحبوب للعب على هذا الوتر الحساس ولذلك يأتي دور الأسرة والمدرسة في ترسيخ بعض المفاهيم منذ الصغر حول اتباع الأنظمة الصحية لإنقاص الوزن بالإضافة لعدم جعل الوزن هاجسا قد يدفع بهم إلى القضاء على صحتهم.

الحمية والرياضة أفضل حل 
وجب الرجوع للطبيب أولا قبل تناول تلك الأدوية حيث إن تلك الأدوية الموجودة حاليا والمصرح بها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ليست لها فاعلية تذكر في إنقاص الوزن وحتى وإن وجد لبعضها بعض الفاعلية المتواضعة في إنقاص الوزن فإن آثارها الجانبية بالتأكيد تجعل استخدامها مغامرة قد تعرض من يتناولها للكثير من الأخطار الصحية.
كما أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية نفسها سحبت خلال العقود الماضية حوالي 47 دواء لإنقاص الوزن بسبب ظهور آثار جانبية خطيرة عند استعمالهم
وبنصح الاطباء باتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة على الأقل المشي يوميا.
وعلى الرغم من ان الجميع يعرف الطريقة الصحيحة والصحية لفقدان الوزن وهي الطعام الصحي والتمارين وتتطلب العمل الجاد والصبر لكن مع وجود مغريات منتجات إنقاص الوزن فإن العديد من الأشخاص يشترون هذه المنتجات على الرغم من معرفتهم بمخاطرها وعدم قانونيتها وعليه من الضروري تشديد الرقابة على حسابات بيع هذه المنتجات والتي لا يصعب الوصول إليها وهي منتشرة بشكل كبير في الانستغرام وأغلب المروجين يستخدمون بعض الأوسمة للوصول لهم بشكل مباشر.