الروهينغا الإبادة مستمرة

السبت, 26 أغسطس 2017


حملات قتل وإحراق بشعة  لقرى المسلمين 
الروهينغا.. الإبادة مستمرة
تشهد قرى المسلمين في جنوبي منغدو بإقليم أركان أحداثا قتل وتعذيب للمسلمين (مسلمي الروهنجيا) على أيدي الجيش البورمي والبوذيين المتطرفين.
حيث أظهرت عدة مقاطع مسجلة عبر أجهزة الهواتف المحمولة أفرادا من المسلمين العزل وقد تم قتلهم وسحلهم بواسطة أفراد الجيش الميانماري إثر تمشيط لقرى المسلمين عقب مواجهات جرت بين مجموعة من الروهنجيين وقوات الجيش الذي يحاصر هذه القرى.
وأفادت وكالة أنباء أراكان إن جنودا مظليين تم إنزالهم بواسطة هيكوبتر الجيش الميانماري في قرية أونغ إلى وسط القرية فيما تحاصر وحدات أخرى للجيش محيط القرية ما أسفر عن ذلك إحراق عشرات البيوت وقتل الشباب والرجال وكبار السن وإخراج الأطفال والنساء عنوة.
وقال أحد المدنيين: إن عناصر من الجيش تخصصت في إتلاف المؤن وتكسير خلايا الطاقة الشمسية التي تمد منازل القرويين بالكهرباء.
فيما تخصص آخرون لقتل الرجال ولاسيما الشباب وآخرون لإخراج النساء والأطفال إلى خارج القرية كي يتجهوا إلى المجهول واصف الوضع بالمقلق وسط خروج الأهالي والنساء ونحيبهن على ذويهن الذين لقوا الموت على قوات الجيش
فيما دعا الناشط الروهنجي: أيوب سعيدي الدول الإسلامية والمنظمات الإنسانية والإعلامية إلى التدخل الفوري لتقديم العون الإنساني للمهجرين وقد اصبحوا دون مأوى واصفا الأحداث الدامية بأنها حرجة للغاية وأن الساعات المقبلة ستكون سيئة إذا لم يتم تدارك الوضع.
وفي سياق متصل قالت لجنة يقودها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان يوم الخميس المنصرم  إنه ينبغي لميانمار أن تستجيب لأزمة مسلمي الروهنغيا بطريقة _محسوبةس دون استخدام مفرط للقوة وأضافت أن عدم معالجة الأزمة يهدد بتحول الروهنغيا للتطرف.
وأصبحت معاملة نحو 1.1 مليون مسلم من الروهنغيا أشد قضايا حقوق الإنسان سخونة في ميانمار التي تقطنها أغلبية بوذية في وقت تشهد فيه البلاد تحولات بعد حكم عسكري صارم استمر عقودا.
وقالت لجنة عنان التي عينتها العام الماضي الزعيمة أونج سان سو كي للتوصل إلى حلول طويلة الأمد في ولاية أراكان-راخين التي يمزقها العنف العرقي والطائفي إنه يجب محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.


وتدهور الوضع الأمني بشدة في الولاية الواقعة في غرب البلاد على الحدود مع بنجلاديش في أكتوبر تشرين الأول عندما قتل مسلحون من الروهنغيا تسعة من رجال الشرطة في هجوم على مواقع حدودية.
وردا على ذلك أرسل جيش ميانمار قوات اقتحمت قرى الروهنغيا في هجوم ثارت حوله مزاعم بقيام قوات الأمن بأعمال حرق وقتل واغتصاب مما دفع 87 ألفا من الروهنغيا للفرار إلى بنغلاديش.
وتدهور الوضع في الولاية مرة أخرى هذا الشهر عندما بدأت قوات الأمن _عملية تطهيرس جديدة وتحولت التوترات إلى بلدة راسيدونغ التي يعيش فيها البوذيون والروهنغيا جنبا إلى جنب.
وقالت اللجنة المؤلفة من تسعة أعضاء في تقريرها النهائي _في حين أن من حق ميانمار تماما أن تدافع عن أراضيها فمن المستبعد أن ينجح الرد بقوة عسكرية كبيرة في تحقيق السلام في المنطقةس.
وأضافت أن استجابة شاملة ودقيقة مطلوبة بشكل عاجل _لضمان عدم تصاعد العنف واحتواء التوترات الطائفيةس.
وحذرت اللجنة من أنه في حالة عدم احترام حقوق الإنسان _واستمرار تهميش (الروهنغيا) سياسيا واقتصاديا فقد تصبح ولاية أراكان-راخين الشمالية أرضا خصبة للتطرف إذ أن المجتمعات المحلية قد تصبح أكثر عرضة للتجنيد على أيدي المتطرفينس.
والروهنغيا محرومون من الحصول على جنسية ميانمار وتعتبرهم السلطات مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش وذلك رغم أنهم يؤكدون أن جذورهم في المنطقة ترجع لمئات السنين.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير في فيفري إن قوات الأمن شنت حملة _من المرجح جداس أنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي.
وقاد ذلك إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق بعد شهر.
لكن المحققين المحليين في ميانمار انتقدوا تقرير الأمم المتحدة هذا الشهر ورفضوا أي مزاعم عن انتهاكات.
ورفضت ميانمار منح تأشيرات دخول لثلاثة خبراء عينتهم الأمم المتحدة وفي المقابل قالت الحكومة إنها ستلتزم بتوصيات لجنة عنان.
لكن لجنة عنان التي تتمتع بتفويض واسع النطاق للنظر في قضايا أخرى مثل التنمية الاقتصادية على المدى الطويل والتعليم والرعاية الصحية في الولاية قالت إنها _غير مفوضة بالتحقيق في قضايا بعينها تتعلق بمزاعم انتهاك حقوق الإنسانس.
الأمم المتحدة تندد 
 من جهتها حمّلت الأمانة العامة للأمم المتحدة سلطات ميانمار المسؤولية عن حماية السكان جميعا في البلاد وندد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بهجمات شُنت الجمعة على قوات الأمن في إقليم أراكان شمال غربي البلاد وكان عشرات المدنيين المسلمين من الروهينغيا قتلوا في غارات شنها الجيش.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يدين بشدة الهجمات التي شُنت ضد قوات الأمن في إقليم أراكان. وأكد دوجاريك أن غوتيريش يتابع عن كثب التطورات بشأن هذه القضية ويدعو مجددا لمعالجة أسباب العنف في الإقليم.
وأدانت منسقة الأمم المتحدة في ميانمار ريناتا لوك ديسالين ما وصفتها بالهجمات المنسقة على قوات الأمن في إقليم أراكان ودعت كل الأطراف إلى التهدئة والكف عن العنف وحماية المدنيين واستعادة النظام .
وأصبحت معاملة نحو 1.1 مليون من مسلمي الروهينغيا أكثر قضايا حقوق الإنسان جدلا في ميانمار ذات الأغلبية البوذية في مرحلة انتقالية أعقبت حكما عسكريا دام عقودا ويقول مراقبون إنه يبدو أن هذه المعاملة فجرت تمردا قويا آخذا في الاتساع.