العشر ذي الحجة كنوز من الحسنات

الأربعاء, 23 أغسطس 2017




وَالْفَجْرِ . وَلَيَال عَشْر
العشر ذي الحجة.. كنوز من الحسنات
الأيام العشر الأولى من الشهر الهجري ذي الحجة من أعظم وأفضل الأيام التي تتسارع إليها الأمة الإسلامية جميعا ليقوموا بصيامها وينالوا فضل ومرضاة الله عز وجل في هذه الأيام المباركة.
كثير من المسلمين ينتظرون هذه الأيام ليصوموها وتبدأ من يوم الأول من ذي الحجة وتنتهي في يوم التاسع من نفس الشهر وهو يوم وقفة عرفات ويسعى المسلمون جميعًا خاصة الذين لم يكتب لهم الذهاب إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج هذا العام حيث إنها من أركان الإسلام المفروضة على المسلمين جميعًا ولكنها تفرض لمن استطاع إليه سبيلًا نظرًا لأن الحج في هذه الأيام يحتاج إلى مبالغ كبيرة من الصعب على كثير من المسلمين تدبيرها ولذلك تسعى الحكومات داخل الدول المختلفة إلى تقديم رحلات مخفضة للذهاب لأداء المناسك الخاصة بالحج.
فضل صيام الأيام العشرة من ذي الحجة
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1- قال تعالى: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَال عَشْر } [الفجر:1-2] قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم .
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة قالوا: ولا الجهاد قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء . (رواه البخاري).
 3- قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّام مَّعْلُومَات } [الحج:28] قال ابن عباس وابن كثير يعني : أيام العشر .
 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد . (رواه الطبراني في المعجم الكبير).
5- كان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. (الدارمي).
 6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتي ذلك في غيره .
 ما يستحب في هذه الأيام:
 1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض والإكثار من النوافل فإنّها من أفضل القربات.
 
روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة (رواه مسلم) وهذا في كل وقت.
2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيّام من كل شهر . (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم). وقال الإمام النووي عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً.
 3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد وقال الإمام البخاري رحمه الله: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما وقال أيضًا: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً .
 وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيّام جميعا والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير -وللأسف- بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..
 وأن المسلمين غير القادرين على صيام الأيام العشرة كاملة بسبب ظروفهم الصحية أو ما شابه ذلك فإنهم حين يبلغون يوم عرفات فإنهم يحاولون صيام اليوم المبارك بأي شكل حتى يناله فضله وذلك لأن من أفضال يوم عرفة أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب للعبد المسلم لعام كامل مضى وعام آخر مقبل.